عبقرية الحوار الحضارى، مشاريع وأفكار جديدة بمعهد حقوق حضارة
كتب د. عبد الرحيم ريحان
فى مدرسة حضارية حقيقية يتعلم منها الأجيال تشكّلت مساء أمس 22 مايو الجارى على مدى ثلاث ساعات ونصف سيمفونية من 14 عالم من تخصصات العمارة والآثار والتاريخ والسياحة والهندسة والفنون والزراعة وخبراء فى التخطيط البيئى والسياحة للحوار العلمى البنّاء بأفكار خارج الصندوق ومشاريع حضارية جديدة مع مؤسس ومتبنى مبادرة وحملة "حقوق حضارة لبناء حضارة" الدكتور أحمد راشد أستاذ العمارة بالجامعة البريطانية فى مصر ومؤسس معهد حقوق حضارة بالولايات المتحدة الأمريكية للاحتفال بيوم التراث العالمى فى حلقة نقاشية أون لاين من خلال معهد حقوق حضارة تحت عنوان " حقوق حضارة وحجر رشيد بين تواجده فى المتحف المغلق وعودته للمتحف المفتوح" وأدار الندوة الدكتور أحمد راشد مؤسس معهد حقوق حضارة بأمريكا.
وفى البداية ذكر الدكتور أحمد راشد الأسباب الوهية لرفض المتحف البريطانى عودة حجر رشيد وذلك للمجهود الذى بذلوه فى تجميع هذه القطع وكذلك وجود اضطرابات فى البلاد الأصلية لهذه الآثار مما يجعلها مهددة وهم الأكثر حرصًا على الآثار من أصحابها الأصليين كما يزعموا، كما يعتبرون أن الحجر لا علاقة له بمصر فهو يخص الحضارة اليونانية واكتشفه الفرنسيون وبالتالى فهو همزة حضارية بين مصر وأوروبا وهو موجود فى أوروبا الآن، والمتحف البريطانى يرصد مليارات لوضع رؤية مستقبلية لفكر الاستدامة وأنهم يعتمدون على رغبة الامتلاك فى رفض عودة الآثار
وأشار الدكتور أسامة النحاس خبير التراث بالإيسيسكو إلى سرقات الآثار عبر التاريخ منذ أن حمل أباطرة الرومان الآثار المصرية إلى بلادهم وأن الكثير من الآثار خرجت بالإهداء وبعضها بالتدليس وأن هناك مافيا دولية لسرقة وتهريب الآثار يستغلها الإرهابيون كمصادر تمويل لهم وطالب بآليات لوقف تهريب الآثار والاتجار غير المشروع فيها واستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة فى ذلك.
ونوهت الدكتورة عفاف بدران المعمارية والأستاذ المتفرغ بعدة جامعات إلى تعريف المتاحف بأنها مؤسسة غير ربحية والمتحف البريطانى يتربح المليارات من استغلال حجر رشيد وصنع مسنتسخات ومنتجات تعتمد على حجر رشيد وأن الآثار المصرية خارج بيئتها تتعرض لظروف مناخية مختلفة مما يعرضّها للتلف مثل مسلة واشنطن وأنه لا يوجد آثار غنائم حرب كما حدث فى حجر رشيد وانتقدت هدم المقابر فى مصر، وشرحت فكرة المتحف السلبى التى تقترح إنشاؤه فى سقارة يتضمن أشكال مفرّغة للقطع المنهوبة من مصر وحولها معلومات كاملة عن القطعة منذ اكتشافها حتى خروجها وشاشات عرض تعرض ذلك ودعوة كل دول العالم التى تعانى من سرقات ونهب الآثار لزيارته مجانًا.
وفجّرت الدكتورة مها الحلبى "حفيدة سليمان الحلبى" أستاذ الفنون التطبيقية قضية قديمة عن العثور على رفات جدها سليمان الحلبى أثناء الحفر لإنشاء قصر العينى الجديد وتنازلت العائلة عن الرفات للدولة وبعدها اختفت الرفات ولا تعرف العائلة عنها شىء حتى الآن كما عثر على وثائق مع الرفات اختفت معها كما عرضت فرنسا على العائلة حق الدخول إلى فرنسا ورفضت العائلة كما أشارت إلى أن هناك 170 طالب من طلبة الفنون اكتشفوا الاختلاف فى ترجمة حجر رشيد ويتشككون فى الترجمة المعروفة للحجر ويطالبون العلماء المصريين بإعادة ترجمته.
