جنحة الضرب في القانون المصري

 ذكرى ٧٢ عامًا على معركة الإسماعيلية 25 يناير 1952 " عيد الشرطة "

   عيد الشرطة 

بقلم الكاتب : عماد الدين محمد 

قال : رسول الله صل الله عليه وسلم 

 " إذا فتح الله عليكم مصر استوصوا بأهلها خيرًا فإنه فيها خير أجناد الأرض لأنهم وأهلهم فى رباط إلى يوم الدين " 

صدق رسول الله صل الله عليه وسلم. 

كثيرًا ما يثبت التاريخ أن جند مصر هم خير أجناد الأرض وعندما نعود للتاريخ ونتذكر نهاية جحافل التتار والحروب الصليبية والسادس من أكتوبر والعديد من المعارك التى جعلت من مصر مقبرة الغزاة والدرع الواقي للأمة العربية والإسلامية على مختلف العصور .

وفي مثل هذا اليوم الخامس والعشرون من يناير عام ١٩٥٢

 كانت معركة الإسماعيلية والتي ضرب فيها رجال الشرطة المصرية البواسل مثال للفدائية والوطنية للحفاظ على الأرض والكرامة ضد الاحتلال الإنجليزي .

ونذكر من أحداث معركة الإسماعيلية وحين وصلت الأمور لقمة التوتر بين مصر وبريطانيا بسبب هجوم الفدائيين على معسكراتهم وجنودهم وضباطهم في منطقة القنال ، ما كبدا قوات الاحتلال البريطانى خسائر فادحة لا تقدر بثمن .

وعلى الجانب الآخر جاء انسحب العمال المصريون من العمل فب معسكرات الإنجليز ما أدى إلى وضع القوات البريطانية فى منطقة القناة في حرج شديد .

وفي نفس الوقت أعلنت الحكومة المصرية عن فتح مكاتب لتسجيل أسماء عمال المعسكرات الراغبين فى ترك عملهم والمساهمة فى الكفاح الوطني ، حيث سجل ٩٢ ألف و٥٧٢ عاملاً أسماءهم خلال الفترة من ١٦ أكتوبر ١٩٥١ وحتى ٣٠ من نوفمبر ١٩٥١

وعلى الجانب الآخر توقف المتعهدون عن توريد الخضراوات، واللحوم  والمستلزمات الآخرى لمعسكرات قوات الاحتلال .

هذا ما دفع القوات البريطانية  الرد على الحكومة المصرية، بصورة من صور أعمال الإحتلال الغاشم لإحراج حكومة مصر . 

وجاء يوم الجمعة ٢٥ يناير ١٩٥٢ حيث استدعى القائد البريطاني بمنطقة القناة اللواء أكسهام ، ضابط الاتصال المصري ، وسلمه إنذارًا بأن تسلم قوات البوليس الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن مقر المحافظة والثكنات وعن منطقة القناة بأكملها إلى القاهرة ، بدعوى أنها مركز  للفدائيين المصريين ضد قواته في منطقة القنال.

وجاء رد محافظة الإسماعيلية برفض الإنذار البريطاني وتم إبلاغ وزير الداخلية فؤاد سراج الدين باشا، والذى أقر موقفه ، وطلب منه الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام وبعد هذا الرد ، قام القائد البريطانى في القناة  بمحاصرة قسم بوليس الاسماعيلية بعد أن أرسل إنذارًا للمأمور يطلب  منه تسليم أسلحة جنوده ، غير أن ضباط وجنود الشرطة البواسل رفضوا قبول هذا الإنذار.

ووجهت دبابات العدو مدافعها وأطلق المحتلون البريطانيون نيران قنابلهم بدون توقف لمدة زادت عن الساعة الكاملة ، ولم تكن قوات الشرطة المصرية آنذاك مسلحة بشيء سوى البنادق العادية القديمة.

 تم محاصرة مبنى قسم البوليس ومبنى المحافظة في الإسماعيلية بعدد ٧ آلاف جندى بريطاني مزودين بالأسلحة، تدعمهم دباباتهم وعرباتهم المصفحة ومدافع الميدان، بينما كان عدد الجنود المصريين المحاصرين لا يزيد على ٨٨٠ في الثكنات وفي محافظة الإسماعيلية.

