اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

أين السينما من الترويج للآثار؟

 أين السينما من الترويج للآثار؟




كتب - د . عبد الرحيم ريحان


تشهد مصر نهضة غير مسبوقة فى الاكتشافات الأثرية فى الأقصر وسقارة والمنيا والإسكندرية وافتتاح متاحف جديدة وانتظار العالم لافتتاح المتحف الكبير الذى وصفه الرئيس السيسى بأنه هدية مصر للعالم.



والسينما المصرية بعيدة كل البعد وليس لها دورًا ملموسًا فى مواكبة هذه الاكتشافات، ويجب أن يكون لها دورًا فعّالًا فى الترويج لهذه الاكتشافات خاصة عبر الأفلام الروائية وهى الأكثر انتشارًا وتأثيرًا على المستوى المحلى والدولى، لأن  لغة السينما هى الأقرب للقلوب وستساهم فى تنشيط السياحة.





"جورنيكا" لوحة فى فيلم

سجلت أفلامًا دولية ومحلية اكتشافات خالدة وآثارًا هامة حفرت فى ذاكرة السينما ومنها فيلم "جورنيكا" الذى أخرجه المخرج الفرنسي آلان رينيه وروبرت هسان، ضمن أفلام الفن، وهي الأفلام التي تستمد موضوعها من اللوحة الزيتية أو الرسم أو النحت حيث يشرح الفيلم بالكامل معالم لوحة بيكاسو المعروفة التي رسمها في أعقاب قصف مدينة "جورنيكا" في إقليم الباسك بإسبانيا من قبل الطائرات النازية عام 1937، إضافة إلى لوحات ورسومات وخربشات جدارية ونحوت أخرى لبيكاسو وظفت بطريقة ما

كي تخدم غرض رينيه في إدانة الحرب والفاشية والوقوف في صف الأبرياء والمضطهدين.



تميز الفيلم بإبهار كبير، ومزج بين الرسم وقصاصات الصحف في الفيلم، وجسّد بها التوظيف الثري لإمكانات الحركة السينمائية المتنوعة بالمزج بين اللقطات وحركة الزوم الحادة للأمام أو للخلف

 أو الانتقال بالقطع من لقطة إلى أخرى 

أو حركة الكاميرا الرأسية من أعلى إلى أسفل أو بالعكس أو الحركة الجانبية، والانتقالات بين الرسومات الجدارية وصفحات الجرائد عن طريق تقنية القطع المتبادل، ووظف بشكل تعبيري الحركة داخل اللقطات الخاصة بالرسوم الجدارية، إذ تظهر الرسوم الجدارية كأرضية عليها صور بعض الشخصيات، وما أن يتم ظهورها حتى تخترقها طلقات الرصاص فتعود فتختفي من جديد تاركة وراءها آثار الطلقات على الجدران المرسومة.



الأدب المصرى القديم

ويطالب الدكتور عبد الرحيم ريحان 

رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية بتنفيذ هذه النوعية من الأفلام على اللوحات الجدارية والمنحوتات من عصر مصر القديمة، التى تحكى مظاهر الحياة اليومية أو قصص أخرى من معالم الحضارة المصرية، وكذلك أعمال الموزايك الرومانية والأساطير المرتبطة بها واللوحات والمنحوتات فى الفترة المسيحية المرتبطة برحلة العائلة المقدسة والاحتفالات الخاصة بها فى ربوع مصر واللوحات والتصاوير الإسلامية المجسّدة فى المخطوطات والقطع الفنية، خاصة المرتبطة بقصص وأحداث تاريخية معينة.





لوحة الحلم

ومن القصص الشهيرة فى تاريخ مصر القديمة لوحة أبي الهول أو "لوحة الحلم" وهي لوحة تذكارية أمر بوضعها الملك تحتمس الرابع بين اليدين الممتدتين لتمثال أبو الهول تخليدًا لحلم حلم به هذا الملك قبل أن يعتلي عرش مصر في عام 1401 قبل الميلاد، حين كان الملك أميرًا شابًا في عصر الدولة الحديثة وكان يقوم ذات يوم بالصيد على هضبة الجيزة، وعندما أصابه التعب لجأ إلى أبي الهول الذي كانت قد غطته رمال الصحراء ولا يظهر منه سوى رأسه، وأراد الأمير النوم، وراوده حلم بأن ظهر له أبو الهول في المنام وبشره بأنه سوف يتبؤ عرش مصر، وطلب منه أن يزيل فيما بعد ما تراكم عليه من رمال.



