الخبراء يدلون بآرائهم عن ترميم جامع المحمودية وجوهر اللالا
كتب د. عبد الرحيم ريحان
قام النحات وخبير الترميم مجدي الحريجي خبير الترميم بحملة الدفاع عن الحضارة المصرية بزيارة لميدان صلاح الدين (القلعة) بحي الخليفة وقام بتصوير مئذنة جامع المحمودية المصلبة حاليًا لإجراء أعمال الترميم وقبة مسجد جوهر الالا بالميدان ويطالب بضبط منظور محور سنتر المئذنة والقبة ويعرض استعداده للمساهمة بخبراته في الترميم في إصلاح ذلك دون مقابل وكذلك ترميم مداخل ومخارج كل الحوائط بمسجد الرفاعي لمقاومة تأثير الرطوبة والمياة التحت سطحية والأمطار والتلوث وترميم الفواصل بين الأحجار الجيرية المتهالكة من العوامل الجوية والتمددات
وتتمنى الحملة الاستعانة بالأستاذ مجدي الحريجي والإستفادة من خبراته خاصة وأنه متبرع بفكره ورؤيته والإشراف على التنفيذ دون مقابل، ويقع مسجد المحمودية بميدان صلاح الدين، أنشأه محمود باشا والي مصر من قبل الدولة العثمانية 975 هـ - 1567م
ويشير خبير الترميم حمدي يوسف إلى أن جامع المحمودية له ظروف معمارية خاصة لكونه يقع علي أسفل منحدر هضبة القلعة وهذا يتطلب بعض الحذر في تناول أعمال الترميم بالنسبة للعناصر المعمارية للجامع
ويضع عدة أسس للترميم فنظرًا لوجود كتلة سكنية في المنطقة المحيطة بالقلعة وهي منطقة شعبية فيجب إجراء مكاشف في محيط المسجد لسببين:
الأول تحديد منسوب حوائط المسجد الأصلية لنقطة الصفر المعماري لإزالة أي رديم حول المسجد للوصول إلي المنسوب الأصلي للجامع مع حساب كميات الرديم وتأثيراتها على ثبات الجدران وهنا نعود للنوتة الحسابية
الثاني هو الوقوف على منسوب المياه تحت سطحية الناتجة عن وجود المسجد في نهاية المنحدر والذي تعلوه الكتلة السكنية للأحياء الشعبية بالمنطقة للتأكد من مناسيب المياه تحت سطحية وتأثيراتها علي أساسات المسجد، مع ملاحظة أنه إذا ثبت وجود تأثيرات للمياه تحت سطحية في طبقات الرديم حول المسجد فلابد من اتخاذ ما يناسب الحالة لإيقاف أو لخفض منسوب تلك المياه مع إجراء عملية تحليل للتربة للوقوف علي نسبة الأملاح بها قبل الشروع في عمليات الترميم الفني الداخلية والخارجية
الثالث يخص المئذنة ، فنظرًا لارتفاعها الشاهق فإنها تتطلب عدة أمور يجب مراعاتها عند الترميم بعد اتمام المراحل التمهيدية من أعمال التوثيق للمسجد ، وتنفيذ ماقد يلزم بعد اتخاذ الاحتياطات الفنية من تدعيم وصلب المئذنة بشكل آمن وذلك لوجود ميل بالمئذنة
ولذا يجب إجراء عملية رصد للمئذنة وذلك للتأكد من وجود ميل للمئذنة و لهذا يجب تنفيذ عملية الرصد المساحي للمئذنة،.لأن عملية الرصد سوف توضح لنا وجود هذا الميل في المئذنة من عدمه، كما أن عملية الرصد سوف توضح زاوية الميل وكذلك هل الميل ثابت أم يتأثر بالحركة المرورية في الميدان
فإذا ماثبت وجود ميل بالمئذنة فهذا يستدعي تنفيذ مكاشف في محيط المئذنة للوصول إلي عمق أساسات المئذنة ثم رصد الميل من خلال القاعدة لمعرفة اتجاه الميول، وفي هذه الحالة لابد من تنفيذ نوتة حسابية لمعرفة الأحمال الخاصة ببدن المئذنة وتأثير تلك الأحمال على الميل واتجاه الميل لمحاولة إعادة المئذنة الي وضعها الطبيعي، ثم تأثير ذلك الميل على ربط المئذنة بحوائط المسجد وتحديد توزيع الأحمال في كل اتجاه وتأثيرها على حوائط المسجد
