حكايات نفسية "حكاية سامح"
حكايات نفسية
بقلم : هند يوسف
أستشاري نفسي وأسري
حكاية سامح
شاب عشريني يافع يعيش مع والدته فقط منذ انفصالها عن والده عندما كان في الخامسة من عمره ، حيث عاش كل تفاصيل انفصال والداه و تأثر بها خاصة بعد ان ضيقت والدته الخناق عليه
و سافرت به إلى محافظة مختلفة حتى تبعد عن طليقها .
و بالفعل عاش الولد و أمه حياة مغلقة تماما بعيدا عن كل الناس ، و اعتاد ان لا يكون له أصدقاء و اقتصرت حياته كلها على علاقته بأمه التي تفرغت له تفرغا تاما إلى أن دخل الجامعة .
و هنا ذهل الشاب مما وجده فى مجتمع الجامعة من العلاقات و أدرك حجم مأساته و انه عاش عمره كله وحيد .
لهذا حاول الإنخراط فى مجتمعه الجديد لكنه فشل مرارا و تكرارا إما بنقص خبرته فب التعامل أو بوضع امه القيود التب تقيد كل العلاقات.
فبدأ يتغير شيئا فشيئا ليحاول ان يجاري من حوله ليشعر انه مثلهم .
فأخذ يغير من هيئته و طريقة لبسه علاوة على طريقة كلامه و اكتساب الكثير من العادات الغريبة عليه
( المختلفة عن شخصيتة)
كالتدخين مثلا .
كذلك سمح ببعض التجاوزات فى المعاملة مع زملائه ليسمحوا له بالتواجد وسطهم .
فحاول ان يكون شخص آخر غير الذي كان عليه ليجارب زملائه مما جعله مضطر لتقديم التنازلات و السماح بأشياء لم يكن يسمح بها من قبل .
فحاولت الأم انتزاعه مما هو فيه أكثر من مرة ، لكن محاولاتها باءت بالفشل إلى أن تملك منها الحزن و مرضت .
هنا انتبه الشاب لفعلته لكنه لم يعد قادرا على إصلاحها بنفسه ففكر للذهاب لمتخصص فى الصحة النفسية لأسباب كثيرة اهمها :
شعوره بالذنب لما آلت له حالة والدته .
و لانه أصبح شخص غريب عن نفسه
و إلى انه كان يعتقد انه سيكون سعيد بدخوله ذلك المجتمع لكنه للأسف لا يجد نفسه سعيد في أي شيء !
فبدأ معه المتخصص خطوات العلاج وركز على علاقة الفرد بنفسه فى المقام الأول ثم ركز على المشاكل النفسية التي اصابته جراء انفصال والديه .
وحاول المتخصص تصحيح أخطاء التربية التي ارتكبتها الام و معالجة بعض الصدمات التي تعرض لها .
و نصحه المتخصص بدراسة العلاقات
و التركيز على فكرة الحدود النفسية
و بالفعل امتثل للعلاج.