كيف تدمر أمة تدميرا ذاتيا
بقلم : محمود فوزي
المستشار الإعلامي للاتحاد المحلي لعمال القليوبية
لا شك أنه ثبت باليقين أن الوطن العربي يتعرض لأعنف موجة من التدمير الذاتي والانقلاب على الثوابت وان هذة العملية تعد أعلى درجات فنون الحرب التي لن تأتي بالقتال ولكنها تأتي بـالتخريب وفقا لخطوات أيدلوجية مخطط لها من هذه الخطوات التخريبية الأيديولوجية لأي دولة أو أمة.
تخريب أي شيء له قيمة لدى دولة العدو مثل تخريب العقل و إفساد الضمائر إضاعة الوقت إهدار معنى وقيمة الدين وأهمية التمسك به زعزعة المباديء والأخلاقيات الموروثة كله هذا وغيره يجعل عدوك فى حالة عدم إتزان فكرى ونفسي بل يصل به الأمر إلى أنه لا يراك عدواً من الأساس ، بل يتشكك في قدرته على فهمك وتصبح أنت ونظام دولتك البديل له عن حضارته وعقائده ومبادئه وأن تصبح مرغوب فى نظر عدوك بل وهدف يصبو للوصول إليه.
وهنا يسهل عليك أسر أمه بأكملها وإسقاط عدوك دون إطلاق رصاصة واحدة. لم تعد المعارك العسكرية حاسمة في ذلك الوقت.
إن القتال فى أرض المعركة يأتي بنتائج عكسية وهمجية وغير فعالة، تعلمون أن الحرب هى استمرار لسياسة دولة ما
فإذا كنت تريد النجاح فى تنفيذ سياسة الدولة الخاصة بك وبدأت القتال
فهذا أسوأ طريقة لتحصل على النتائج المرجوة.
اي مجتمع لدية الدين والتعليم والحياة الاجتماعية وهيكل السلطة ونقابات العمل
التخريب ببساطة يتكون من أربعة مراحل زمنية محكمة ، إذا بدأنا من أعلى وتدرجنا إلى أسفل وبشكل زمنى منتظم سنأتى بنتائج جيدة.
فأولي مراحل التخريب هى عملية تدمير الأخلاق ونزع الروح المعنوية ومعناها واضح من نفسه، فهذه المرحلة تستغرق ما بين ١٥ إلى ٢٠ سنة لكى تدمر أخلاق مجتمع لأن هذه الفترة تكون كافية لتعليم جيل واحد من الطلاب أو الأطفال.
فهذه مرحلة حياة شخص، كائن إنسانى تلك الفترة المخصصة للدراسة وتشكيل وتكوين الشخصية والمنظور، الأيديولوجية لا أقل ولا أكثر، وفى العادة تأخذ من ١٥ الى ٢٠ سنة.
تشمل هذه المرحلة على التأثير أو بمعني آخر التخلخل والزعزعة، على مستوى مختلف المجالات التى يتشكل أو يصاغ بها للرأى العام مثل الدين والنظام التعليمى والحياة الإجتماعية والإدارة ونظام تطبيق القانون ونقابات العمل وعلاقات أصحاب العمل والمنظور الإقتصادي.
في حالة الدين
مره تسخر منه أستبدله بطوائف و ميول أجنسية مختلفة تبعد انتباه الناس عن الدين سوء كان عن قناعة أو سذاجة كل هذا لايهم طالما يحدث تاكل بطئ للعقيدة المقبولة وتبعد عن الغرض الاسمي للدين إلا و هو إبقاء الناس علي الاتصال بالكيان الاعلي هذا يؤدى الغرض حتي تتمكن من استبدال المنظمات الدينية المقبولة بمنظمات مختلفة اصرف انتباه الناس عن الإيمان و اجذبهم الي عدة معتقدات اخري
أما في التعليم: فقم بإبعاد الناس عن تعلم الأشياء الهادفة ذات القيمة البناءة، لتكون بديلة عن الرياضيات والفيزياء واللغات الأجنبية والكيمياء، وأبدأ في تعليمهم تاريخ حرب المدن والإقتصاد المنزلى أو أى شى تافة لطالما أنه يأخذهم بعيداً.
وكذلك فى الحياة الإجتماعية: إستبدل المنشآت والمنظمات التى أوجدتها التقاليد بمنظمات وهمية، إنتزع المبادرة من الشعب، إنزع منهم القدرة على تحمل المسئولية من الروابط التى أُسست على الوطنية بين الأفراد ومجموعة من الأفراد وفى المجتمع عامة وإستبدله ببيبروقراطية مصطنعة تتحكم حتى فى أجسادهم
أربعة مراحل تخريب يجب أن نمر عليها حتى تأتى بالنتائج المرجوة وهى:
- مرحلة تدمير الأخلاق ونزع الروح المعنوية
- مرحلة زعزعة الإستقرار
- مرحلة الأزمة
- مرحلة التطبيع
فما شهدته المجتمعات العربية خلال ثلاثون عاما من تحولات قلبت البنية العميقة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية للمجتمعات العربية انقلابأ عميقأ من سياسات تسيطر عليها الدولة الي اقتصاديات خاصة.
ولعل من أكثر الأدلة علي ذلك غيبوبة المواطن العربي هو موت حسه علي ذاته التاريخية فأصبح يراقب ببلاده ويغمض عينيه عن أدوات الهدم التي تدمر مجتمعه وتفتك بقيمته و حريته.