recent
أخبار ساخنة

رحلة الخليل إبراهيم إلى مصر

الصفحة الرئيسية

 رحلة الخليل إبراهيم إلى مصر




كتب د. عبد الرحيم ريحان

دراسة جديدة للمهندس محمد عبد الرازق جويلي باحث في الإعجاز التاريخي في القرآن والسنة عن رحلة الخليل إبراهيم إلى مصر والذى توصل بالحساب الفلكى  وحساب السنين إلى أن الخليل إبراهيم عليه السلام ولد في سنة ١٧٣٠ ق . م. وهو ذلك الحساب الذي توصل منه إلى زمن خسف قوم لوط في سنة ١٦٣١ ق . م. وهو نفس العام الذي أنجب فيه سيدنا إسحاق تقريباً عندما كان عمر الخليل إبراهيم نحو ١٠٠ عام وهو الذي تتطابق إلى حد كبير مع نتائج الكربون المشع لموقع تل الحمام بالأردن الذي شاهد جانبًا من تلك الأحداث


ويشير المهندس محمد عبد الرازق جويلي إلى أنه توصل بالحسابات الفلكية وحساب السنين إلى أن الخليل إبراهيم دخل مصر سنة ١٦٥٥ ق. م. أي في عصر الاضمحلال الثاني في زمن الأسرة الثالثة عشر التي استمرت في الحكم بدايةً من عام 1803 حتى 1649 قبل الميلاد أو الأسرة الرابعة عشر ذات الأصول الكنعانية أو الأسرة الخامسة عشر من الهكسوس التي حكمت مصر السفلى من أفاريس لنحو ١٠٠ عام وقد اختلفت التقديرات بين المراجع التاريخية حول فترات حكم تلك الأسر الثلاثة التي كانت تحكم في الدلتا حتى تجود علينا الأرض المصرية بالمزيد من الآثار التي تصحح تلك الفترات.


ولنأخذ زمن حكم الهكسوس لمصر كمثال على هذه الاختلافات ففي حين يرى الدكتور رمضان عبده أن فترة حكم الهكسوس لمصر هي (١٦٧٥- ١٥٦٧ ق. م) على جانب آخر يرى دكتور أحمد فخري أنها من ١٦٦٠ أو ١٦٥٠ حتي ١٥٦٠ أو ١٥٤١ ق. م.، بينما الدكتور سليم حسن أن الهكسوس حكموا في أرض الدلتا في حوالي عام ١٧٣٠ ق. م.


وهذه المدد التي اختلف فيها المؤرخون والمراجع التاريخية تطرح فروقات زمنية تصل اإلى ٨٠ عامًا فيما بينها مما يجعل زمن دخول الخليل إبراهيم إلى مصر في سنة ١٦٥٥ ق. م. قد عاصر أحد الأسر الثالثة عشر أو الرابعة عشر  أو الخامسة عشر


ويرجح  المهندس محمد عبد الرازق جويلي أن السيدة هاجر المصرية كانت أميرة لأحد حكام الأسرة الرابعة عشر، وعندما رحل الخليل إبراهيم مع زوجته سارة الي مصر بحثًا عن الطعام لهم ولمواشيهم وهربًا من الجفاف والجوع الذي أصاب الأرض المقدسة وقتئذ (تك ١٢: ١٠) ولكنه علم أن هناك خطرًا سيواجه زوجته من حاكم مصر وقتئذ فحدث ما رواه البخاري عن اأبو هريرة فيما قاله رسول الله ﷺ


بيْنَا هو ذَاتَ يَومٍ وسَارَةُ، إذْ أَتَى علَى جَبَّارٍ مِنَ الجَبَابِرَةِ، فقِيلَ له: إنَّ هَاهُنَا رَجُلًا معهُ امْرَأَةٌ مِن أَحْسَنِ النَّاسِ، فأرْسَلَ إلَيْهِ فَسَأَلَهُ عَنْهَا، فَقالَ: مَن هذِه؟ قالَ: أُخْتِي، فأتَى سَارَةَ قالَ: يا سَارَةُ، ليسَ علَى وجْهِ الأرْضِ مُؤْمِنٌ غيرِي وغَيْرَكِ، وإنَّ هذا سَأَلَنِي فأخْبَرْتُهُ أنَّكِ أُخْتِي، فلا تُكَذِّبِينِي، فأرْسَلَ إلَيْهَا، فَلَمَّا دَخَلَتْ عليه ذَهَبَ يَتَنَاوَلُهَا بيَدِهِ فَأُخِذَ، فَقالَ: ادْعِي اللَّهَ لي ولَا أَضُرُّكِ، فَدَعَتِ اللَّهَ فَأُطْلِقَ، ثُمَّ تَنَاوَلَهَا الثَّانِيَةَ، فَأُخِذَ مِثْلَهَا أَوْ أَشَدَّ، فَقالَ: ادْعِي اللَّهَ لي ولَا أَضُرُّكِ، فَدَعَتْ فَأُطْلِقَ، فَدَعَا بَعْضَ حَجَبَتِهِ، فَقالَ: إنَّكُمْ لَمْ تَأْتُونِي بإنْسَانٍ، إنَّما أَتَيْتُمُونِي بشيطَانٍ! فأخْدَمَهَا هَاجَرَ، فأتَتْهُ وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، فأوْمَأَ بيَدِهِ: مَهْيَا، قالَتْ: رَدَّ اللَّهُ كَيْدَ الكَافِرِ -أَوِ الفَاجِرِ- في نَحْرِهِ، وأَخْدَمَ هَاجَرَ. قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: تِلكَ أُمُّكُمْ يا بَنِي مَاءِ السَّمَاءِ


