الاقتصاد الذكي رؤية مصر الجديدة
بقلم - السيد عبدالحي
تتطور مفاهيم الاقتصاد في العالم طبقا لتغير الفكر السياسي والاداري للدول وتتطور الانظمة الاقتصادية بمعدلات سريعة جدا لتتواكب مع قطار التقدم السريع ومن اهم المفاهيم الحديثة للاقتصاد الاقتصاد الذكي.
لذلك فان مفهوم الاقتصاد الذكي هو الاقتصاد القائم على تطور الفكر الاقتصادي او العقول التى تضع الحلول الاقتصادية المتميزة .
وبمفهوم ابسط هو اقتصاد المعرفة والذى يوفر الحلول النموذجية لكل الانشطة الاساسية في اي دولة تريد ان تتواكب مع العالم الجديد .
كان العالم قديما يعتبر القوة الاقتصادية فقط هي امتلاك الاصول والادوات ورؤوس الاموال التي تتحكم في العالم
و بالتأكيد هذه الجوانب ما تزال موضع قوة في عالمنا المعاصر ولكن هناك قوى قد تؤثر على العالم اكبر من امتلاك الاموال والاصول وهو الاستثمار الذكي في العقول والافكار .
اقتصاد المعرفة هو توفير الحلول والافكار وروح الابتكار والابداع في تطوير النظم الاقتصادية والاجتماعية والصحية وغيرها من المجالات وتوفير قنوات سريعة للتفاعل مع معطيات الحياة من خلال توفير المعلومات اللازمة.
لذلك فالمعلومة اصبحت اصل قوي يسيطر على المجتمع الجديد فنرى ان العديد من شركات الاتصالات والانترنت اصبحت تسيطر على الانظمة الشاملة للأفراد والدول ليس فقط كمواقع تواصل بل قنوات متعددة الاهمية على مستوى الدول والشركات والافراد اقتصاديا وتجاريا واحيانا سياسيا ايضا .
لذلك تسعى العديد من الدول الى الاستثمار في اقتصاد المعرفة او كما يطلق عليه اقتصاد المستقبل عبر انشاء المدن الذكية التي انتشرت في العديد من الدول وتحويل منظومة التعامل الحياتية في كل جوانب الحياة الى المنظومة الرقمية الذكية .
الاقتصاد الذكي يوفر الحلول مما يزيد ويطور الانتاجية ويوسع من نطاق الاعمال
العالم يسير فى ثورة علمية هائلة ونحن نبحث عن حلول يومية لازمات تقليدية يجب ان نفهم ان العالم المتقدم تفصل فيه الحكومات بين التطور الفكرى والمشاكل الاقتصادية وتسير الحياة جنبا الى جنب لان تطور الافكار والحلول يوفر قدرة اسرع على حل المشاكل .
الحكومة المصرية ضمن مباديء الجمهورية الجديدة تسعي الى توفير قاعدة لتطوير العقول عن طريق انشاء القري الذكية وانشاء منظومة العاصمة الادارية بمعايير متطورة لتتواكب مع المدن الذكية الاخرى فى العالم مثل دبى وايضا زيادة كليات الذكاء الاصطناعى كمفهوم للاستثمار فى المعرفة ومحاولات مستمرة للتحول الرقمى فى المعاملات ليس الاقتصادية وحدها بل كل انواع الانشطة مع ايضا تأهيل العقلية المصرية منذ الصغر فى مناهج دراسية تستهدف تطوير الفكر التعليمي التقليدي الى مستوى فكر متطور استنباطي او ابداعي ولكن عدم توفر لغة التواصل الحقيقية قلل من فعالية هذا التطور واعتبره البعض تعقيدا دراسيا.
ومن الجميل ان نستثمر فى المستقبل ولكن يجب ان نوفر القدرة على التطوير بالاستثمار فى العقول بمعدل اسرع عبر زيادة عدد البعثات الى الخارج المتخصصة فى اقتصاد المعرفة والنظم المتطورة وايضا تطوير اركان النجاح للمنظومة الرقمية بشكل اكثر احترافية مثل شركات الاتصالات على سبيل المثال عليها مسئولية لان الاهتمام بباقات الانترنت الاجتماعى والترفيهى لا يمثل تطورا فكريا بقدر ما يمثل اضاعة للقدرات العقلية للانسان بل يجب على هذه الشركات توفير منصات اكثر اهمية لتطوير الاعمال التجارية كما يحدث في العالم المتقدم .
كما ان الاعلام المصري وخصوصا القنوات الفضائية تركز على الاعمال والدراما وبرامج الشو التى تواكب الاحداث اليومية لتحقيق اعلى معدلات مشاهدة ولكن نجد الاعمال المرتبطة بالاقتصاد لا تحظي بالاهمية النسبية لديها ففى العالم نجد محطات متخصصة فى الاسواق المالية وبعضها فى الاقتصاد ولم نجد قناة مصرية متخصصة الا فى الرياضة او البرامج الترفيهية.
كيف تريدون ان نتقدم ونحن نساير فقط ونلغى عقولنا الابداعية بل ونلغى احيانا قيمنا الخاصة حتى لا نكون متخلفين عن العام كما يعتقد البعض .
في اليابان تطورت العقول وتطورت البلاد مع الاحتفاظ بالتقاليد الخاصة بهم اذا نريد تطورا فى المعلومات والفكر الاقتصادى والاجتماعى مع الحفاظ على هويتنا الخاصة لنكون نحن لا هم .
اتمنى ان تسعى الحكومة المصرية الى تفعيل اكبر لتطوير اهمية المعلومات بدء من الدراسة التى اصبحت شكلية اكثر منها مهنية وتفعيل التحول الرقمى بشكل كامل فى الهيئات والجهات بدلا من التعامل اليدوى وان نضع قواعد مهنية عامة لتطوير العقول فإنها الاستثمار في المستقبل الحقيقي.
واخيرا اتمنى انشاء تخصصات جديدة في الكليات المرتبطة بدراسة الاقتصاد مثل كليات التجارة كتخصص الاقتصاد الذكى او اقتصاد المستقبل لنبني عقول متطورة تحقق فعليا اهداف مصر الجديدة.