بعد عدة سنوات حدث بالفعل أن اعتلى الأمير عرش مصر، وأمر خلال السنة الأولى من حكمه بتسجيل هذا الحلم على لوحة كبيرة، توضع بين يدي أبي الهول الممتدتين بعد إزالة الرمال عن أبي الهول، أي كان ذلك بعد مضي نحو 1300 عام من تشييد أبي الهول حيث يرجع إنشاء أبي الهول إلى عصر الملك خفرع نحو 2600 -2700 قبل الميلاد، وكان من عادة ملوك الدولة الحديثة أن يؤكدوا على أهليتهم في حكم مصر من قبل الآلهة، وكذلك قصة إيزيس وأوزوريس التى تحمل معنى الوفاء ومحارية الشر، وقصة الفلاح الفصيح وقصة الساحر المصري سي اوزير.





قصة "سنوهيت"

تعود قصة "سنوهيت" الشهيرة إلى أوائل الأسرة الثانية عشرة ٢٠٠٠ق.م، وقد ذاع صيتها ولقيت رواجًا عظيمًا، وظلت تُنسَخ وتُقرَأ نحو ٥٠٠ سنة في المدارس المصرية القديمة، وهى قصة الحنين إلى الوطن.



وروى "سنوهيت" هذه القصة بصيغة المتحدث عن نفسه، أنه كان عائدًا من غزو ضد اللوبيين بقيادة ولي العهد "سنوسرت الأول"، فحدث في تلك الأثناء أن مات الملك "أمنمحات الأول"، ونعاه الناعي إلى سنوسرت فترك الجيش، وخفَّ مسرعًا إلى العاصمة ليطمئن إلى عرشه الذي آلَ إليه ولكن أمر الوفاة كان قد ذاع بين الأمراء المرافقين للحملة، وسمع به سنوهيت خلسة، فما كان منه إلا أن فرَّ هاربًا إلى سوريا لأسباب غامضة لم يستطع هو أن يجد لها تعليلًا مقبولًا، وقد أحسن استقباله هناك أحد رؤساء القبائل، وزوَّجه؛ فأصبح رب أسرة، وصارَعَ أحد رؤساء العشائر السورية المعادية فصرعه، وبعد فترة طويلة عاوده الحنين إلى وطنه، وتاقت نفسه للرجوع إلى مصر ليكون في خدمة مولاه الملك الذي ظلَّ مخلصًا له طول حياته، وليلقى ربه ويُدفَن في البلد الذي وُلِد فيه وترعرع، ولما سمع الملك بآلامه وأحلامه عفا عنه، وأعاده إلى منصبه في الحكومة، وسمح له أن يعود إلى وطنه معزَّزًا مكرَّمًا ليقضي ما بقي له من أيام تحت سمائه.



أفلام خالدة

ويشير الدكتور خالد البسيونى إلى الأعمال السينمائية الشهيرة فى مصر فى فترات عظمة السينما المصرية والمرتبطة بالآثار ومنها الفيلم العالمي "المومياء" من إخراج الفنان شادي عبد السلام، والذي دارت أحداثه حول اكتشاف خبيئة الدير البحري وعائلة عبد الرسول العائلة الأشهر في مجال تجارة الآثار المصرية علي مستوي العالم، وتم عرض الفيلم في مهرجان فينسيا عام ١٩٧٠، وكان المخرج شادي عبد السلام بصدد إخراج فيلم عن الملك الشهير إخناتون وثورته الدينية، وقد حال رحيله عن اتمام هذا العمل الكبير ، فتم عمل متحفًا خاصًا للاسكتشات واللوحات التجهيزية للفيلم بمكتبة الاسكندرية يمكن لأى مخرج الرجوع إليه لعمل الفيلم الآن




وكذلك فيلم "الجبل" 

بطولة الفنان عبد الوارث عسر، وتدور أحداثه حول التنقيب عن الآثار وتهريبها إلي الخارج، وقد تم تهريب تمثال نفرتيتي الشهير ،، سيدة برلين،، لألمانيا عام ١٩١٢ علي يد احدي البعثات الأجنبية التي قامت بالحفر في تل العمارنة.





وفيلم  "البحث عن توت عنخ آمون" 

من إخراج الفنان التشكيلي يوسف فرنسيس، وتدور أحداثه عن اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي، وقام بدور عالم الاثار هوارد كارتر الممثل حسين فهمي وفيلم "غرام في الكرنك" والذي قام ببطولته فرقة رضا الاستعراضية، وتم تصويره في مدينة الأقصر، وقام المطرب الشعبي محمد العزبي بغناء بعض الأغاني ذات الطابع السياحي مثل "الأقصر بلدنا" الخالدة حتى الآن.



علاوة على فيلم "عروس النيل" بطولة رشدي اباظة وقامت لبني عبد العزيز فيه بدور عروس النيل هاميس، وفيلم "الحقيقة العارية" من إخراج عاطف سالم، وتدور أحداثه علي هامش بناء السد العالي بأسوان وإنقاذ آثار النوبة وقامت ببطولته ماجدة و إيهاب نافع.

google-playkhamsatmostaqltradent