قول الرسول : "وأَخْدَمَ هَاجَرَ" = اهداها هاجر


وقول ابو هريرة يعني : ان ُ هيَ أمُّكمْ أيُّها العربُ؛


السيدة هاجر المصرية


يشير المهندس محمد عبد الرازق جويلي إلى اختلاف الباحثين حول معنى اسم السيدة  هاجر المصرية، حيث ورد في قاموس الكتاب المقدس (بالإنجليزية: Hagar)‏ (بالعبرية: הָגָר) (باليونانية: Ἄγαρ)‏ اسم سامي معناه «هجرة»، بينما أشار اللاهوتي الألماني مانفريد غورغ إلى أن اسم هاجر أتى من الكلمة المصرية القديمة (ẖkrt njswt) أي «الزوجة الثانية للملك»


وذكر ابن كثير أنها كانت أميرة وعندما أراد فرعون سوءًا بسارة دعت الله فشلت يداه، فقال فرعون إدعي ربك أن يشفي يداي وعاهدها أن لا يمسها، ففعلت فشفى الله يديه، فأهدى إليها الأميرة القبطية المصرية التي اسمها هاجر إكراماً لها وليس خادمة كما يدعى اليهود في كتبهم، فآثرت سارة أن يتزوجها إبراهيم لأنها كانت تعلم أن إبراهيم كان يريد أن يكون له ذرية فتزوجها وهكذا حقق الله دعوة إبراهيم وحملت هاجر «فبشرناه بغلام حليم»، وهو نبى الله إسماعيل. عليه السلام


ويقول الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف عميد كلية السياحة والفنادق بجامعة المنصورة، مساعد وزير الآثار السابق عن قرية الفرما الواقعة شرق بورسعيد  "يقال إنها القرية التي كانت تنحدر منها السيدة هاجر أم إسماعيل ابن النبي إبراهيم عليهما السلام"


ونحن اذا ما راجعنا التاريخ القديم لقرية الفرما في مصر القديمة نجد أنها كانت مصب فرع النيل البيولوزي بما يجعلنا نتصور أنها ربما كانت الملاذ الذي كان يبحث عنه الخليل إبراهيم وسارة بعدما خرجا من الأرض المقدسة بعد موسم الجفاف بحثًا عن الماء والطعام.، قالوا عنها إنها مدينة مباركة، لأنها البلدة التى كانت منها السيدة هاجر أم إسماعيل ابن إبراهيم عليهما السلام


وللفرما قصة طريفة ذكرها المؤرخ ابن دقماق فى القرن 9 هـ/ 15م أنها بلدة قديمة كانت عامرة، إلى أن أغار الفرنجة عليها فى رجب سنة 545هـ/ أكتوبر 1150مفأحرقوها وأخربوها ونهبوا أهلها.


وقيل كان بها أبواب كثيرة من حجارة شرقى حصنها قيل إن هذه الأبواب هى التى قال بشأنها يعقوب عليه السلام لبنيه بسم الله الرحمن الرحيم (يابنى لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة) سورة يوسف آية 67


وبعد الفتح الإسلامى لمصر هاجرت كثير من القبائل العربية إليها ومن القبائل التى استقرت فى مدينة الفرما قبيلة لخم وجذام وبعض أبناء قضاعة.


وأفاضت علينا المصادر والمراجع التاريخية بكثير من المعلومات عن مدينة الفرما، وذكر ياقوت الحموى فى القرن 7 هـ/ 13م فى معجم البلدان "أن الفرما مدينة على ساحل البحر"، وأهلها من القبط وبعضهم من العرب وأكثر متاجرهم فى النوى والشعير والعلف لكثرة اجتياز القوافل بهم.


وبناءً على ذلك يرجح المهندس محمد عبد الرازق جويلي أن قرية فارما ( Pelusium) هي موطن رأس السيدة المصرية هاجر وذلك للاسباب والفوائد الآتية :


١- أنها تقع في مكان بوابة مصر الخضراء من جهة الشرق غزيرة الآثار وعريقة بكل حضارات مصر القديمة في كل العصور وجاء عن طريقها الخليل إبراهيم وزوجته سارة إلى مصر هربًا من الجوع وجفاف الأض المقدسة الذي أصابه ومواشيه في سنة ١٦٥٥ ق. م.


