مسرحية رأس العش تخطف أنظار المهرجان القومي للمسرح
كتبت شيماء محمود
العرض المسرحي رأس العش ممثلي نقابة المهن التمثيلية في المهرجان القومي للمسرح في دورته السادسة عشر
حالة فنية مبدعة مليئة بالوطنية حيث أن الحالة غلبت على صالة المسرح وتعاطف الجمهور مع اللحظات الإنسانيه التي تعبر عن أبطالنا وأجدادنا وكان الجمهور في حالة من النشوه حيث كل لحظات العرض كانوا يصوروها وكأنهم يشعرون أنهم في السينما
المخرج أبدع في اختيار العناصر أبدع في اختيار الموضوع وطريقة تقديمه جعلنا نرى في المسرح لحظات سينمائية لم نعتاد عليها ونفذت بطريقة أكثر من رائعة
كظهور طيف الفتاة لأبيها في المعارك حتى تشجعه على الإنتصار والعودة لها أو في تنفيذ المعارك
بدأ المخرج الفنان الموهوب بدر الإحمدي مسرحيته
بأن يجعل حسني سلامة يفارق بنته وهو مرتدي الزي العسكري وتطلب منه أن يأتي في عيد ميلادها
و بعد ٢١ يوم يخرج من البيت والجمهور يتعاطف مع الطفلة الصغيرة
ثم من بعدها يفتح الستار على معركة النكسة وأنهم فرقة الصاعقة المصرية ٤٣ التي نفذت أوامر تأمين الانسحاب ثم بعد ٢٠ يوم يأتي الأوامر للفصيلة التانية السرية
وكتيبة ٤٣ صعقة بأمر من الرئيس جمال عبد الناصر نفسه حيث ان الصول حسني سلامه نظرا لخبرته في القتال
يذهب الفصيلة لرأس العش حيث يبدأوا في تنفيذ التعليمات
وتعطيل العدو يظهر لنا قبيلة بدوية بها رجل يدعى الشيخ سالم يساند الجنود وله ابنه تدعى ساره وله ابن اخ يدعى ضبعي ونكتشف أنه خاين ويريد أن يمتلك ساره وساره لا تريده
تظهر لنا الطفلة طوال المعارك كطيف تساعد ابيها في تنفيذ مهمة وتذكره بأن عيد ميلادها غدا
وهنا المخرج كان على دراية بما يقدمه وتعامل معه بحذر وذكاء حيث بدء بأن الطفلة عيد ميلادها بعد ٢١ يوم ثم النكسة وبعد النكسة ب ٢٠ يوم حدثت معركة رأس العش
وعيد ميلاد الطفلة كان انتصار ابيها في معركة رأس العش ومن العدو من التقدم
كانت المعركة مهمة جدا لمصر لأنها كانت ثغرة لمصر لو دخل منها قوات الجيش الإسرائيلي لكانوا سيطروا سيطرة تامة على سيناء وبدأوا في الزحف الى القاهرة
ولذلك سميت بالمعركة المستحيلة حيث كانوا ٢٢ جندي مصري بأسلحة بسيطة أمام ٣٠٠ جندي اسرائيلي ومعهم دبابات وعربيات نص جنزير
ولكن بذكاء حسني سلامة وببطولة أبطال الصاعقة المصرية وببسالة قائد المعركة فتحي عبدالله استطاعوا الإنتصار وليس التعطيل فقط حيث الإمداد جاء فجر اليوم التاني وجدهم منتصرين على الكتيبة الإسرائيلية
وظلت رأس العش مصرية حتى حرب اكتوبر ٧٣
ولم يدخلها الإسرائيليين
وسمي يوم معركة رأس العش بيوم الصاعقة المصرية
يوم ١-٧ -١٩٦٧
حيث أنهم حققوا بطولة مستحيلة
والمخرج بصناعة جميلة أنهى مسرحيتة على كل من عاش من المعركة
عادوا واحتفلوا بعيد ميلاد الطفلة ومعهم سارة البدوية التي لم يتبقى لها أحد حيث أن أباها مات في المعركة وضبعي الخائن قتلته هي بنفسها
وهنا المخرج يرمز أن سيناء عادت مرة اخرى
وعيد ميلاد الطفلة هو الاحتفال بعودة سيناء
هذا العرض فكرة وإخراج بدر الإحمدي .