عبور بارليف نصر بين ركام الهزائم العربية
كتب - محمد عبد الوهاب العيوطي
عانت الشعوب العربية كثيرًا من الاحتلال الغاشم والعنيد لكن مشارق الأمل كانت تلوح فى الأفق ساطعة لامعة تنشر رائحة الحرية من جديد ، فقد تحصلت الشعوب العربية فى البداية على بعض من الاستقلال .
فكان الرد السريع من حكومات الغرب بزراعة كيان غريب غير متجانس مع شعوب المنطقة العربية التى لم تفق حتى استيقظت على هزائم متتالية فتعمقت الجروح من جديد بعد نكبة حرب عام ١٩٤٨ واستفحلت هذه الدولة المعادية فى أمعاء الجسد العربى وانتصر المرض اللعين وانتصرت دولة اللادولة على العرب فى حرب نفسية جديدة فكانت الهزيمة الثانية هى هزيمة النفوس وقتل العزائم والهمم العربية حين اعتقد العرب أن النصر بات مستحيلاً بسبب مساعدة الغرب الحاقد لكيان لايملك الشرعية فى سكنى الأرض العربية المغتصبة والمنهوبة.
ثم جاءت الهزيمة الكبرى عندما تجرأت اللادولة على سرقة سيناء والجولان فى نكسة عام ١٩٦٧ وتم بناء حائط حدودي منيع ( خط بارليف ) بل خط قاطع قيل عنه أنه خط لن يعبره مصري إلى أن تقوم الساعة على حد اعتقادهم به وبحصانته القوية والدقيقة.
لكن إرادة الله نافذة ، فكان علينا ان نثأر لأنفسنا ونزيل رائحة الهزائم العفنه ، بعدها دوى التكبير وحدثت معركة الكرامة ، هى المعركة الأشهر على الإطلاق فى التاريخ المصري الحديث تم فيها عبور الخط بل وتدميره فى وقت قياسي وبدأت المواجهة على أرض سيناء فكانت معركة السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣ الموافق العاشر من رمضان عام ١٣٩٣ هجرية هى الحرب الوحيدة فى العصر الحديث والمعاصر التى انتصر فيها المصريون والعرب على
اليهود .
بل هى المعركة الأخيرة حتى الأن لتظل مصر لأكثر من ٥٠ عامًا تعتز بيوم النصر وتورثه للأجيال القادمة تباعًا ليصبح شرفًا ما بعده شرف فقد اصبح درسًا للأجيال القادمة ، ليعلم أبناء الوطن كيف حافظ الأباء والأجداد على مقدسات الوطن وأمنه وسلامة أراضيه.
ونحن نأمل أن تحافظ أجيال الغد على هذا النصر الغالى بالتصدى والصمود بعقيدة واحدة كلنا جنود الله فى الأرض ولا مساس بأوطاننا ، حفظ الله مصر وشعبها .