ووصل الخليل إبراهيم إلى أول ربوع مصر الخضراء حيث الطعام لهما والكلأ لمواشيهما عند مصب أول فروع النيل السبعة وهو فرع النيل البيلوزي الذي كان يصب في البحر المتوسط عند مكان قرية الفرما


2- أن هناك أملًا في تحقيق الكشف عن سبب لجوء الخليل إبراهيم إلى مصر مع زوجته سارة قد يتفق مع ما جاء بالحديث النبوي المذكور والقصة التوراتية من كشف أثرى بواسطة عالمي الأثار (كيم ريهولت) و (مانفريد بيتيك) في أواخر الأسرة الرابعة عشر حيث قالا "بعد فترة قصيرة جدًا من حكم Nehesy ، يتفق معظم العلماء - بما في ذلك (كيم ريهولت) و (مانفريد بيتيك) على أن منطقة الدلتا تعرضت لمجاعة مطولة وربما وباء استمر حتى نهاية الأسرة الرابعة عشرة فلربما الكشف عن طبيعة تلك المجاعة وأماكن إصابتها للارض المصرية والكنعانية تتطابق مع  تلك القصة النبوية


3- ان الله قد وعد الخليل ابراهيم باسحاق ويعقوب في حياته فقال تعالى: "وَوَهَبۡنَا لَهُۥٓ إِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَۚ" الأنعام ٨٤ وبشر زوجته سارة في حياتها بهما حيث قال تعالى: "وَٱمۡرَأَتُهُۥ قَآئِمَةٞ فَضَحِكَتۡ فَبَشَّرۡنَٰهَا بِإِسۡحَٰقَ وَمِن وَرَآءِ إِسۡحَٰقَ يَعۡقُوبَ * قَالَتۡ يَٰوَيۡلَتَىٰٓ ءَأَلِدُ وَأَنَا۠ عَجُوزٞ وَهَٰذَا بَعۡلِي شَيۡخًاۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٌ عَجِيبٞ "هود ٧١ و ٧٢


وجاء كل ذلك بالتفصيل فيما يبدو أن الخليل إبراهيم الذي عاش بين ١٧٥ إلى ٢٠٠ عام ، فيبدو أنه لما عاصر حفيده يعقوب عليه السلام الذي ولد عندما كان عمر إبراهيم نحو ١٦٠ عام (تك ١٧ : ١٧- ١٩) و (تك ٢٥: ٢٦) فعاصر إبراهيم حفيده نحو ١٥ : ٤٠ سنة وعاشت أمه سارة حتى عمر ١٢٧ عام (تك ٢٣: ١) فيجعلها قد عاصرت حفيدها يعقوب أكثر من ١٥ سنة فيما يبدو أن ايهما أو كلاهما (نبى الله إبراهيم والسيدة سارة) قد قصا عليه مكمن الخطورة في مدخل مصر عند مكان قرية الفارما الأمر الذي جعل نبي الله يعقوب يقول لبنيه عندما يدخلوا منها :"وَقَالَ يَٰبَنِيَّ لَا تَدۡخُلُواْ مِنۢ بَابٖ وَٰحِدٖ وَٱدۡخُلُواْ مِنۡ أَبۡوَٰبٖ مُّتَفَرِّقَةٖۖ " يوسف ٦٧ حيث كانت قرية فارما كما تقدم ذكره الأمر الذي جعل سيدنا يعقوب يقضي حاجة في نفسه حيث قال تعالى: " إِلَّا حَاجَةٗ فِي نَفۡسِ يَعۡقُوبَ قَضَىٰهَاۚ وَإِنَّهُۥ لَذُو عِلۡمٖ لِّمَا عَلَّمۡنَٰهُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ " يوسف ٦٨  والله اعلم.


4-  لما حكم يوسف عليه السلام مصر بالحكمة والعلم مع مليكها وأشاع الأمن و الامان للداخلين إليها من أجل الميرة بعد ذلك في السنوات العجاف فأمّن مداخلها فقال لأبيه يعقوب وامه واخوته " وَقَالَ ٱدۡخُلُواْ مِصۡرَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ " يوسف ٩٩


اما عن قصة هاجر في الإسلام :


وقد ولدت السيدة هاجر نبى الله إسماعيل عندما كان نبى الله إبراهيم في السادسة والثمانين من العمر (أي في سنة ١٦٤٥ ق . م. بحسابنا الفلكي) ، وسارة (٧٦ عامًا) بعدما بلغت سن اليأس من الإنجاب، وأمر الله خليله إبراهيم أن يخرج بإسماعيل وأمه هاجر إلى مكة وتلك قصة أخرى.

google-playkhamsatmostaqltradentX