وذلك لتفادي أي تأثيرات على جدران المسجد عند إصلاح الميل الموجود بالمئذنة والذي يتم على مراحل زمنية وبالتدريج حتى لا يتسبب تصحيح الميل في إنهيار المئذنة مع ضرورة إعادة ربط بدن المئذنة بحوائط المسجد ،
بالطبع بالداخل يوجد شبابيك جصية مفقودة سوف تحتاج للاستكمال بدلالة الموجود، مع تنفيذ الحلوق الخشبية الجديدة من نفس نوعية الخشب المتهالك والمصاب بالتحلل او المفقود بالمرة وكذلك مراعاة وجود دبل خشبية داخلية تحتاج المعالجات البيولوجية وتحتاج استبدال ماقد تظهر نتائج التحاليل المعملية من وجود تحلل بيولوجي او ميكروبيولوجي بتلك الدبل الخشبية
مسجد جوهر اللالا
أنشأه الأمير المملوكي الجركسي جوهر اللالا عام 833هـ/ 1430م، ويقع في ميدان صلاح الدين (القلعة) بحي الخليفة، وعلى الرغم من صغر مساحة هذا المسجد، وعدم انتظامها إلا أن المعمار نجح في تصميمها على نظام المدارس المتعامدة، حيث تتكون من صحن أوسط مغطى بسقف خشبي يحيط به إيوانان وسدلتان.
وينوه خبير الترميم حمدى يوسف إلى أن قبة جامع اللالا تتكون من ثلاث مناطق من خلالها يتم تحويل الشكل المربع إلي شكل مستدير والمنطقة الوسطي هي المنطقة الانتقالية وتنفذ من الدخل بمقرنصات فنية لكسر زوايا الأركان الحادة بشكل فني، ومن الخارج بأكتاف حجرية تحمل بدن القبة ويتم توزيع الأكتاف الخارجية بشكل منتظم ليتم توزيع أحمال القبة عليها بانتظام حتى لايعرض القبة الي ظهور اي تصدعات، ويأتي ارتفاع القبة متناسقا مع قطرها .
فليس من المنطقي أن تظهر القبة بهذا العمق المدبب وارتفاع مركزها بشكل مبالغ فيه لايتناسب مع قطر القبة،.وكان لزامًا علي القائم بأعمال الترميم أن يقوم بتنفيذ تصور لشكل القبة قبل الترميم مع تنفيذ النوتة الحسابية لتنفيذ الأكتاف وتوزيع الأحمال علي السقف بشكل لايعرض سلامة المبني للخطر ويتناسق فنيًا مع الأشكال الفنية المتعارف عليها في أنظمة تغطية الأسقف بالقباب أو استخدام نظام القبة الواحدة وهي أساليب مستخدمة ومتعارف عليها في العمارة الاسلامية ،.وماقلناه يطبق علي القباب بصفة عامة عند الترميم .
ويؤكد خبير الترميم حمدى يوسف على ضرورة قيام وزارة السياحة والآثار بالرجوع إلي وثائق الأثر قبل إسناد مشاريع الترميم لأنها تحتوى علي صور ورفع هندسي يوضح شكل المبني من الخارج وتوزيع الأروقة والأعمدة والحوائط من الداخل .. وعند قيام أي شركة بأعمال الترميم يتم مطابقة الرفع الهندسي والفوتوغرافي الذي تقدمة الجهة القائمة على الترميم للوقوف علي التفاصيل المعمارية حتي لا تخرج أعمال الترميم كما ظهرت في ترميم قبة جوهر اللالا
وبناءً عليه تطالب حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان بمراجعة وإعادة أرشفة وفهرسة الوثائقوالمصادر والمراجع بمراكز التسجيل بالوزارة ليسهل الحصول على المتاح منها وتكملة الناقص بالتعاون مع الجامعات حيث تتواجد بها رسائل علمية من ماجستير ودكتوراه غطت معظم الآثار الإسلامية والقبطية بمصر .