"حريتي تغلب غرورك"
كتاب للدكتورة أميرة النبراوي
بقلم : دكتورة سعدية العادلي
معاناة المرأة وصرخة في فضاء الألم
"حريتي تغلب غرورك"
للدكتورة أميرة النبراوي
وهي القصة الخامسة من بين ثلاثة وثلاثين قصة قصيرة هم على الترتيب سجن المشاعر، عذرا احببته ، ولكن لنلتقي
حريتي تغلب غرورك ، القمر رفيق
إني رزقت حبه حدث صادق إصبحت أقوى وقل رب ارحمهما ، مشاعر كاذبة سيمفونية عشق ، كبرياء انثى ، حقيبه يد ، غروب
لم يمت الحب ، همس القلوب ، ليست كغيرها ، ستار الحذر ، نصيب من الخيال حوار مع النفس ، لقاء لم يتم ، ترنيمة عشق عيد العشاق ، من واقع الحياة ، السعادة والالم ، لن يجدي الندم تجربة مريض لحن الحياة ، المحطة ، حوار بين الحب والقلب الحب واقع أم خيال، ويبقى النبض حيا لقد عدت متاخرا .
تختلف هذه القصص في عناوينها ومواضيعها ولكنها تدور حول المحور الهام في حياة المرأة وهو الرجل.
والكاتبة أميرة النبراوي دكتورة بكلية الزراعة جامعة بنها ، سيدة راقية مثقفة
لها مجموعة قصصية بعنوان
"ممنوعة من الصرف"
ولها كتابات عديدة في الصحف والمجلات الورقية والإلكترونية ولها أيضا مجموعة قصصية بعنوان "صرخة في فضاء الألم" وكثيراً ما تكون المعاناة بحجم الإخلاص والحب والعطاء ، وتتساءل بطلة القصة وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.
الغلاف
الغلاف الأمامي صورة لإمرأة تفرد ذراعيها وسط فراغ ، توحي الصورة بمعاناة المرأة للحصول على حريتها ومدى تمسكها بها وجه المرأة لا يظهر واضحاً للدلالة على عموم هذه المشكلة فمعظم النساء يتعرضن لما تعرضت له بطلات هذه المجموعة القصصية فهي تنادي بالحرية والدنيا فراغ من حولها للإيحاء بأنه لا حياة لمن تنادي.
الإهداء
أهدت الكاتبة المجموعة القصصية إلى أمها التي تستمد منها قوتها وهي التي علمتها الصبر والصمود وادارة الأيام.
الشجن وهي القصة الأولى في مجموعة حريتي تغلب غرورك تبدأ الكاتبة بالحيرة التي تسيطر على بطلة القصة وقد صورت الذكريات بأناس يحاصرونها ويرجعونها ويرجونها الرجوع إلى حيث أتت فالذكريات تملا المكان لقد عاشت مع الحبيب وتبادلا أحاديث الحب والسمر والمشاعر التي ما زالت تتمنى لو تعود ولكن هيهات فبرغم القرب والإحتواء ، عندما هاتفته بأنها مرهقة وأرادت أن تأتنس به وتطمئن في صحبته فجاء رده قاسياً قاطعا بأنه لا يحب العكننة ، والقصة تنطوي على فكرة جيدة تحدد أصالة الإنسان ومدى صدقه ونزاهته وتقديره لمشاعر الآخرين فالبطلة على لسان السارده طلبت لقاء، فما أجمل العتاب بين الأحباب فإذا توافر عنصري الصدق والإخلاص كان العتاب وصلاً جديداً مجدداً لمشاعر الحب ويعود الود والصفاء قويا أكثر مما كان ، أما أن يعتبر الطرف الآخر اللقاء للعتاب والتصافي أملا في تجديد الحب وإستمرار المشاعر النبيلة عكننة رافضاً هذا العتاب فهذا التصرف له دلالات أخرى تحمل إنكسارات لقلب وروح متناسيا ما كان بينهما من انس ومحبة ، وهذا قمة الظلم وأحيانا يكون قتل الروح أكثر إيلاما من قتل الجسد وهنا تقول البطلة ص 16 من القصة وبين المحبين 1000 عبارة و 1000 إعتراف لم يتم التصريح بهما وألف معنى يغيب ، يدور في العقل وتختنق المفردات فلا تجد تعبيراً مناسباً لذلك أردت وتمنيت أن أراه مرة واحدة ، تثلج صدري وتريح بالي وتضع النقاط فوق الحروف وليكن ذلك إعترافاً أخيراً ، القصة الثانية في المجموعة وهي "مشاعر عذراء" تناولت الكاتبة فكرة عذرية المشاعر فالمشاعر البكر تكون صادقة ملتهبة وحبذا لو قوبلت بالإخلاص والإحترام ولكن للأسف وكما تسرد لنا الكاتبة والمؤلم أنه سعيد يحكي وكأنه شهريار والسنة اللهيب تتصاعد في صدري وقلبي وهو طاووس يزهو بمغامراته معهن وتتساءل السارده هل كنت غبية بإخلاصي وحبي دون ثمن ليته قراني كقصيدة عشق بل زاده حبي له قسوة وغروراً الكتاب ص 17 ، تدور القصة حول الغيرة غيرة المرأة المحبة المخلصة التي ترى أنه من حقها أن تستحوذ على مشاعر الحبيب وأن الإخلاص متبادلاً بينهم ولكن للأسف صفات البطل في هذه القصة تتسم بالا مبالاه وتعدد العلاقات يزهو ويفتخر ويستعرض علاقاته كالطاووس عندما يتباهى بقوته وجماله ويتعاجب مستمتعاً بنظرات الآخرين ومتابعتهم.
