اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

شجرة المطرية والبئر ونبات البلسان، حكايات من أرض مباركة

شجرة المطرية والبئر ونبات البلسان، حكايات من أرض مباركة





كتب - د . عبد الرحيم ريحان


شجرة خالدة فى حى المطرية بشارع المطراوى، استظلت بها وباركتها العائلة المقدسة التى هربت من ظلم هيرودس ملك اليهود ( الرومانى ) فى ذلك الوقت والذى أراد قتل المسيح الطفل حين علم أن هناك مولودًا سيكون ملكًا على اليهود، فاضطرب وخاف على مملكته، وأمر بقتل جميع الأطفال بمنطقة بيت لحم بفلسطين التي ولد فيها المسيح ... وكذلك جميع حدودها من أبن سنتين فيما دون، فهربت العائلة المقدسة إلى مصر، ولما مات هيرودس عادت إلى فلسطين مرة أخرى.



حكاية الشجرة

ويروى المهندس فاروق شرف استشارى وخبير الترميم والمنشآت التاريخية أن هيرودس ملك اليهود قد أرسل من يبحث عنهم، وأستطاع أن يتجسس أخبارهم نظرًا لما حدث من معجزات كان يأتيها الطفل أثناء رحلته طول الطريق، ومن بين ما روى وعرف أن التماثيل والأصنام كانت تتساقط وتتهشم على أثر مرور الطفل عليها، فذاع صيتهم وتناقلت الألسن قصصهم، فوصل ذلك إلى مسامع الملك هيرودس فقرر إرسال جنوده وزودهم بتوصياته لدى حكام مصر مشددًا بالبحث عن هذه العائلة المكونة من يوسف النجار ومريم العذراء، والمسيح الطفل ولما شعرت العائلة بمطاردة رجال هيرودس لهم وقربهم منهم، اختبأوا تحت هذه الشجرة، فانحنت عليهم بأغصانها وأخفتهم تمامًا عن أعين رسل هيرودس حتى مر الركب ونجوا من شرهم، ويقال أن بئر الماء المقدس بالمنطقة, ويوجد بالمنطقة كنيسة كاثوليكية فى شارع البلسم.





ويضيف المهندس فاروق شرف بأن الموقع كان يحوى ساقية تقوم بتوزيع الماء من عدة ينابيع لرى حدائق البلسان التى حولها, وظلت منطقة شجرة المطرية (شجرة العذراء مريم) إحدى المناطق المقدسة المشهورة فى الشرق لعدة قرون, وزارها الكثير من السياح الأجانب فى العصور القديمة 

من جهات مختلفة .



وكان يوجد النبع " البئر المقدس " الذى أستقت من ماؤه العائلة المقدسة وهو موجود أمام سوق المطرية للخضار... وكان هذا النبع له قدرة على الشفاء.

وكان لأقباط مصر الأوائل كنيسة كبيرة فى المنطقة وكانت الإحتفالات تقام سنويًا فى ذكرى مجىء العائلة المقدسة إلى أرض مصر.





قرية المطرية

هى قرية صغيرة ذكرها السنكسار، والسنكسار هو كتاب يحوي سير الآباء القديسين والشهداء (السنكسارات)، وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات ... خصيصًا بسبب رحلة العائلة المقدسة إلى مصر, وجاء فى السنكسار ذكر مرور العائلة المقدسة بالمطرية واستراحها واغتسالها من النبع، ومن ساعته نبت نبات البلسم الذى كان يستخدم فى المعمودية وفى تكريس الكنائس ودواء شافٍ للأمراض, وكانت ترسل منه هدايا إلى الملوك, ومنه ذاعت شهرة قرية المطرية, وأصبحت مزارا هامًا لنيل البركة بالرغم من أن حدائق المطرية لم تعد منذ أمد طويل تنتج ذلك البلسم الذى اشتهرت بإنتاجه قديمًا.



ويروى المهندس فاروق شرف ذكرياته حين كانت كانت آثار المطرية وعين شمس تحت إدارته، وفى هذه الأثناء كانت توجد أرض يملكها صاحب محلات التوحيد والنور، وعندما قام بضمها لسلسلة محلاته وقام بالحفر لعمل الأساسات، كانت المفاجأة وهى العثور على مقبرة مصرية قديمة، الأمر الذى جعل الأعمال تتوقف وتقوم لجنة من الآثار بالمعاينة تحت الحراسة، بالإضاف إلى منطقة سوق الخميس والمسلة وآثار العرب.

google-playkhamsatmostaqltradent