ودعى الخبير السياحى محمد عثمان إسماعيل رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية فى مصر والذى يعيش فى جبل القرنة الفنانيين لزيارة القرنة وكل من لهم حضور ونشاط لتنشيط السياحة وتنميتها إلى استضافتهم 15 يوم بالقرنة فى مبادرة التبادل الفنى بين الحضارت فى مشروع جسر الحضارة لعودة الفنانيين إلى جبل القرنة لإحياء الفن المصرى وأشاد بدفاع المصريين عن حضارتهم وطالب بالاستمرار فى ذلك لنذكر العالم دائمًا أننا أصحاب حقوق.
وطالب الدكتور حسام إسماعيل أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة عين شمس بتفعيل قوانين الملكية الفكرية لاسترداد الآثار وأشار إلى أهمية المقابر التاريخية التى يتم هدمها الآن وضرورة وقف أعمال الهدم.
وأشارت الدكتورة داليا السواردى أستاذ العمارة والحفاظ على التراث بجامعة الملك سلمان بشرم الشيخ إلى ضرورة الاهتمام بالأطفال ونشر الوعى بين كل شعب مصر وعمل مقررات بسيطة للتلاميذ تتضمن الآثار وتبسيط القوانين المتعلقة بها.
وعرض المهندس إسلام عادل تجربته كمؤسس لمتحف الشرق متحف افتراضى لتحويل مقررات التاريخ بالمدارس من مقررات جافة إلى مقررات محبوبة لديهم بإدخالهم لهذه المواقع ومعايشتهم لها وقد أنشأ قاعات افتراضية لكل متاحف مصر بعدة لغات بمجهودات ذاتية مع دعم من وزارة التخطيط وأكاديمية البحث العلمى والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى وكان يتوقع أول الجهات الداعمة هى وزارة السياحة والآثار وهذا لم يحدث.
وطالب بأن يكون تصوير الفيديو فى المتاحف والمواقع الأثرية للشباب الراغب فى تنشيط السياحة عبر السوشيال ميديا مجانًا لأن الشباب بلجأون لعمل فيديوهات تنشيطية لآثار خارج مصر للعوائق التى تضعها وزارة السياحة والآثار لتصوير الفيديو والتى تصل إلى مبالغ فوق طاقة الشباب فهم ليسوا منتجين أو رجال أعمال بل عاشقين لبلدهم مما تخسر معه زخم كبير من الشباب الذى لديه طاقات كبيرة يمكن الاستفادة منها ووعد بعمل قاعة افتراضية عن حجر رشيد والحكاية كاملة وحياة سليمان الحلبي.
وتحدّث الدكتور محمد حلمى المستشار الهندسى بجامعة أسيوط رئيس لجنة الحفاظ على التراث المعمارى بأسيوط عن مشروع رائد بجامعة أسيوط وهو "مشروع شارع الحضارة" بهدف تنمية الانتماء بين أبناء محافظة تتميز بالتنوع الثقافى والمنتجات التراثية المتفرّدة والمشروع هو متحف مفتوح داخل أسوار الجامعة بتخصيص شارع خاص مكشوف للجمهور ويطل على مدينة الطلبة وسيمثل هذا الشارع شارعًا تراثيًا فى التصميم ويشتمل على موقع للحرف التراثية والآثار والتراث وشاشات عرض كبرى وأنشطة ترفيهية بحيث يتفاعل المرتاد للمكان مع الثقافة بشكل مباشر.
وأوضح الدكتور بكر مراد أستاذ التخطيط البيئى بالولايات المتحدة الأمريكية والمهتم بالتنمية السياحية فى مصر أن أمريكا البالغ عمرها 300 سنة فقط تحولت بالكامل إلى متاحف ومزارات لدرجة أن أحد المواقع كان مقلبًا للقمامة تم استغلال القمامة فى عمل منازل منها ومنتجات وأصبح من المزارات الهامة.
