أوقفوا الحرب أوقفوا العدوان
بقلم : المستشار شعبان حسن الجرجير
عضو اتحاد المحامين العرب ونائب رئيس لجنة حقوق الإنسان بنقابة المحامين فلسطين
في ظل استمرار العدوان الشرس والهمجي والوحشي من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي على المدنيين في قطاع غزه منذ 182 يوم و الذي استهدف فيه الحجر والشجر والبشر وكل مقومات ومكونات الحياة اليومية.
هناك نداء يتردد يردده اطفال غزه ونساء غزه وكهول غزه ومرضى غزه وشباب غزه
نداء أوقفوا الحرب أوقفوا العدوان
فنحن لم يعد لدينا طاقه للصبر والتحمل أكثر من ذلك لقد نفذت كل مقومات الصبر لدينا بما فيها مقومات الحياة.
فالاحتلال الصهيوني يمارس علينا كل انواع الضغط والإرهاب والقتل والتنكيل والاعتقال والحصار والتجويع والتدمير
يقتلون الاطفال أمام أمهاتهم ويقتلون الآباء أمام أطفالهم ويهتكون الأعراض ويدمرون المساجد والكنائس والمنازل السكنيه فأكثر من سبعمائة الف وحده سكنيه دمرت .
بالاضافه الى تدمير المنشأت الصناعية والزراعية والانتاجية والمستشفيات والمراكز الصحية وأكثر من مائة مدرسة وجامعه بالاضافه الى المراكز التعليمية والثقافية والمواقع الاثرية والتراثية وآبار المياه ومحطات الوقود وأبراج الاتصالات والطرقات وشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي وكافة الأعيان المدنية المحمية بموجب القانون الدولي وتحديدا اتفاقية جنيف الرابعة.
وحتى المؤسسات الإغاثية الدولية لم تسلم من استهدافهم وكان آخر استهداف لموظفي منظمة المطبخ المركزي العالمي والذي يقدم الإمدادات للتكايا التي تطبخ الطعام بشكل يومي للنازحين في رفح وغيرها من أماكن النزوح والهدف من ذلك يبدو جليا وهو منع وصول الغذاء للنازحين مع استمرار منع دخول المساعدات كما يجب لمحافظة شمال غزه وبالتالي فرض المزيد من سياسة الحصار والتجويع على شعبنا لإجباره على الهجره.
فهذا الاستهداف كان متعمدا ومقصودا لمنع أي مؤسسة دوليه من تقديم يد العون والمساعدة لشعبنا في تلك الظروف الصعبه والقاسيه والكارثيه التي يعانون منها.
لحتى هذه اللحظه قتل الاحتلال أكثر من ثلاثه وثلاثون ألف مدني أعزل منهم ثلاثة عشر ألف طفل بواقع أربع اطفال في كل ساعه والباقين جلهم من النساء والمرضى وأكثر من ثمانون ألف مصاب وخلف العدوان أكثر من سبعة عشر ألف طفل يتيم بالاضافه الى استهدافهم لطواقم الإسعاف والدفاع المدني والممرضين والأطباء والصحافيين وسيارات الإسعاف والدفاع المدني ومقراتهم .
حتى الحيوانات لم تسلم من قذائفهم
أنهم يدمرون الحياة والامل في المستقبل فيستخدمون قنابل الفسفور الابيض المحرم دوليا بموجب الماده 2 من اتفاقية حظر الاسلحه الكيميائيه والذي يتسبب في أحداث حروق واختناقات تؤدي إلى موت البشر ويقضي على الشجر. ويسمم التربه فتفقد خصوبتها ولا تصلح للزراعة وتصبح غير منتجه .
بالاضافه الى انتشار الأمراض والاوبئه مثل مرض السحايا والتهاب الكبد الوبائي نتيجه لشربهم المياه ملوثه وعدم وجود تصريف صحي للفضلات بسبب نقص الوقود واستهداف محطات الصرف الصحي والضخ .
الكثير من شعبنا يتمنون الشهادة على الاستمرار في حياة التشرد والنزوح والجوع والذل والهوان والبعض الآخر يستيقظ في الصباح ليشكر الله على أنه تمكن من البقاء على قيد الحياه ليوم اخر.
