"فن تشكيل المعادن " بقصر ثقافة عين حلوان
كتب د. عبد الرحيم ريحان
فى جو أسرى إلتقى خبير التراث مصطفى كامل مصطفى باحث ماجستير فى التراث الشعبى اليوم 18 مايو بأطفال قصر ثقافة عين حلوان اليوم محاضرًا عن فن تشكيل المعادن عبر العصور وعرض مناظر خاصة بالتعدين وبعض الحرف والصناعات الخاصة بالمعبد بمقبرة رخمى رع وزير الملك تحتمس الثالث فى منطقة الحوزة العليا بجبانة شيخ عبد القرنة والفنون الزخرفية فى الفترة المسيحية والفنون الإسلامية وهى الفنون المتوارثة عبر عصورنا التاريخية والموجودة حتى الآن.
وقام مصطفى كامل بشرح أعمال التكفيت على المعادن بشكل عملى من خلال عرض فيديوهات لشيوخ الصنعة فى مصر ومراحل تنفيذ الزخارف بداية برسم لوحدة زخرفية مستمدة من التراث المصرى ثم الحفر على المعدن ووضع المادة الثمينة من الذهب أو الفضة فيه وطريقة تثبيتها
وأشار مصطفى كامل إلى البعد البصرى والسمعى فى حرفة تكفيت المعادن من استلهام الزخارف وطريقة الحفر ووضع المعادن عن طريق نغمة دق معينة تميز بين محترف الصنعة والحديث بها حيث أن التناغم الزخرفى يعكس تناغم موسيقى يستشعره القريب والعاشق لهذه المهنة والمهددة بالانقراض فى ظل عدم وجود مدارس جديدة لتعليم الصنعة وعدم توافر الخامات وارتفاع أسعارها مع عدم التسويق الجيد لهذه المنتجات محليًا ودوليًا.
وعرض لنماذج من معادن مكفتة من مصر القديمة لتماثيل وجعارين وتمائم مكفتة بالذهب والفضة ونماذج مرصّعة بالأحجار الكريمة من القلائد والصدريات كما حرص المصرى القديم على استخدام واجهات المعابد والتى تعبر عن قوة الملك فى منتجات معدنية مختلفة.
وأشار مصطفى كامل إلى حسن استغلال المصرى القديم للأقزام ليكون لهم دورًا حيويًا فى الحياة لما تميزوا به من أنامل دقيقة فى صياغة الذهب وصناعة الحلى وعرض مناظر بها ميزان الذهب وعرض نماذج من شمعدانات وصوانى بالفنون الزخرفية المسيحية وأوانى من العصر الإسلامى مثل إبريق مروان بن محمد وكيف حوّل الفنان المصرى الفن إلى حركة إبداعية تبهر الناظرين وعرض مفتاح الكعبة المحفوظ بمتحف الفن الإسلامى ونماذج من مباخر ومقلمة وقنينات عطور وزخارف الخداع البصرى التى تظهر الزخارف وكأنها طيور أو كائنات.
وتجول مصطفى كامل بحكم مولده ونشأته بالدرب الأحمر وسوق السلاح والقلعة حيث تشرّب مفردات التراث والمنتجات التراثية منذ نعومة أظافره بين أرباب الصناعة العظام فى كل المواقع التراثية فى مصر ومنهم الحاج حسين عبد المقصود الذى قام بعمل أكبر صينية فى العالم تمثل كل مفردات الحضارة المصرية واستغرق عملها بواسطة فريق متكامل مدة 3 شهور وهى إعجاز فنى لفن التكفيت على المعادن لم يسبق عمله فى مصر ويشتهر حتى الآن
آل حسين بإنتاج المعادن المكفتة
ورصد منتجات الحاج هلال السمان والحاج بيومى وعرض فيديوهات لهم بورشهم الخاصة ليتعلم الأطفال عن قرب حرفة هامة قبل أن يجور عليها الزمن ووعد الأستاذة إيمان أحمد إبراهيم مدير قصر ثقافة عين حلوان باصطحاب أطفال القصر إلى زيارة هذه الورش.
وقد أشارت إيمان أحمد إبراهيم مدير قصر ثقافة عين حلوان النشطة والعاشقة لعملها إلى أنشطة القصر وقد تبنت فكرة توعية الأطفال بالمنطقة حول القصر والسمو بأفكارهم وتنمية مواهبهم والتى تلمس ثمرة هذا يومًا وراء يوم وهو مدى استجابة الأطفال والتفاعل مع انشطة المركز
وأوضحت إيمان أحمد إبراهيم أن قصر ثقافة عين حلوان الذى أنشىء منذ عام 2008 كمركز إشعاع حضارى يضم مكتبة عامة وفنون تشكيلية ومسابقات فى الرسم وتربية موسيقية وفرقة كورال للسمو بالروح والوجدان وجذب الصغار والكبار للمشاركة فى أنشطة القصر.
كما يضم القصر مكتبة عامة ونشاط تكنولوجيا وألعاب للأطفال ونادى الأدب وفرقة مسرحية تعد لعرض مسرحيتين، مسرحية المصحة ومسرحية "غيبوبة" المقتبسة من الأدب العالمى نص "فندق العلمين" وستعرض خلال أسابيع
كما يعقد بالقصر ندوتين شهريًا يحاضر بها خبراء وأساتذة متخصصين فى مجالات متعددة ويهتم القصر بتثقيف المرأة وتنمية مهاراتهن فى الأشغال الخاصة بهن .