لقد خلقنا لنعمرها لا لندمرها
كتب - جمال مختار
استنادا إلى قول الله تعالى فى كتابه العزيز ( القرآن الكريم ) حيث يحتوي على العديد من الآيات التي تشير إلى إعمار الإنسان للدنيا وعمارة الأرض بمفهومها الشامل، والذي يتضمن البناء والتنمية والعمل للصالح العام. من بين هذه الآيات:
1. سورة البقرة، الآية 30
قوله تعالى:
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً "
هذه الآية تشير إلى أن الله سبحانه وتعالى جعل الإنسان خليفة في الأرض ليقوم بعمارتها وتنميتها.
2. سورة هود، الآية 61
قوله تعالى:
"هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا"
تشير هذه الآية إلى أن الله تعالى أنشأ الإنسان من الأرض واستعمرهم فيها ليقوموا بعمارتها.
3. سورة الملك، الآية 15
قوله تعالى:
"هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ"
توضح هذه الآية أن الله جعل الأرض ممهدة للإنسان ليمشي فيها ويستفيد من مواردها.
تلك الآيات تعكس مفهوم عمارة الأرض في القرآن، والذي يشمل العمل الجاد والاستفادة المثلى من الموارد التي وفرها الله لنا لتحقيق التنمية والازدهار.
لكن رأيت اناساً يتعاملون مع الأرواح البشرية وكأنها لعبة ومن ثم يجلسون فى المحافل الدولية ليقرون القوانين التى يتناسوها فور خروجهم من القاعة ولذلك قررت عمل مقارنة وللأسف لم أستطع ذكر كل الأحداث لغزارتها تارة ولدمويتها تارةً أخرى لان الحروب والسلام هما حالتان متناقضتان في تأثيرهما على المجتمعات والأفراد، حيث تسبب الحروب دماراً هائلاً وخللاً اجتماعياً، بينما يسهم السلام في تحقيق التنمية والازدهار.
في هذا المقال، سنستعرض بعض الإحصائيات والبيانات التي توضح أضرار الحروب وفوائد السلام.
أضرار الحروب
1. الخسائر البشرية
تُعد الخسائر البشرية من أكبر أضرار الحروب.
على سبيل المثال، تشير تقديرات الأمم المتحدة أنه في الحرب الأهلية السورية التي بدأت في 2011، قُتل ما يزيد عن 500,000 شخص إضافةً إلى ملايين الجرحي والمشردين.
2. التشريد والنزوح
تؤدي الحروب إلى نزوح الملايين من الأشخاص.
وفقاً لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فإن عدد اللاجئين والنازحين في العالم بلغ 82.4 مليون شخص في نهاية عام 2020، وهو رقم قياسي يعكس آثار النزاعات المسلحة.
3. الأضرار الاقتصادية
تسبب الحروب خسائر اقتصادية مباشرة وغير مباشرة.
تشير الدراسات إلى أن الحرب في أفغانستان والعراق كلّفت الولايات المتحدة أكثر من 2 تريليون دولار، وهو مبلغ ضخم كان يمكن استثماره في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
4. التدهور الاجتماعي
الحروب تؤدي إلى تدهور البنية الاجتماعية وزيادة معدلات الجريمة وانتشار الفقر والبطالة.
كما تتسبب في انهيار القطاعات الأساسية مثل التعليم والصحة، مما يؤثر سلباً على الأجيال القادمة.
5. الضرر البيئي
تساهم الحروب في تدمير البيئة، من خلال تلوث الهواء والماء والتربة، فضلاً عن حرق الغابات وتدمير الموائل الطبيعية
مما يؤدي إلى خسارة التنوع البيولوجي.
منافع السلام
1. تعزيز التنمية الاقتصادية
السلام يخلق بيئة مواتية للاستثمار والتنمية الاقتصادية.
وفقاً لتقرير معهد الاقتصاد والسلام، فإن البلدان التي تعيش في سلام تحقق معدل نمو اقتصادي أعلى بنسبة 2% مقارنة بالبلدان التي تعاني من النزاعات.
2. تحسين جودة الحياة
السلام يرتبط بتحسين جودة الحياة من خلال توافر الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية.
على سبيل المثال، البلدان المسالمة مثل الدول الاسكندنافية تتمتع بمستوى عالٍ من الرفاه الاجتماعي.
3.الاستقرار الاجتماعي والسياسي
السلام يعزز الاستقرار الاجتماعي والسياسي، مما يساهم في الحد من الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية والتنموية.
تُظهر الدراسات أن المجتمعات المسالمة تميل إلى تثبيت أنظمة الحكم الديمقراطية وتحقيق مستويات أعلى من العدالة والمساواة.
4. الحفاظ على البيئة
في ظل السلام، يمكن التركيز على جهود حماية البيئة والتنمية المستدامة، مما يساهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية وتحسين جودة البيئة للإنسان والحياة البرية.
5. التعاون الدولي
السلام يعزز التعاون الدولي من خلال التبادل الثقافي والاقتصادي والتكنولوجي
ما يسهم في تعزيز الفهم المتبادل والتنمية المشتركة.
في الختام، تُظهر الإحصائيات والبيانات بوضوح الأضرار الجسيمة التي تسببها الحروب مقارنة بالفوائد الجمة للسلام.
لذا، من الأهمية بمكان العمل الحثيث على تعزيز السلام والاستقرار في العالم لضمان مستقبل أفضل للبشرية جمعاء.