بمناسبة عيد الفطر المبارك ..
هل تعلم أن المصريين القدماء أول من صنعوا الكعك؟
هل تعلم أن المصريين القدماء أول من صنعوا الكعك؟
بقلم : دكتور ياسر أيوب ثابت
إعتاد المصريون إستقبال عيد الفطر بـ”صوانى” الكعك والبسكويت والبيتفور وهى عادات قديمة يتوارثها الأجيال جيلا بعد جيلا ولا يمكن الاستغناء عنها حتى الآن.
ومن أشهر مظاهر الإحتفال بعيد الفطر هو تحضير الكعك بكل أنواعه وأشكاله حيث تتجمع العائلة فى الأسبوع الأخير من شهر رمضان ويأتى الأطفال حاملين الصاجات للأفران لتنتشر رائحة الحلويات فى أرجاء الشوارع والأزقة.
ويعتقد الكثيرون أن “كعك العيد” بدأ فى مصر مع بداية العصر الفاطمى، ولكن الحقيقة التاريخية تؤكد أنه بدأ قبل ذلك بكثير، وتقر بأن القدماء المصريين هم أول من عرفوا صناعة الكعك .
حيث كان الخبَّازون فى البلاط الفرعونى يجيدون صنعه بأشكال مختلفة ومنها اللولبى والمخروطى والمستطيل وغيرها من الأشكال بما لا يقل عن 100 شكل
ولم تختلف صناعة الكعك عند المصريين القدماء عنها فى الوقت الحالى، فهم كانوا يستخدمون المكونات نفسها والتى تستخدم حاليًا فى صناعة الكعك، ويقومون بتشكيل العجين بأشكال مختلفة ويحشونه كما هو الوضع الحالى.
وكان القدماء المصريون يصنعون الكعك بالعسل الأبيض ودقيق القمح والسمن ويرسمون عليه صورة الشمس والتى كانت تمثل الإله "رع" عند القدماء المصريين ويضعونه فى المقابر ، فيما كانت زوجات الملوك يقدمنه للكهنة الحارسين لهرم خوفو فى يوم تعامد الشمس على حجرة
“الملك خوفو”.
ولكعك العيد أصول قديمة مرتبطة بموسم بذر البذور، إذ كان يُصنع من الدقيق والسمن مع وضع كميات من العسل على شكل قرص وفى الوسط علامة “حتب”.
وكلمة كعك أصلها هيروغليفى وتعنى النقوش، ووردت صور مفصلة عن صناعته على جدران مقابر “منف”، و”طيبة”، و”رخمى-رع” من الأسرة الثامنة عشر، التى توضح طريقة خلط عسل النحل بالسمن ثم صبه على الدقيق حتى تكون عجينة لينة يسهل تشكيلها.
ولم يقتصر الأمر فى صناعة الكعك للقدماء المصريين على الأعياد فقط، بل كان هناك نوعًا مخصصًا لزيارة المقابر ويطلق عليه حاليًا “الرحمة أو الفتوت” ويشكل على هيئة تميمة ست “عقدة إيزيس” وهى من التمائم التى تفتح للميت أبواب النعيم.
وفي عهد الدولة الطولونية، صنع المصريون الكعك فى قوالب خاصة مكتوب عليها “كل وأشكر” وأصبح من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر خلال تلك هذه الفترة.
وإستمر هذا التقليد إلى عهد الدولة الإخشيدية عام 924م بل تم تطويره من خلال إقامة جهاز رسمى لشئون الكعك عُرف باسم "دار الفطرة" وكان مختصًا بصناعة وتقديم الكعك للفقراء والمحتاجين فى جميع أنحاء الدولة و صنع أبو بكر محمد بن على المادرانى ، وزير الدولة كعكًا فى أحد الأعياد ووضع داخله دنادير ذهبية، وأطلق عليه حينذاك
“كعكة انطونلة”.
بينما فى عهد الدولة الفاطمية، خصص الخليفة الفاطمى ما يقرب من 20 ألف دينار لصناعة كعك عيد الفطر، وتفرغت المصانع من منتصف شهر رجب لخبزه وملء مخازن السلطان به، الذي قد تولى عملية توزيعه.
فيما يلى خطوات عمايل الكعك بالصور موثقه على جدران المعابد والمقابر المصرية .