المسؤولية كلمة نتداول ذكرها ومعانيها والحوارات القريبة منها
بقلم : دكتور محمد إسماعيل
وكثيرا ما تذكر أثناء الحوادث والكوارث و عن مَن هو المسؤول وتقدير المسؤولية ونوعها، أو توجه الدعوات إلى أفراد ومؤسسات قصد تحمل المسؤولية أو يتحدث شخص أو جماعة الى مَن تَؤُول المسؤولية.
تتعدد تعريفاتها بتعدد مجالات استعمالها وباختلاف البواعث وزوايا النظر، لكنها دائرة مشتركة مع الامانة ونجد أن سبب عدم تحمل المسؤولية في عالمنا قد تجعلنا نواجه عدة مخاطر لابد من التصدي لها ومكافحتها، منها الحروب التي تحول العمار إلى خراب ودمار مثل ما يحدث هذه الأيام في غزه وما من بلد وقعت فيها حرب إلا وتدمرت فيها معالم النهضة والتقدم التي استغرقت سنوات لإقامتها والحفاظ عليها، لأن الحرب تستهدف إضعاف الوطن وسلب خيراته وموارده وإلحاق الدمار والهلاك به.
وليست الحروب بالسلاح والقنابل والدبابات فقط، بل هناك حروب معنوية تستهدف إضعاف الدول، مثل تصدير بعض العادات والتقاليد الغربية التي تجعل أوقات الفراغ تستغل في أمور غير مفيدة ومهلكة للصحة، أيضًا الحروب الاقتصادية التي تستهدف إضعاف قدرة الدولة على نمو اقتصادها وتقدمها ووضعها في أزمات مستمرة.
ولقد كانت بلدنا الحبيب مصر بصفة خاصة ووطننا العربي بصفة عامة منذ عقود قريبة هما أفضل بلدان المنطقة وممكن أن نقول العالم في تطورهما وحضاراتهما فقد كان مثالاً يحتذى ويقتدى به في التخطيط والتطوير والأمانة والتقدم والرقي، ولكن منذ سنوات قليلة تقدمت دول أخرى وظهرت على الساحة بلدان طورت من مؤسساتها واستغلت مواردها ووعت الدرس وأصبحت في صف الدول المتقدمة، وما زلنا نحن نفخر بتاريخنا وما كنا عليه وما أنجزناه في الماضي القريب.
إنه لا سبيل إلى عودتنا إلى ما كنا عليه في السابق وحمل راية التقدم والازدهار إلا من خلال عدة أسس ومقومات تأتي في مقدمتها المسؤولية واختيار الكفاءات ممن يتصفون بالأمانة في أداء عملهم ومسؤولياتهم في الوظائف العامة وتحلي هؤلاء القادة من المسؤولين وأصحاب الرأي والقرار بالأمانة والضمير والإحساس بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم و أن يضع هؤلاء المسؤولون مصلحة الوطن وتقدمه وازدهاره نصب أعينهم، وأن يسعوا جاهدين إلى حمل أمانة القيام بمسؤولياتهم وواجباتهم تجاه وطنهم .
الوطن هو رمز الأمن والأمان للشعب، فمن ينتمي لوطن مستقر وآمن يستطيع التقدم والتطور والشعور بالمسؤولية وتعلم شتى العلوم التي تفيد البشرية كذلك يرتبط الازدهار والرقي بالوطن المستقر، وقد قال الله تعالى على لسان سيدنا إبراهيم "رب اجعل هذا البلد آمنًا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر"
اللهم احفظ أوطاننا وألف بين قلوبنا ووفقنا فى كل خير وعمل.