في القصة التالية "أحببته" ولكن يوم عيد الحب تذكرت البطلة مرور 25 عاما على طلاقها وبقائها بمفردها تربي أبنائها تعاني الوحدة المريرة مشوار حياة طويل دون رفيق أو ونيس ، وكبر الأولاد وإنشغلوا حسب أعمالهم ومناصبهم وبقيت وحيدة قابلت طليقها في حفل بالصدفة إقترب منها ودار بينهما حوار إنتهى بقولها ضاحكة ساخرة بل أفقدتني الثقة بكل رجال العالم وأدارت له ظهرها وصوت داخلي يقول صارخاً كنت أحسبك فارساً من زمن جميل بديع ولكن يبدو أنها حلمت بفارس لا وجود له ، رسمته بمخيلتها فقط وصارت لا تعلم كيف وصلت لآخر الطريق الكتاب ص ،22 وفي قصة "حريتي تغلب غرورك" البطلة تشتاق لعصر الحرية بعدما أعطت كل شيء مقابل رضا الزوج تركت جميع هواياتها تركت صديقاتها ، تركت عملها ، وتفرغت له وحده وكان رضاه هو كل ما تتمناه ورغم كل هذا الإخلاص فقد خانها فإضطرت آسفة تركه فكرامتها فوق الحب.
والدكتورة أميرة النبراوي تتميز كتاباتها بالرومانسية وطبيعة الحياة المليئة بالمشاعر المتأججة بين المرأة والرجل تصطدم غالبا بمشاعر الرجل.
والتصرفات التي هي جزء من تكوينه كذكر وما يمر به من أزمه منتصف العمر التي إن لم ينتبه إليها أفقدته زوجته وأبنائه ومن الطبيعي أن تغرق سفينة تركها ربانها وإذا عاد يعود نادماً خاسراً بعد فوات الأوان.
والدكتورة أميرة شاركت في العديد من المؤتمرات وخاصة مؤتمرالسلطان قابوس بسلطنة عمان وجامعة حائل بالسعودية بأبحاث مقاومة التصحر ، نشرت لها مجموعة قصصية بمجلة الكواكب والرسالة العربية وأخبار مصر وجريدة الحياة الإماراتية كما حصلت على العديد من الجوائز وشهادات التقدير من الملتقيات الادبية كما حصلت على عدد كبير من دورات التذوق الأدبي ودورات السيناريو من إتحاد كتاب مصر والكاتبة تتمتع بحس مرهف تلتقط صور الحياة الشائكة خاصة ما يخص الأسرة والعلاقات المتبادلة بين الرجل والمرأة في أسلوب سهل وبألفاظ معبرة في يسر مما يجعل القارئ ينفذ للفكرة بسرعة فالمقدمة قصيرة طبقاً لسمات القصة القصيرة.
تمتلك الدكتورة أميرة قلماً يصور واقع المرأة في أواخر القرن الماضي من سنه 1970 إلى 1990 وأكثر قصصها تصلح لإجراء مسح ميداني فهي قصص واقعية فالمبدعات اللواتي ظهرن على الساحة الأدبية في الفترة الحالية ظهرن متاأخرات في سن ال 50 وما بعدها وضقت بإبداعاتهن الساحات الأدبية والمنتديات الثقافية رغم أنهن يتمتعن بالموهبة منذ الصغر الإ أنهن عندما تزوجن وأصبحن مسؤولات عن أسرهن تفرغن عن رضا وبعد إتمام الرسالة وأنشغال الأبناء وفقدان الزوج ، يجدن في الكتابة تعبيراً وتنفيثاً وتتوقد الموهبة الكامنة مع الخبرة الناضجة فتعطي إنتاجاً أدبياً مميزاً.