مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان بين المفهوم والشمول
مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان بين المفهوم والشمول
بقلم الكاتب - عماد الدين محمد
مع إطلاق مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان والتي تأتي تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.
تملكني شعور بالسعادة لا يوصف لأنه ومن اسم المبادرة "بناء الإنسان" يفتح أمامنا ملفات كثيرة في حياتنا اليومية والتي من الضروري أن تصحح مسارها الذي حاد عن الدرب الصحيح .
ومن تلك الملفات والتي بالفعل تعني كلمة بناء الإنسان ( الدين والأخلاق والسلوك والعادات والتقاليد والضمير والصدق والأمانة و تحمل المسؤولية) وهذا في المقام الأول ومن وجهة نظري ما يلزم حقًا لبناء الإنسان .
لقد فقدنا الكثير والكثير مما ذكرت في حياتنا وأصبحنا أبعد ما نكون عن دروبها .
حقًا لم ولن تنعدم ، ولكن أصابها الضمور وسقطت في جُبّ النسيان .
إن ما أجده على الساحة وعلى مختلف الجهات الحكومية أو المجتمعية منذ إطلاق المبادرة لا يمت بأي صلة ببناء الإنسان .
وعلى سبيل المثال وليس الحصر نجد أن المبادرة ومن خلال متابعة وسائل الإعلام المختلفة نجد أن ما يصدر من تصريحات عن الأنشطة والخدمات التي تتم تحت اسم المبادرة أبعد ما يكون عن مفهوم بناء الأنسان ، لنجد خدمات صحية وخدمات عامة وما يثير الجدل وللأسف الشديد ما يذكر من نشاط عن تحصين الماشية
وتلك الأنشطة تنفذ على أرض الواقع وكانت تقدم بالفعل وشملتها مبادرات سابقة تخص مجالات الصحة والخدمات العامة وغيرها ...
ومن هنا كان من الضروري أن أوضح ما تعنيه مبادرة بناء الأنسان من المفهوم العقلي .
بناء الأنسان يأتي في كل جوانب مفهوم الإنسانية وكما ذكرت التوعية الدينية الأخلاق والحقوق والواجبات وإحياء ما فقدنا من عادات وتقاليد حسنه ، كان لبد من إيقاظ الضمائر النائمة والغافلة ليدرك الأنسان معنى كيف يكون إنسان حقًا من حيث سلوكيات الزمن الجميل واتباع الحق وإدراك الحلال والحرام وحق الجار وصلة الأرحام والتعاملات اليومية مع بعضنا البعض وغيرها .
ولقد سعدت كثيرًا بنشاط وزارة الأوقاف
في محافظات عديدة من ندوات تقام بالمساجد للأطفال من درس تحفيظ القرآن الكريم وشرح للأحاديث النبوية وهذا هو دور الأوقاف والأزهر الشريف وحقًا هو مفهوم حقيقي لبناء الإنسان.
لذا دعونا وقبل إنتهاء مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان نساهم حقًا في إعادة بناء ما تهدم من الإنسان وليس ما يقدم من خدمات هى بالفعل موجودة على أرض الواقع منذ زمن وهذا يأتي من خلال كافة وسائل الإعلام المختلفة والأزهر الشريف والكنيسة وكل الكيانات الثقافية والفكرية ، عن طريق تقديم برامج وعمل ندوات توعوية وإرشادية لتصحيح وتذكر بتعاليم الدين والعادات والتقاليد الجميلة التي فقدنها تعيد لنا الأخلاق الحميدة وسلوكيات فقدنها من زمن بفعل حملات الأبادة الفكرية والثقافية لأعداء الأمة والتقليد الأعمى لثقافات دخيلة على مجتمعنا أثرت على شبابنا ودمرت عقول الكثير منهم .
وليس هناك أهم من إعداد جيل من القدوة في كافة المجالات ليقتدي بها الشباب تكون مثالا للفضيلة والأخلاق الحسنة .
ولاشك أن الدين والتعليم والثقافة والقدوة الفكرية لهم الأثر الكبير على بناء الأنسان.
ولعلها حقًا تكون بداية جديدة لبناء الإنسان.