عندما تشيب الأحلام
عندما تشيب الأحلام - قصة قصيرة
بقلم الكاتب : عماد الدين محمد
في عجلة من أمره كان يهم بالذهاب إلى عمله وقف أمام المرآة ليهندم مظهره وحين هم بالمغادرة شيء إستوقفه شيء يجذبه ليدنوا أكثر من مرآته.
دقق النظر هذه المرآة وأطال وكأنه يرى شيء لم يكن يراه من زي قبل .
شاب شعره وبدأت علامات الكبر تظهر عليه وتجاعيد الحياة وخطوط الزمن .
وهنا شعر بدفء يديها تتحسسه من الخلف وتحتضنه وتقول :
ماذا دهاك سوف تتأخر على عملك
والله زي القمر .
فقال لها : قمر أيه بس خلاص كبرت وشاب شعري وبدت التجاعيد ترسم حدود
وجهي .
قالت له : لا أبدًا مازلت ذاك الشاب الذي عرفته منذ ثلاث عشر عامًا ، الشاب الوسيم الذي أعشقه.
إلتف إليها يبتسم ، أرد أن يقبلها فلم يجدها تعجب لقد كان يتخيل وجودها ويحدث طيفها .
عندها أدرك أن الشيب لم يصب شعره وجسده فقط ولكن أصاب عقله وحلم عمره أيضا .
نعم شابت أحلامي هى الآخرى على أعتاب عناد الزمن وسطور الأقدار.
حينها أدركت أيضًا أن حياتي وبرغم ما وصلت إليه لا قيمة لها ، ووصولي للقمة كان مجرد وهم ، فأعالي القمم حين نصل إليها نحقق ما عشنا وجاهدنا من أجلها وأنا وصلت فارغ اليدين وحيدًا ، حطم قلبي الشوق وأحنى ظهري الزمان والأقدر .
نعم الأحلام تشيب بداخلنا وتنحني أمام سطوة الأقدار كل شيء يغيب حتى الشمس ستغيب يومًا ولن تشرق من موضعها .