اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

زيارة إلى مسجد أشهر المعماريين (سنان باشا) بالسبتية

 زيارة إلى مسجد أشهر المعماريين (سنان باشا) بالسبتية




كتب د. عبد الرحيم ريحان


قال عنه «كلوك» العالم الألمانى أستاذ تاريخ العمارة فى جامعة فيينا "إن سنان باشا يتفوق فنيًا على مايكل أنجلو صاحب أكبر اسم فنى فى الحضارة الأوروبية. فمن هو سنان باشا وما حكاية مسجده

يجيب علينا ويرتحل معنا المهندس فاروق شرف استشارى وخبير الترميم والمنشآت التاريخية

من هو سنان باشا؟

هو سنان باشا ابن على بن عبد الرحمن، وقد تولى ولاية مصر مرتين، مرة عام 1567م ثم مرة أخرى عام 1571م كما أنه تولى منصب الصدر الأعظم مرتين (الرجل الثاني في الدولة العثمانية وهو منصب يعادل حاليًا منصب رئيس وزراء)، وكان يتصف بالدهاء والحنكة السياسية والمهارة العسكرية حيث يرجع له الفضل في قيادة المعارك العثمانية في اليمن ضد الزيديين، وكان له الفضل أيضًا في فتح تونس وضمها إلى الدولة العثمانية بعد هزيمة الإسبان




يقع المسجد بشارع السنانية بالسبتية شمال حي

 ( بولاق أبو العلا ) من شارع 26 يوليو ( فؤاد سابقًا ) ويمكن الدخول له من الكورنيش خلف البنك الأهلى المصري.

يشير المهندس فاروق شرف إلى بناء مسجد سنان باشا عام979هـ، 1571م، وإلى جواره حمام وثلاث خانات وسبيل وكتاب وبيت للسكنى وبيت للقهوة بمنطقة بولاق أبوالعلا، وحظى هذا الجامع منذ إنشائه باهتمام كبير سواءً من قِبل المؤرخين أو الرحالة، وقد زاره الرحالة التركى أوليا جلبى، وذكر أن للمسجد حديقة تحيط به، وبالجامع زهور وورود، كما كان له سور به أبواب هُدم الشرقى منها عام 1902م

ويتكون الجامع من مساحة مستطيلة الشكل يبلغ طوله 35م وعرضه 27م، والتخطيط المعمارى للجامع عبارة عن قبة كبيرة يبلغ قطرها قرابة 15م، ويحيط به من ثلاث جهات رواق واحد، وهى الجهة الشمالية والجنوبية والغربية، ويعتبر تخطيط الجامع ظاهرة فريدة غير مألوفة من قَبْل فى تخطيط المساجد العثمانية




أمّا بالنسبة للمأذنة فتقع في الركن الجنوبي الشرقي ومقامة على قاعدة مربعة يعلوها بدن أسطواني زخرف بستة عشر قناة من الخارج ويعلوها الطابق الثاني وهو دائري القطاع ينفصل عن الطابق الأول بشرفة ذات ستة عشر ضلع مزخرف بنقوش محزّمة، ويعلو الشرفة ثلاثة صفوف من المقرنصات والدلايات، وفي النهاية نجد الشكل المخروطي الذي يشبه القلم الرصاص وهو السمة المميزة للمآذن في العمارة العثمانية.

وبيت الصلاة عبارة عن مربع طوله 15م، تغطيه قبة مبنية من الحجر، وتحلى رقبتها شبابيك من الجص المفرغ بالزجاج الملون، وتحيط بها شرفة بممر ضيق لها درابزين خشبى تطل على المسجد، لعل الغرض من هذا السماح بصيانة فتحات شبابيك القبة، ويبلغ عدد النوافذ بها 16 نافذة، وكانت القبة مغطاة بالرصاص، وفى عهد الملك فاروق أجريت للمسجد عمليات صيانة، شملت إصلاح القبة، وكان لفتح الشارع أمام الواجهة البحرية أثرًا كبيرًا فى إظهار مكانة هذا المسجد وتجلى جماله ومحاسنه.

أمّا بالنسبة لمحراب المسجد فيتوسط الضلع الشرقي للقبة ويكتنفه عمودين رخاميين يحملان عقد مدبب مزخرف بطريقة الصنجات المعشقة بطريقة الأبلق وصنع بدن المحراب من الفسيفساء الرخامية المزخرفة بأشكال الأطباق النجمية المتعددة الألوان وزخرفت طاقية المحراب بزخرفة الزجزاج بألوان صفراء وسوداء. 


google-playkhamsatmostaqltradent