واستخدم البريطانيون كل ما معهم من الأسلحة في قصف مبنى المحافظة ومع ذلك قاوم الجنود المصريون واستمروا يقاومون بكل شجاعة وبسالة ودارت معركة غير متساوية القوة بين القوات البريطانية وقوات الشرطة المحاصرة فى القسم ولم تتوقف هذه المجزرة حتى نفدت آخر طلقة معهم بعد ساعتين من القتال.

ومن جرائم الاحتلال البريطانيون تدمير بعض القرى حول الاسماعيلية والتي كان يعتقدون أنها مركز لاختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته مما تسبب في قتل عدد آخر من المدنيين وجرح عددًا آخر أثناء عمليات تفتيش تلك القرى.

لقد شهد التاريخ والعالم أجمع لمن سطروا موسوعة في الكفاح والصمود والفدائية  لابطال معركة الإسماعيلية والتي من خلال تلك الأحداث أثبت للعالم أجمع عظمة الجندي المصري سواء من حماة الجبهة  الداخلية من رجال الشرطة البواسل أو من جنود القوات المسلحة البواسل خير أجناد الأرض كما حدثنا عنهم رسول الله صل الله عليه وسلم ، لتظل مصر دائما محفوظة بحفظ الله إلى الأبد بفضل الله وبفضل شعبها العظيم وقيادتها الحكيمة .

ولتظل ذكرى معركة الإسماعيلية يومًا شاهدًا على الفدائية والصمود والوطنية وتخلد ذكري شهداء الوطن من رجال الشرطة البواسل وغيرهم ممن قدموا أرواحهم فداء للوطن.

هذا وبدخل متحف الشرطة بالإسماعيلية تم وضع  لوحة شرف تحمل أسماء شهداء معركة الإسماعيلية من جنود الشرطة المصرية البواسل :

وهم رحمة الله عليهم : 

السيد محمد الفحل

علي السيد علي

عبد الحكيم أحمد جاد

ثابت مصطفى

أحمد مراد أحمد

عبد ربه عبد الجليل عامر

محمد أحمدإبراهيم المنشاوي

فتحى بدوي أحمد الحليوي 

عبد الله عبد المنعم فرج 

مصطفى عبد الوهاب محمود

 محمد الطوخى رمضان

سيد على حسين

حسين عبد السلام قرني

 السيد مجاهد على الزيات

 عبد النبى سالم جمعة

محمد أحمد حمدى

عبد الحميد عبد الرازق أبو المجد

 محمد مصطفى عبد السلام 

سليم صالح رضوان

 أحمد محمد حيدر

 كامل مازن حسين

فؤاد عبد الرازق على

أحمد أبو زيد منياوى

عبد الحميد معوض حشيش

عبد الفتاح شاهين

عبد الله مرزوق عبد الله 

محمد إبراهيم أحمد

 محمد محمود بدوي

فرج السيد إسماعيل

عبد الحميد مسلمي أحمد

 عبد السلام أحمد إبراهيم

 محمد الجندى إبراهيم 

فتحي أمين جمعة

رياض عبود أسعد

عبد الغني محمد خليفة اليماني

 إسماعيلي إبراهيم عبد الفتاح 

عبد الحميد بسيوني على

 الشرقاوي محمد محمد البياعة

أمين عبد المنعم السيد 

محمد حسن محمود حسن

محمد المليجي أحمد

بهي الدين علي حجازي

عبد الفتاح عبد النبي العطار 

عبد المنعم بيومي علي البنا

 محمد عبد المعطي حسن 

محمود محمد عبد الرحمن 

حسن عبد السلام عبد المنعم

 محمود حسن عفيفى عمارة 

محمد عبد الغني السيد 

محمد أحمد على زايد

علي محمد منصور الطبال

 أحمد محمد فريد

أبو الفتوح أحمد أبو الفتوح

 عبد الحميد إبراهيم علي

سعد علي السايس .

بسم الله الرحمن الرحيم 

وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون ۝ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون [آل عمران:169-170] 

صدق الله العظيم