معرض لصور دير سانت كاترين بمتحف شرم الشيخ احتفالًا بيوم التراث العالمي
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
تحتفل مصر والعالم بيوم التراث العالمي يوم 18 أبريل من كل عام وهو اليوم الذى حدده المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية (ICOMOS) للاحتفاء به كل عام ويتم برعاية منظمة اليونسكو ومنظمة التراث العالمي من أجل اليوم العالمي لحماية التراث الإنساني، حسب الاتفاقية التي أقرها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في باريس في عام 1972
وفى إطار الاحتفالات بيوم التراث العالمى افتتحت اليوم المهندسة إيناس سمير محمد نائب محافظ جنوب سيناء والأب جاستين مدير مكتبة دير سانت كاترين معرضًا للصور الفوتوغرافية لدير سانت كاترين.
وأشار خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية إلى أن هذا المعرض يقام بالتعاون بين متحف شرم الشيخ والإدارة العام لمنطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية فى ضوء توجيهات الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية والدكتور مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف.
وجاء الافتتاح بحضو الآثارى أحمد عادل مدير منطقة آثار جنوب سيناء والآثارى حسام صبحى مدير منطقة آثار كاترين وفيران والمهندسة ماريان سعيد مشرف عام المتحف والدكتورة فاتن كمال نائب مديرة المتحف.
تعرض الصور قصة تأسيس الدير ومعالمه وأهم الأيقونات والمخطوطات المعروضة بالدير بالإضافة إلى الكثير من المعلومات عن محمية سانت كاترين وأهم وأندرالحيونات والنباتات بالمحمية وعلاقة القبائل البدوية بدير سانت كاترين و التأثير المتبادل بينهم.
وأضاف الدكتور ريحان أن الدير تأسس على يد الإمبراطور جستنيان فى لإحياء ذكرى زوجته ثيودورا عام 560م، وتاريخ وفاة ثيودورا هو 548م، ووفاة جستنيان 565م ، وكانت ثيودورا الزوجة المحببة لجستنيان وشاركت فى كثير من أمور الحكم وكانت مهتمة بالمناطق الشرقية من الإمبراطورية وحرصت على إقامة علاقات سلمية معهم، ويتضح من نقش رقم 3 من عوارض سقف كنيسة التجلى أن مهندس بناء الدير هو اسطفانوس من أيلة، وأطلق على الدير حين الإنشاء اسم دير طور سيناء والذى تغير إلى دير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى بعد العثور على رفاة القديسة كاترين على أحد جبال المنطقة والذى حمل اسمها.
وبخصوص أيقونات ومخطوطات دير سانت كاترين نوه الدكتور ريحان إلى أهميتها الكبرى باعتبارها أهم وأندر أيقونات فى العالم بالإضافة إلى قيمتها الدينية والتاريخية والفنية حيث يضم دير سانت كاترين مجموعة من أهم الأيقونات والمخطوطات وأندرها في العالم فهناك أكثر من 2000 أيقونة صغيرة وكبيرة، منها مجموعة فريدة ذات قيمة فنية رائعة وكلها محفوظة في متحف الدير وكنيسة التجلى ومعرض الصور، وفى الكنائس الصغيرة والملحقة، وفى غرف ملابس الكهنة والصوامع وغيرها من الأماكن المتعددة في الدير وتغطى هذه الأيقونات فترة زمنية طويلة من القرن السادس حتى التاسع عشر الميلادي.
وتعد مكتبة دير سانت كاترين الثانية على مستوى العالم بعد مكتبة الفاتيكان من حيث أهمية مخطوطاتها حيث تضم 4500 مخطوط من أهم المخطوطات فى العالم منها 600 مخطوط عربي، إلى جانب اللفائف المخطوطة باللغة العربية وعددها ألف لفافة، 2319 مخطوطًا يونانيًا، 284 مخطوطًا لاتينيًا، بالإضافة إلى المخطوطات السوريانية والقبطية والحبشية والسلافية والأمهرية والأرمينية والإنجليزية والفرنسية والبولندية وهى مخطوطات دينية وتاريخية وجغرافية وفلسفية، أقدمها يعود إلى القرن الرابع الميلادي وبعض هذه المخطوطات كتبت في سيناء وبعضها من فلسطين وسوريا واليونان وإيطاليا.
وتابع الدكتور ريحان أن العلاقة بين الرهبان واهل سيناء قامت على أساس الجيرة الحسنة والتعاون فيما بينهم فيقوم البدو بأعمال الحراسة وإحضار المؤن للرهبان من الطور ويأخذوا أجورهم إما نقدًا أو عينًا، وقد زار نعوم بك شقير مدير قلم التاريخ بوزارة الحربية بمصر دير القديسة كاترين عام 1905 كمندوب من قبل سعادة السردار ، وذلك لعقد اتفاق بين رهبان الدير وعرب الطور بشأن تأجير جمال لنقل الرهبان وأمتعتهم من مدينة الطور والسويس إلى الدير وبالعكس، وتم الإتفاق بين الطرفين على ذلك وكانت توزع على البدو حصص من الخبز والمؤن، وما يزال التعاون بين الدير والرهبان حتى الآن
فتقوم قبيلة الجبالية بخدمة رهبان الدير داخل الدير، وآخرين يقومون بتأجير الإبل للسياح لصعود جبل موسى.
وتعد محمية سانت كاترين محمية طبيعية وثقافية تقع علي هضبة مرتفعة في جنوب سيناء، تحيط بها جبال شاهقة وتبلغ مساحتها حوالي 4250 كم2، وأعلنت محمية عام 1988، وتتميز باحتوائها على أعلى قمم جبلية في مصر، كما تحتوي على العديد من الأحياء النباتية والحيوانية فيوجد بها حوالي 30 نوعًا من الزواحف النادرة، و472 من الفصائل النباتية النادرة منها الطبية ومنها السامة و19 نوع من النباتات المتوطنة التي لا تنمو في أي مكان في الكرة الأرضية سوى جبال المحمية.