نَصًٌ أَسقَطَ عنه العنوان
بقلم الشاعرة : الثريا بن مسعود خلوط - تونس
كيف أخفي حزني
وجعي والخجل
كيف أمضي
دون أن يَلتَفِتَ الظِّلُّ الى المكان، الى الحزنِ
يَئِنُّ الحجرُ
لم يَعُد هنا مُتَّسَعٌ
مِن الوقتِ للحنين
ولم تَجلُب أمنياتُ المفتاحِ.. الصّمودَ للباب
بالصدر معركةٌ، صليلُ صرخاتٍ
وشِعرٌ يَنْزِفُ مُرَّ الكلماتِ...
احتَرَقَ حريرُ الكلام
مَبْتورةٌ أحلامُ الزمن
على وجهه خربشات زينة
تُخفي نظراتِ الحزنِ و هالاتِ السوادِ
زيتونٌ مُرَاقُ الحِبرِ والحلمِ
نارٌ ، رصاصٌ..
والثّمنُ دَمُ الأبرياء
حمامٌ فوقَ الأشلاء حلّقَ
طِفلٌ يبحَثّ عن ركنٍ دافئٍ
عن كُرّاسِ التصوير
عن أقلامِ زينَةٍ مَبتورةُ الأحلام
عن سقفٍ عن جدران
بيتٌ شَهَقَ.. استحال لِرُكام
نَصًٌ أسقط عنه العنوان
نَطقَ النّشيدُ الشهادة
أبْرَمَ شَعبٌ.. عَقدَ الاستِشهاد
هُدنَةٌ مُضَمَّخَةٌ بالدماء
استكان العزاءُ الى العزاءِ..الى الخِيامِ
القنابل فوق الرؤوس
تَنْعَقُ.. فَتَنهَش
حلّقت بَدَلَ الحمام أرواح تعرُجُ إلى هناك
الغَدُ يُولَدُ مِن رَحِمِ الشّهادةِ
وإن نَزَفَت ألْفُ أُمٍّ و شِريان
ستولَدُ بُندقيّةٌ واحِدةٌ بِمَجدٍ تليدٍ
و يَفنَى للغَدرِ ألفُ قنّاص و كذبة يَخُرسُ نعيقُ الغربان..
يُلقي الحقُّ على الدّنيا السلام
وَفِيٌّ هذا السّلامُ للسلام.. للقضيٌة.