زيارة إلى متحف قصر الزعفران بجامعة عين شمس
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
رحلتنا اليوم إلى القصر الشاهد على توقيع معاهدة 1936 الشهيرة، ومازالت المنضدة التى تم عليها التوقيع فى مكانها بصالون القاعة الرئيسية وحولها طاقم من الكراسى المذهبة، قصر يعد تحفة فنية من واجهات معشقة بنوافذ وشرفات بعقود نصف دائرية وزخارف جصية بهيئة فروع نباتية غاية فى البساطة والرقة.
ويشير الرّحالة المهندس فاروق شرف خبير الترميم الدولى إلى إنشاء القصر فى عهد الخديوي إسماعيل على طراز قصر فرساى فى فرنسا والذى قضى فيه فترة تعليمه .. فقد بنى هذا القصر على أنقاض قصر الحصوة في العباسية والذي أنشاه محمد على باشا وقد استخدم القصر في بداية إنشاءه لقضاء عطلات نهاية الأسبوع وركوب الخيل ثم استخدم كمقر للملك فؤاد الأول (1868-1936)، والملكة نازلي كما ولد به الملك فاروق الأول (1920-1965)
وفى عهد الملك فؤاد الأول اتخذت مدرسة فؤاد الأول الثانوية من القصر مقرًا لها وعندما تقرر نقل الجامعة المصرية إلى قصر الزعفران أوائل عام 1925م نقلت هذه المدرسة إلى العباسية محل المدرسة الحسينية.
وفى عام 1925 نقل مقر الجامعة المصرية إلى قصر الزعفران، وفى عام 1930 تم نقل مقر الجامعة من قصر الزعفران، بعد ذلك اشترته وزارة الخارجية
وتم ترميمه بالكامل وتأثيثه بأثاث فاخر حتى تصبح دار رسمية للضيافة، وأصبح مقرًا لإقامة كبار الزوار في الفترة من 1930- 1947، حيث أقام فيه عدد من الملوك منهم الملك عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، والملك ألبرت ملك بلجيكا.
القصر مسجل فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية بناءً على قرار اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية في جلستها بتاريخ 29/12/1985
ويضيف المهندس فاروق شرف أن القصر يتكون من طابقين، أول وثانى وبدروم وسطح، ويوجد به مجموعة من الكتل البنائية تتوجها زخارف بارزة بطراز فن الباروك والركوكو .. وللقصر مدخلين أحدهما رئيسى بالواجهة الشمالية والآخر بالواجهة الجنوبية.
قامت إحدى الشركات الكبرى والمتخصصة فى أعمال الترميم الإنشائى والمعماري والدقيق بأعمال ترميمه وذلك من خلال فريق عمل يمتاز بالكفاءة والخبرة فى مجال أعمال التطوير والترميم، والتي شملت أعمال التشطيبات والأعمال الإلكتروميكانيكية .. بالإضافة إلى أعمال الترميم الدقيق للفراغات الأثرية ببدروم القصر "مقر المتحف" وكذلك الأرضي والأعمال الإلكتروميكانيكية للقصر لخدمة إعادة التوظيف
و الأعمال المدنية والتشطيبات وأعمال الزراعة بالموقع العام حول القصر بالإضافة إلى أنظمة الإنذار والحريق ومكافحة السرقات وأنظمة التكييف.
وينوه المهندس فاروق شرف إلى مقتنيات المتحف المستعارة من المجلس الأعلى للآثار، ويأتي ومنها نتاج اللقى الأثرية الناتجة عن بعثة حفائر جامعة عين شمس بعرب الحصن فيما بين عامي (2017-2022)
وأيضا مجموعة الآثار المصرية المكملة لها والمستعارة من المتحف المصري ومتحف كفر الشيخ.
ومن المقتنيات مجموعة من الآثار الإسلامية وآثار عصر أسرة محمد علي، حيث يضم مجموعة من قيعان أوانى خزفية صناعة غيبي التوريزي رائد الخزفيين زمن المماليك ، وطبق من الخزف المرسوم بألوان متعددة تحت الطلاء الزجاجي يعود إلى العصر العثماني.
كما يضم مقتنيات من عصر أسرة محمد على منها الحلية الشريفة التي تعود إلى عصر أسرة محمد علي
وثلاث مزهريات خزفية ، وميدالية من الفضة بمناسبة استرجاع السودان باسم الخديوى عباس حلمى الثانى مؤرخة بعام 1314 هـ، ونيشان النيل من الطبقة الخامسة عبارة عن قطعة واحدة يعلوها تاج وحلقة من الذهب عيار 18، وميدالية بالشريط للملكة المصرية من عهد الخديوى توفيق عام 1882م، ونوط محمد على الفضى عيار 18، ونيشان الفلاحة من الطبقة الثانية فضة عيار 90.
كما يضم مجموعة من العملات المعدنية النحاسية والبرونزية والفضية تعود إلى العصر البطلمى والرومانى، ودرهم من الفضة مؤرخ بعام 95 هـ مدينة واسط بالعراق العصر الأموي.
وأيضا مجموعة متميزة من آثار عصر أسرة محمد علي وهي مأخوذة من متحف كفر الشيخ ومتحف قصر المنيل، ثم توجت هذه المجموعات المتحفية بمقتنيات فنية أثرية من جامعة عين شمس، تمثلت في مجموعة من البردي والمخطوطات والعملات.