في أمان الله الفنان نبيل الحلفاوي
في أمان الله الفنان نبيل الحلفاوي
بقلم الكاتبة - منال خليل
رحل الفنان الخلوق نبيل الحلفاوي، تاركا وراءه إرثا كبيراً من المحبة والاحترام .
- توفي نبيل الحلفاوي يوم الأحد 15 ديسمبر 2024 عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد تعرضه لوعكة صحية شديدة نتيجة مشاكل في الصدر، نُقل على إثرها إلى المستشفى.
تم تشييع جثمانه بعد صلاة العشاء بمسجد الشرطة بالشيخ زايد.
- نبيل الحلفاوي وُلد في حي السيدة زينب بالقاهرة 22 أبريل 1947 .
درس بكلية التجارة بجامعة القاهرة عام 1966، وبعد تخرجه منها ، التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج منه عام 1970.
- بدأ الحلفاوي مسيرته الفنية على خشبة المسرح، حيث قدم العديد من الأعمال المسرحية المميزة. انتقل بعدها إلى التلفزيون، وكان أول أعماله مسلسل "محمد رسول الله" عام 1980.
- قدم الفنان نبيل الحلفاوي خلال مسيرته الفنية الطويلة مجموعة مميزة من الأعمال المتنوعة بين السينما، والتلفزيون والمسرح، ما جعله واحدًا من أبرز نجوم الفن المصري ، تميّز بأداء أدوار متعددة بين الشخصيات الوطنية، التاريخية والدرامية، محققًا بذلك شهرة واسعة واحتراما كبيرا في الوسط الفني.
- في مجال السينما، شارك في 22 فيلم من أشهرهم " الطريق إلى إيلات " الذي جسد فيه دور وطني مميز، وفيلم سوبر ماركت الذي أظهر فيه قدراته التمثيلية العالية بالإضافة إلى ثمن الغربة، وعسكر في المعسكر.
أما في التلفزيون، فقد كان له رصيد ضخم من الأعمال التلفزيونية، حيث شارك في 40 مسلسلًا تركت أثرًا كبيرًا في قلوب المشاهدين.
من بين أبرز هذه المسلسلات رأفت الهجان
الذي قدّم فيه أداءً مميزًا في الجزء الثاني والثالث، وكذلك مسلسل زيزينيا، وأم كلثوم الذي جسّد فيه مرحلة مهمة من تاريخ الفن المصري. كما لمع في أدواره في مسلسلات مثل الزيني بركات وبوابة الحلواني، والتي رسّخت مكانته كأحد رواد الدراما المصرية.
وفي المسرح، قدّم نبيل الحلفاوي 10 مسرحيات متألقة، أبرزها رابعة العدوية التي أظهرت قدرته على تقديم الأدوار التاريخية ببراعة، بالإضافة إلى عودة الشباب ورجل في القلعة.
- بإجمالي ما يقارب 72 عملًا فنيًا، تنوعت إسهامات نبيل الحلفاوي بين المسرح والسينما، والتلفزيون، ليترك إرثًا فنيًا خالدًا يشهد على موهبته الثرية واختياراته الدقيقة للأدوار التي قدّمها، مما جعله أحد القامات الفنية المحبوبة في مصر والوطن العربي.
كما تمتع الحلفاوي بعلاقات وطيدة مع زملائه في الوسط الفني ، أشادت الفنانة نادية الجندي به بعد وفاته، واصفة إياه بالفنان الحقيقي الملتزم والمحترم ومعتبرة رحيله خسارة فادحة للفن.
- عُرف الفنان نبيل الحلفاوي طوال مسيرته الفنية بالالتزام والانضباط، فهو فنان دقيق في مواعيده واختياراته للأدوار، مما أكسب أعماله دائما طابع الجودة
والاحترام .
كان صاحب شخصية هادئة وحكيمة قادرا على ضبط النفس والتعامل مع المواقف الصعبة بروية، سواء في حياته المهنية أو الشخصية كما تميّز أيضا بثقافته الواسعة واطلاعه الكبير على الأدب والتاريخ والسياسة، وهو ما انعكس على أدائه التمثيلي وأثْرى مشاركته في النقاشات العامة.
كما عُرف بوطنية عميقة ومواقف مشرفة دعم فيها القضايا القومية، وبرز ذلك في أدواره الوطنية مثل فيلم الطريق إلى إيلات.
كان الحلفاوي متواضع في تعامله، يحترم الجميع سواء كانوا من كبار الفنانين أو من صغار العاملين في الوسط الفني.
- تزوج نبيل الحلفاوي من الفنانة فردوس عبد الحميد لفترة قصيرة، وأنجب منها ابنه الوحيد خالد الذي يعمل في مجال الهندسة. وبعد الانفصال، فضل أن يحافظ على خصوصيته العائلية بعيدًا عن الأضواء.
كان أب محب وملهما لابنه خالد، حيث اهتم بتقديم النصائح والإرشادات دون التدخل المباشر في اختياراته المهنية.
مالا يعرفه الكثيرين عن الحلفاوي
بعيدا عن ما يظهره للجمهور، كان نبيل الحلفاوي شغوفا بالرياضة، خاصة كرة القدم، حيث اعتاد على تقديم تحليلات هادئة ومميزة للمباريات عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي.
امتلك أيضا موهبة في الكتابة الأدبية وكتب مقالات حول القضايا الاجتماعية والسياسية التي يمر بها المجتمع المصري.
رغم شهرته الواسعة، كان يفضّل الابتعاد عن اللقاءات الإعلامية، مؤمنا بأن أعماله الفنية كافية للتعبير عن شخصيته ولم تكن إسهاماته الإنسانية معلنة، فقد دعم العديد من المبادرات الخيرية بصمت، بعيدا عن الأضواء.
- برحيل نبيل الحلفاوي، فقدت الساحة الفنية المصرية والعربية فنانا قديرا أثرى الفن بأعماله المميزة وأدواره التي ستظل خالدة في ذاكرة المشاهدين.
نعزي أسرته الكريمة، ونعزي أنفسنا معهم في هذا الفقد الكبير، راجين من الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يتغمده بواسع رحمته.