تجارة الموت
كتب - جمال مختار
إنها تجارة الموت انها تجارة الأطفال
يا سادة حيث تم رصد هذه التجارة عالميا ومحليا بأرقام مخيفة حيث تبلغ عمالة الأطفال فى مصر فى عام 2009 كما ذكرت د. ناهد رمزى حوالى 2،8 مليون طفل عامل وفقا لآخر دراسة أجراها المركز القومى للطفولة والأمومة بالتعاون مع الجهاز المركزى للتعبئة، وعلى الرغم من أن تلك النسبة المرتفعة تتضمن عماله بسيطة أو لا تجرد الأطفال من حقوقهم الأساسية إلا أن بعضها الأخر يمكن أن يدرج ضمن قائمة العمالة الاستغلالية وذات الخطورة فهناك أسباب كثيرة ساعدت فى انتشار الاتجار بالبشر منها:
1- أرباح الاستغلال الجنسى للنساء والأطفال والتى تقدر بحوالى 28 مليار دولار سنويا.
2-أرباح العمالة القسرية والتى تقدر بـ"32 مليار دولار" سنويا، فى حين تقدر الإيرادات السنوية للممارسات المرتبطة بها كغسيل الأموال، تجارة المخدرات وتزوير المستندات، تهريب الأفراد عبر حدود الدولة بحوالى 9،5 مليون دولار وفقا لتقديرات مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي.
وتظهر هذه التجارة لنا فى عدة أشكال
واهمها
( عمالة الأطفال )
حيث يحظر القانون الدولي ثلاثة أشكال من أنواع عمالة الأطفال، ويعد أسوأ أشكال عمل الأطفال ما يعرف دوليا بالاستعباد والاتجار بالبشر، أو العمل لسداد الدين وكل أنواع العمل الجبري
أو استخدام الأطفال في النزاعات المسلحة.
ومن أسوأ مجالات عمل الأطفال: الدعارة والاستخدام الجنسي والإباحي بكافة أشكاله. ويعدّ الاستخدام الجنسي للأطفال والمتاجرة بهم ثالث أعلى الأعمال إدرارا للربح، بعد تجارتي الأسلحة والمخدرات.
والنوع الثاني من هذه الأعمال، ما يؤديه الأطفال دون الحد الأدنى من السن الطبيعية للعمل، إضافة إلى الأعمال التي من شأنها إعاقة تعليمهم أو تمام نموهم.
ثم النوع الثالث والأخير، وهو العمل الذي يهدد الصحة الجسدية والفكرية والمعنوية للأطفال، سواء كان ذلك بسبب طبيعة العمل أو البيئة والظروف التي يؤدى فيها وهو ما يصطلح عليه "العمل الخطر".
ومن احدث الاحصائيات البحث الذي أجراه ( المعهد الإحصائي التركي )
البحث المسمى
"إحصائيات الأطفال العاملين"
في الربع الرابع من عام 2019
(أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر) باستخدام مسح منزلي لقوى العمل لفئة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5-17 عامًا.
وفقًا لهذا البحث، يبلغ عدد الأطفال الذين يشاركون في الأنشطة الاقتصادية 720 ألف شخص ولم يتم رصد أي طفل يبلغ من العمر 5 سنوات بينهم. تم تقدير معدل العمالة الذي يظهر نسبة الأطفال العاملين في الفئة العمرية 5-17 سنة بين الأطفال في نفس الفئة العمرية بنسبة 4.4٪. بينما تظهر النسبة أن 79.7٪ من الأطفال العاملين ينتمون إلى الفئة العمرية 15-17 سنة، 15.9٪ في فئة العمر 12-14 سنة
و 4.4٪ في فئة 5-11 سنة. عند فحصهم من حيث الجنس، يُلاحظ أن 70.6٪ من الأطفال العاملين هم من الذكور و 29.4٪ من الإناث. بينما يحضر 65.7٪ من الأطفال العاملين التعليم، تكون هذه النسبة 65.6٪ للذكور و 66.1٪ للإناث.
عند سرد أسباب عمل الأطفال الذين يشاركون في الأنشطة الاقتصادية؛ يأتي "لمساعدة في الأنشطة الاقتصادية للأسرة" في المرتبة الأولى بنسبة 35.9٪ والأسباب الأخرى تتضمن "تعلم مهنة ومهارات لعمل" بنسبة 34.4٪، "المساهمة في دخل الأسرة" بنسبة 23.2٪ و "دعم احتياجات الفرد" بنسبة 6.4٪. ويشارك 30.8٪ من الأطفال العاملين في قطاع الزراعة، 23.7٪ في الصناعة و 45.5٪
في قطاع الخدمات. وحسب الفئات العمرية؛ يتمحور نشاط الأطفال الذين يعملون في الفئة العمرية 5-14 سنة حول القطاع الزراعي بنسبة 64.1٪
في حين يتمركز نشاط الأطفال الذين يعملون في الفئة العمرية 15-17 سنة حول قطاع الخدمات بنسبة 51٪. يعمل 63.3٪ من الأطفال العاملين كموظفين عاديين أو عمال غير مأجورين، بينما 36.2٪ يعملون كعمال عائليين غير مدفوعين و 0.5٪ يعملون كأصحاب عمل لأنفسهم. واعتمادًا على نوع مكان العمل 66٪ من الأطفال العاملين يعملون في أماكن عمل دائمة/ثابتة، 30.4٪ منهم يعملون في الحقول/الحدائق، 3.0٪ منهم يعملون في الأماكن المتنقلة أو الغير منتظمة أو السوق، 0.5٪ منهم يعملون في المنزل.
