الحلوى والمولد النبوي : قصة تقليد فاطمي يضيء شوارع القاهرة بالفرح
الحلوى والمولد النبوي
كتبت - دكتورة ميرنا القاضي
باحثة في علم المصريات والشرق الادني
في قلب القاهرة القديمة، حيث تتشابك الأزقة الضيقة وتنبض الحياة في كل زاوية، كانت هناك أيام لا تُنسى تملؤها البهجة والاحتفالات. في زمن الفاطميين كان يوم المولد النبوي مناسبة عظيمة ينتظرها الجميع بفارغ الصبر.
كانت المدينة تكتسيها حلة من الأضواء والزينة، ويخرج الخليفة الفاطمي في موكب مهيب يجوب الشوارع، محاطًا بكبار رجال الدولة والجنود.
في هذا اليوم المميز، كانت الحلويات تُوزع بسخاء على الشعب، لتُضفي على الأجواء لمسة من السعادة والفرح.
دعونا نغوص في تفاصيل هذه القصة الرائعة، ونتعرف على كيف أصبحت الحلويات جزءًا لا يتجزأ من تقاليد الاحتفال بالمولد النبوي، وكيف استمرت هذه العادة الجميلة عبر العصور لتصل إلينا اليوم.
في العصر الفاطمي، كان الاحتفال بالمولد النبوي مناسبة عظيمة تُقام فيها الاحتفالات والموكب الكبير.
كان الخليفة الفاطمي يخرج في موكب مهيب يوم المولد النبوي، يرافقه كبار رجال الدولة والجنود.
كان هذا الموكب يعبر شوارع المدينة حيث كان الناس يتجمعون للاحتفال بهذه المناسبة السعيدة.
أمر الخليفة الفاطمي ديوان الحلوى بإعداد كميات كبيرة من الحلويات لتوزيعها على الشعب والجنود.
كنوع من التقرب السياسي من المصريين كانت هذه الحلويات تُصنع بأشكال مختلفة، وكان من أبرزها قوالب الحلوى التي تأخذ شكل حصان وعروسة.
كانت هذه الأشكال تُصنع خصيصًا للأطفال الصغار، حيث كانوا ينتظرون بفارغ الصبر الحصول على هذه الحلويات الجميلة.
كان الخليفة الفاطمي يحرص على أن تكون هذه الاحتفالات مميزة، ليس فقط من خلال الموكب الكبير، ولكن أيضًا من خلال الأنشطة المختلفة التي كانت تُقام في المدينة.
كانت الشوارع تُزين بالأضواء والزينة وكانت الأسواق تعج بالناس الذين يأتون من كل مكان للمشاركة في الاحتفالات.بالإضافة إلى توزيع الحلويات كانت هناك أيضًا عروض المواكب بالخيول في الشوارع، ويجتمع كبار القوم مع الحاكم في إحدى المساجد الكبرى، وتنشد الأشعار والتواشيح التي تروي السيرة النبوية والمديح النبوي.
ديوان الحلوى كان له دور كبير في هذه الاحتفالات.
كان يتم إعداد الحلويات بأشكال وألوان متنوعة، وكانت تُصنع من مكونات بسيطة مثل السكر والعسل والمكسرات.
كانت الحلوى تُشكل بأشكال جميلة مثل الحصان والعروسة، وكانت تُزين بالألوان الزاهية لجذب الأطفال.
هذه الاحتفالات لم تكن تقتصر على القاهرة فقط، بل كانت تُقام في مختلف المدن والقرى في مصر.
وايضا أصبحت جزءًا لا يتجزأ من تقاليد الاحتفال بالمولد النبوي في العديد من البلدان العربية، حيث يتم توزيع الحلويات على الناس كرمز للفرح والاحتفال.
كانت هذه العادة تنتقل من جيل إلى جيل وأصبحت جزءًا من التراث الثقافي والديني للشعب المصري.