وأشار إلى أن الإبداع هو من سيعيد لنا حجر رشيد وآثارنا المنهوبة والذى يتمثل فى إعداد البيئة والمناخ المناسب الجاذب للسياحة وإعداد الإنسان الذى سيستقبل السياح ومن الممكن أن يتحول كل شبر فى مصر إلى موقع سياحى وموقع متميز.
وطرح الدكتور محمد خليل تساؤل هل المطلوب تنمية وتطوير موقع اكتشاف حجر رشيد أولًا لنستعيد الحجر أم أن عودة الحجر ستساهم فى تطوير الموقع؟
وأشار الدكتور ريحان إلى طرحه مذكرة علمية قانونية متكاملة من خلال حملة الدفاع عن الحضارة المصرية التى تتميز بالعمل العلمى الموثق وذلك وفق الرؤية القانونية للدكتور محمد عطية المستشار القانونى للحملة مدرس ترميم وصيانى الآثار بكلية الآثار جامعة القاهرة وباحث دكتوراه فى القانون الدولى وقدم نسخة من هذه المذكرة إلى أحد أعضاء مجلس النواب بناءً على طلبه لطرحها بالمجلس.
كما قدّم مشروعًا متكاملًا لتطوير المنطقة حول قلعة رشيد وهى المنطقة المستهدفة أولًا يشمل إنشاء مجتمع خادم للسياحة يتضمن مراكز معلومات – بوتيكات لبيع المنتجات التراثية المرتبطة برشيد والتى تصنّع خصيصًا لها تشمل اكسسورات وتى شيرتات وشنط وهدايا عليها حجر رشيد وأسواق ومطاعم وكافتيريات وحدائق عامة وإنشاء ورش تدريب على المنتجات التراثية وإنشاء مدينة حرفية متكاملة وتجميل وتشجير المنطقة ووضع علامات ولوحات إرشادية.
وطالب باستكمال مشروع تطوير رشيد الذى توقف منذ 2011 والتى كانت تقوم عليه اللجنة العليا لتطوير رشيد برئاسة وزير الآثار وعضوية محافظ البحيرة ورئيس الهيئة العامة للتخطيط العمراني وممثلى وزارات السياحة، والأوقاف، والإسكان والبيئة، والثقافة، والتخطيط، والتنمية المحلية وهيئة الرقابة الإدارية.
ونوه الدكتور قاسم ذكى أستاذ الوراثة بزراعة المنيا صاحب كتاب " مأساة نفرتيتى وأخواتها" إلى ضرورة تنبيه المصريين لأهمية حضارتهم ونشر الوعى بقيمة الحضارة المصرية.
وتحدّثت الدكتورة عبير عنتر عن أحدث اكتشافات بمنطقة مير بأسيوط ومشروع المتحف البريطانى بتل شطب بأسيوط الذى يعتمد على المحور الأثرى والمحور الميدانى بالربط بين الآثار والمجتمع حولها بنشر حملات توعية بين شباب القرية وعمل لقاءات مع كبار السن عن أهمية وتاريخ قريتهم والتركيز على مساكن القرية البسيطة وأهميتها من الناحية المعمارية وكجزء من هوية أهلها مما شجّع الأهالى على الحفاظ عليها بعد أن اعتزموا هدمها لبناء مساكن عصرية وعقد دورات لتأهيل أهل القرية للعمل مرشدين سياحيين لقريتهم.
وأشار الدكتور ريحان أن هذه الفكرة تم طرحها من خلال اتحاد المرشدين السياحيين العرب واعلن عنها بصفته المستشار الإعلامى للاتحاد منذ سنوات وهى عقد دورات تدريبية لسكان مدينة سانت كاترين القائمين بالعمل السياحى والإرشاد بالفعل وذلك لتأهيلهم للحصول على رخصة الإرشاد.
وأوضح الآثارى محمد حمادة مؤسس ورئيس فريق أحفاد الحضارة المصرية دور الفريق فى نشر الوعى الأثرى والتنبيه بأهمية وقيمة الحضارة المصرية وتنظيم رحلات مجانية للمتاحف والمواقع الأثرية
وعرضت الباحثة نيرة أحمد جلال المتخصصة فى الملكية الفكرية حقوق الملكية الفكرية فى مصر من خلال عرض بوربوينت والذى سنفرد له موضوعًا خاص.