عمالة الأطفال - الحقائق والأرقام
في العالم
يوجد إجمالاً 160 مليون طفل - 63 مليون فتاة و97 مليون صبي - في العمالة الأطفال على مستوى العالم، مما يمثل ما يقرب من واحد من كل عشرة أطفال في العالم. تقريباً نصف جميع الأطفال في عمالة الأطفال - 79 مليون طفل بأرقام مطلقة - يعملون في أعمال خطرة تهدد مباشرة صحتهم، سلامتهم، وتطويرهم الأخلاقي. ووفقًا للتقرير الذي نشرته منظمة العمل الدولية (ILO) واليونيسف في 10 يونيو 2021، زاد عدد الأطفال العاملين في العمالة الأطفال بمقدار 8.4 مليون خلال الأربع سنوات الأخيرة ليصل إلى 160 مليون في جميع أنحاء العالم.
وهناك 9 ملايين طفل آخر معرضون للخطر بسبب آثار جائحة كوفيد-19.
كما أشار التقرير إلى زيادة كبيرة في عدد العمال الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عامًا، الذين يمثلون حاليًا أكثر من نصف عدد العمال الأطفال في العالم. وقد زاد عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عامًا ويعملون في وظائف خطرة، التي تعرف كأعمال قد تؤذي صحة
سلامة، أو أخلاق الأطفال، بمقدار 6.5 مليون ليصلوا إلى 79 مليون منذ عام 2016.
وفترة 16 سنة تبدأ من عام 2000 شهدت تقليصًا صافيًا بمقدار 94 مليون طفل في العمالة الأطفال.
وقد انخفض عدد الأطفال العاملين في أعمال خطرة بأكثر من نصفه خلال نفس الفترة.
ولكن تباطأت التقدم خلال الفترة من 2012 إلى 2016.
حيث بلغ تقليل عدد الأطفال في العمالة الأطفال 16 مليون للفترة من 2012 إلى 2016، فقط ثلث تلك الحسابات المسجلة خلال 2008 إلى 2012.
وتباطأ الانحسار في الأعمال الخطرة بنفس الطريقة.
وحيث تصدرت قارة أفريقيا جميع الاحصائيات على الصعيدين النسبي والمطلق في عدد الأطفال في عمالة الأطفال - خُمس الأطفال - والعدد المطلق 92 مليون.
في جنوب الصحراء الكبرى بما فى ذلك دول مثل نيجيريا وجمهورية الكونغو الديموقراطية حيث تستغل الأطفال في العمل القسري او يجنّدون كجنود.
وجاءت اسيا والمحيط الهادي فى المركز الثاني في هذين الإجراءان.
ويتمثل 5.6% من جميع الأطفال، 49 مليون منهم بأرقام مطلقة، في إحدى أعمال الأطفال في هذه المنطقة.فى جنوب اسيا مثل الهند ونيبال وبنغلاديش حيث يعانى الأطفال من العمل القسري والاستغلال الجنسي.
وجائت امريكا اللاتينية في المركز الثالث متمثلة فى دول مثل البرازيل وبيرو حيث يوجد استغلال للأطفال فى الصناعة
و السياحة الجنسية بينما يتم تقسيم السكان المتبقين في عمالة الأطفال بين الأمريكتين (8.3 مليون) وأوروبا وآسيا االوسطى (8.3 مليون) ودول العرب
(2.4 مليون).
وبالطبع لا ننسى مناطق النزاعات وللأسف تصدرت سوريا واليمن وهى بلاد من مجتمعنا العربى الحبيب حيث يتم تجنيد الأطفال فى الجماعات المسلحة.
يمثل القطاع الزراعي بوضوح النصيب الأكبر في مجمل عمالة الأطفال.
حيث يشكل هذا القطاع 70% من جميع العمالة الأطفال و112 مليون طفل من الأرقام المطلقة. بينما يبلغ عدد الأطفال العاملين في قطاعي الخدمات والصناعة 31.4 مليون و16.5 مليون على التوالي.
يشكل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عامًا النصيب الأكبر في أعداد العمال الأطفال ويشكلون أيضًا نسبة كبيرة من الذين يعملون في أعمال خطرة.
حيث أن 48% من جميع العمال الأطفال يتراوحون في مجال العمر بين 5 و11 عاماً و28% منهم يتراوحون في العمر بين 12 و14 عاماً و25% يتم تقديمهم في الفئة العمرية بين 15 و17 عاماً.
وهذا ما زكرته التقديرات العالمية 2020، فى الاتجاهات والطريق القادم، منظمة العمل الدولية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (2021) وعمالة الأطفال في
تركيا.
وقد اقرت جميع الجهود الحكومية والأممية لمكافحة هذه الآفة ملخصة فى الحلول والتوصيات إن الأولوية للتعليم والتوعية فيجب تعليم الأطفال ورفع الوعي لدى الأسر والمجتمعات وتعزيز أنظمة الحماية الاجتماعية وتقديم دعم مادي وتدريبي للأسر لمساعدتها ويجب تفعيل قوانين حقوق الأطفال وكيفية تعزيز التبليغ عن الانتهاكات وتعزيز المحاسبة القانونية.
وفى النهاية اود ان أقول :
متى ستعلمون أن آلامهم لم تداويها الأيام ولا الأموال إنما يداويها لحظة أمان في أحضان مليئة بالحنان وبيت بسيط يكسوه العرفان.