حكايات نفسية " حكاية حنين "
د. هند أحمد يوسف
أستشاري نفسي وأسري
طفل جميل فى عمر الثلاث سنوات يعيش مع والديه حياة هادئة جدا إلى أن تبدل الحال و لزم الأمر سفر الاب للخارج فتجهزت الاسرة الصغيرة للسفر مع الاب.
و فجأة ظهرت على الطفل بعض الأعراض الغريبة مثل قلة الاتصال بالعين و عدم الإستجابة لأسمه و أصبح انطوائي
و عدواني جدا ، و بدأ فى فقد المهارات اللغوية . مما أثر على حالة الأسرة السعيدة و بدل سعادتها حزنا و ألما . هنا اضطر الاب للسفر وحيدا_ أملا ان تتبعه زوجته
و الصغير بعد التعافي.
سافر الاب و ترك الام مع الصغير لتتولى مسؤلية علاجه مع الجدة .
و بالفعل لجأت الام للمختص الذى سرعان ما شخص الطفل ( بطيف التوحد) و تبين ان الطفل يعانى من انخفاض مستوى التفاعل الإجتماعى و مهارات التواصل فنصح المختص الام بعدم السفر خوفا على الصغير خاصة انه متأخر فى الكلام .
هنا باتت الأم بين نارين فكلها حنين لزوجها المسافر و يذوب قلبها على ابنها
ماذا تفعل ؟
فانتظرت ان يتحسن الوضع و تكون قادرة على السفر بالطفل لوالده و لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن حيث بدأت تظهر على الطفل علامات تأخر النمو
هنا قررت الام ان تذهب لزيارة زوجها
و تترك الطفل مع الجدة التي تتولى رعايته و تتابع مع المختص اختبارات السمع و التخاطب و اللغة و المستوى النمائى و الأمور الإجتماعية و السلوكية
و بالفعل سافرت و لم تستطع المكوث أكثر من شهر واحد و قادها الحنين إلى ابنها.
هنا ترك الزوج عمله فى الخارج و اختار اسرته كأولوية و تجمع شمل الأسرة
و أصبح شغلها الشاغل متابعة المعايير
و إجراء الاختبارات للصغير.