فهم صمدوا ولا زالوا صامدين صمودا أسطوريا فأكلوا اوراق الشجر واعلاف الطيور وأغذية الحيوانات وشربوا المياه الملوثه حتى يبقوا على قيد الحياة ولكنهم وبعد ستة أشهر من القهر والجوع والعذاب والحرمان لم يعد لديهم الطاقه للتحمل أكثر فهم بشر وطاقتهم محدودة وما كابدوه وعاصروه كبير وجسيم و لم يحدث في أي حرب على مر التاريخ بالاضافه الى آلام الفقد.
ألم فقدانهم لاعز ما يملكون من مساكن ومزراع ومصانع ومشاريع وأموال
وفقدانهم لفلذات أكبادهم ولاحبتهم واصدقائهم وجيرانهم وانسبائهم كل ذلك أوهن قدرتهم واضعفها حتى تمنوا الموت على الاستمرار في هذه العذابات
فإلى متى هذا الصمود؟
حتى الأسرة الواحده تفرقت فكل فرد من أفرادها في مكان فالأم بعيده عن ابنها والزوج بعيد عن زوجته والاخ بعيد عن شقيقه والابن بعيد عن والده والقلق والخوف على بعضهم البعض يقتلهم نتيجة لانقطاع التواصل بسبب استهداف شبكات الاتصالات والانترنت.
فانقطاع الاخبار وانقطاع التواصل هم كبير وحمل ثقيل يقع على كاهلهم لا تطيقه الجبال ، لذلك نقول أنهم بدءوا بفقدان القدره على التحمل ،بل فقدوا القدره على الرغبه في الحياة فيتمنون الموت في كل لحظه فقد أنهكت هذه الحرب أجسادهم وعقولهم ونفسايتهم .
فهل يجد نداء الاستغاثة هذا اذان صاغية واستجابة سريعة .
اليس هناك من يلبي هذا النداء ليقول لبيك يا فلسطين لبيك يا اطفال فلسطين لبيك يا نساء فلسطين في هذا العالم العربي والإسلامي المترامي الأطراف وهذا المجتمع الدولي ومن أصحاب الضمائر الحيه والشرفاء والاحرار في العالم
متى ستتحركون إن لم تحرككم تلك العذابات والدماء والانكسارات
اين شهامتكم اين مروءتكم.
اين كرامتكم اين نخوتكم والاعراض تنتهك والمساجد تدنس والكتاب الكريم يحرق والطفولة في فلسطين تقتل
الجرائم التي شهدتها وتشهدها غزه تخطت كل الآفاق والتوقعات وتجاوزت قدرة العقل على الاستيعاب فالاشلاء تتناثر في كل شارع وزقاق ومدينه وقريه والدماء تسيل على الطرقات ورائحة الموت تفوح في كل مكان .
وحالة الخذلان التي يتعرض لها قطاع غزه وفلسطين كبيره جدا. و للأسف جلهم تخلوا في معركة حرق غزه وابادتها.
فيا ترى ما هو المنتظر ليثير الحميه في قلوب ونفوس أبناء الامه وقواها الحيه لتتجاوز هذه المرحلة العصبية وتنقذ الشعب الفلسطيني من الإبادة .
اكثر مما حصل ويحصل في كل لحظه يستمر فيها العدوان الإسرائيلي عليهم.
المطلوب تحرك عربي إسلامي إقليمي دولي باسرع ما يمكن لإنقاذ الشعب الفلسطيني من تلك الاباده الجماعية.
ومطلوب من المجتمع الدولي توفير حماية دولية عاجله للشعب الفلسطيني والضغط لإدخال اكبر قدر من المساعدات والادويه والوقود والمواد الإغاثية والغاز والخيام وكافة مستلزمات الحياة اليومية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وبعد ذلك نفكر في الخطوه التالية
فانقاذ أرواح الناس والنفس البشريه يقدم على كل شئ.
كفا لم يعد لدينا قدرة على تحمل هذه الخذلان.
تحركوا فدماء أبناء واطفال الشعب الفلسطيني تناديكم .