اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الدفاع عن الحضارة: فك وتركيب الآثار يضر بها

 الدفاع عن الحضارة: فك وتركيب الآثار يضر بها





كتب د. عبد الرحيم ريحان


رصدت حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان ما يتم حاليًا من أعمال رصد وفك وتوثيق وتركيب لمئذنة الأمير سيف الدين قوصون الساقي الناصري التى تعود إلى عام 736هـ/ 1336م، وتقع في شارع سيدي جلال القادرية بالسيدة عائشة ومئذنة جامع المسيح باشا وذلك لإجراء عملية ترميم وصيانة شاملة لهما، وقد يتم النقل عدة أمتار للخلف إن دعت الضرورة لذلك حسب دراسة التربة.

وفى هذا الصدد أشار المهندس طارق المري استشاري الترميم وخبير التراث لعالمى بأنه يجب الاطلاع على التقرير الإنشائى لمعرفة الأسباب، وأن الفك مهما كان دقيقًا فهو يدمر أصالة البناء والذي تم بمون وبمقاييس عصره وتاريخه واذا تم الفك تم القضاء على تلك القيمة علاوة على ضياع أجزاء من المبنى الذي سيتم فكه وتعويضها بجديد

وأضاف بأنه قام بعمل التوثيق للمئذنتين باستخدام الليزر والدرون واتضح وجود  ميول ظاهرة في دروات المئذنتين لكن هل مركز الثقل خرج عن الثلث الأوسط لهما يستدعي الفك وهذا يتضح فى التقرير الإنشائي المتخصص، وقد تم فك الجوسقين للمئذنتين وشغالين في الدورة الأولى 




ونوه إلى أن الميول لا تستدعى الفك، فكثيرًا ما يكون هناك ميول فى البرج أو المئذنة ويكون مستقر ولا يوجد منه خطورة لأنه آمن إنشائيًا ومحور مركز ثقله يمر بالثلث الأوسط لقاعدته لكن لو خرج المحور الرأسي لمركز ثقل المئذنة أو البرج عن الثلث الأوسط أصبح هنا خطر بانهيارها ووجب استعدالها

وفي منتصف التسعينات كان برج بيزا المائل مهدد بالانهيار بسبب خروج محور مركز الثقل خارج ثلثه الأوسط وقامت لجنة استشارية دولية برئاسة انجليزي متخصص في أساسات المباني التراثية بدراسة الوضع وتم عمل حلول عبقرية دون الفك لارجاع البرج لميله القديم ودون أن يكون خطرًا مهددًا بانهياره

ومن جانبه أوضح الدكتور أسامة النحاس أستاذ العمارة والصيانة والترميم بهندسة شبرا جامعة بنها أن أعمال الفك وإعادة البناء تشكل خطورة على الأثر فنسبة الفقد للعناصر المعمارية والزخرفة تتزايد، فضلًا عن أن بعض التقنيات والحرف والحرفية فى التعامل مع هذه العناصر تضيع أغلبها، كما أن عملية النقل فى حد ذاتها تفقد الأثر أصالة موقعه ومحيطه الأثرى من نسيج عمرانى، ولنا تجربة سلبية سابقة عام 2001 فى نقل معبد هيبس بالخارجة ثم العدول عن النقل بعد فك جزء كبير من أحجاره وتلف الكثير من نقوشه، خاصة وأنه من الحجر الجيري الرملى.

وأردف الدكتور محمد عبد المقصود عالم المصريات وأمين عام المجلس الأعلى للآثار الأسبق أن الفك والنقل لقوصون كان من أجل الطريق والآن الطريق اتلغى  فلا داعي لنقلها من الأصل ويجب وقف أعمال الفك قبل فك كل المئذنة

ونما إلى علم حملة الدفاع عن الحضارة أن هناك مجموعة من الآثار مزمع فكها ضمن مشروع توثيق ورفع مساحي بسبب وقوعها في مسار الطريق الذى ينفذ الآن وسيتم فكها ونقلها من مكانها

وهذه الآثار هى قبة الخلفاء العباسيين، قبة القاضى مواهب، مدفن تمر باى الحسينى، تربة المزنى، باب القرافة، باب قايتباى، قبة وإيوان المنوفى، قبة موفى الدين، قبة يعقوب شاه المهمندار

وبناءً عليه تطالب حملة الدفاع عن الحضارة المصرية بإعلان كل التفاصيل كاملة والتقارير الإنشائية عن فك المئذنتين أو الآثار المزمع فكها والضرورة القصوى لذلك لمناقشتها ودراستها من قبل الخبراء ومشاركة الخبراء بالرأى للحفاظ على الآثار فهى ملك كل المصريين .


google-playkhamsatmostaqltradent