"عبيدات الرمى" تراث ينتقل عبر الأجيال
بقلم : سعاد ثقيف
الأحد الموافق ١٥ سبتمبر ٢٠٢٤ - ٩:٥٥ PM
بدأ الغناء الشعبي كتجربة جماعية، وتطور مع مرور الوقت لتشمل التجارب الفريدة للثقافات المختلفة في العديد من المجتمعات، و يتجذر الغناء الشعبي في تقاليد الثقافات المتنوعة، ويتجاوز الأجيال وينقل المشاعر و القيم والتاريخ.
غالبا ما انبثقت هذه الأغاني من الحياة اليومية للناس، لتعكس أفراحهم وأحزانهم وكفاحهم.
"عبيدات الرمى" فن من الفنون الشعبية المرتبط بالاحتفلات التي تعقب الصيد.
وهو جزء من التراث الثقافي المغربي ويوثق جانبا من حياة القبائل.
فاسم "عبيدات الرمى" يتكون من كلمتين: "عبيدات" وهو تصغير لكلمة "عبيد" ويشير إلى المرافقين اللذين يواكبون الصيادين
و الفرسان في رحلات الصيد و"الرمى" وهو مصطلح يرمز للصيد أو الرماية.
يعتمد فن "عبيدات الرمى" على الغناء الجماعي والموسيقى الإيقاعية باستخدام الدفوف والبنادر و الطعاريج.
تؤدى العروض من قِبل مجموعة من الرجال يرتدون الزي التقليدي المغربي
و يغنون أغاني مستوحاة من الحياة اليومية، و موضوعات الشجاعة
الفروسية، والهوية القبلية.
تؤدى تلك الاغاني باللهجات المحلية العربية ، وأحيانا تتداخل معها كلمات أمازيغية، مما يعكس التنوع الثقافي في المغرب.
و يرقصون بشكل متزامن مع الأداء الغنائي ،الذي يكون حيويا ومليئا بالحركة يتناغم مع الإيقاعات الموسيقية القوية.
لم يعمل فن "عبيدات الرمى"كوسيلة للترفيه، بل كان كحلقة وصل حيوية للتراث الثقافي و تعبير قوي عن الهوية والتقاليد فهو جزء من الثقافة الجماعية.
الأغاني الشعبية هي أكثر من مجرد تعبيرات لحنية، إنها ثقل التقاليد وأوعية للتاريخ والهويةو أدوات قوية للحفاظ على الثقافة الشعبية.
وفي هذا الإطار يثم تنظيم مهرجانات وفعاليات ثقافية بالمغرب لتسليط الضوء على "عبيدات الرمى" والترويج له كجزء من التراث الوطني المغربي لتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على الفنون.