اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

العالم الكبير الدكتور فاروق الباز "أنا عندي ٨٢ سنة ولسة بذاكر"

 العالم الكبير الدكتور فاروق الباز

 "أنا عندي ٨٢ سنة ولسة بذاكر" 





كتب - د. عبد الرحيم ريحان


لفت نظرى تصريح للعالم المصرى الكبير الدكتور فاروق الباز بقوله "أنا عندي ٨٢ سنة ولسة بذاكر"

وتذكرت حكايتى مع العالم الجديد التى تؤكد صدق هذه المقولة علاوة على قمة التواضع الذى يتصف به مما يزيده قيمة وقامة ورقي.



كنت متواجدًا بقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا أمارس عملى اليومى كمفتش آثار أقوم بعمل حفائر فى موسم الحفائر، وأمر على القلعة لمتابعة حالتها المعمارية والإنشائية والفنية وكتابة تقرير بذلك، وشرح معالم القلعة للزيارات الرسمية من كبار الشخصيات.



وذات يوم جاءنى مدير الشركة السياحية بقرية صلاح الدين بطابا وهو صديق فاضل الأستاذ شريف ومعه ضيف لم يعرفنى عليه وبالطبع مجاملة له بحكم الجيرة والصداقة قمت بالشرح لهذا الضيف.



وكنت مفتش آثار صغير فى بدايات عملى ليس لدى الخبرة والعلم الكافى ورافقته بين معالم قلعة صلاح الدين وشرحت له معالمها، وكان مستمعًا جيدًا ينصت لكل ما أقول ويشعرنى بأهمية شرحى وقيمته بل وأشعرنى أننى أستاذ وهو تلميذ يتعلم منى ويسأل أسئلة بسيطة وعميقة وأجيب عليه.



المفاجأة

وبعد أن انتهيت من الشرح ولإعجابى بهذا الشخص الذى وجدت فيه مفكرًا متواضعًا مصغيًا ومهتمًا بكل ما أقول وكأنى ألقى عليه قصيدة مصر تتحدث عن نفسها، سألت مدير الشرك السياحية مش تعرفنى على ضيفك يا أستاذ شريف؟



وكانت إجابته كالصاعقة بالنسبة لى حين قال "انت متعرفش الدكتور فاروق الباز يا عبد الرحيم"

ودارت فى ذهنى تساؤلات سريعة دون أن أشعرهما بذلك كيف يكون هذا العالم الجليل الكبير العالمى فاروق الباز دون أن تصاحبه بروباجندا أو تشريفة أو يتم إبلاغى بقدومه لأكون فى انتظاره بكل اللى على حبل الغسيل.



ثم رحبت به ترحيبًا خاص يليق بمقامه وأنا فى شدة الذهول واعتذرت له عن جهلى بعدم معرفته، فكانت ردوده الراقية بلسمًا أشعرنى بأننى أديت ما على وأكثر، وأشاد بشرحى وما لمسه فى من عشق لعملى كشهادة أعتز بها هى وسام على صدرى وتاج على رأسي.



ولكن ما أحزننى بعد نهاية الزيارة هو ضياع هذه الفرصة العظيمة دون إلتقاط صورة مع العالم الجليل، ولم يكن زمن المحمول قد هل علينا والكاميريا لغلو ثمنها والتى كانت تساوى مرتبى سنة كاملة، كانت لا تخرج إلا فى أعمال الحفائر أو توثيق عمل أثرى أو زيارة رسمية مبلغ عنها مسبقًا.



هكذا هو عالمنا الكبير الذى نفتخر به دائمًا ابن مصر البار الخلوق المتواضع الإنسان، وفى المقابل هناك أشخاص لا يساوون شىء فى العلم ولا الأخلاق وحين تحدثهم يقولون لك " انت متعرفشى أنا مين" والرد ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ﴾ الإسراء 37

google-playkhamsatmostaqltradent