الدفاع عن الحضارة تطالب محافظة البحيرة بإزالة النصب الذى يشوه مدينة رشيد
كتب د. عبد الرحيم ريحان
فى إطار مبادىء حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان رصدت الحملة اليوم قيام أحد رجال الأعمال ببناء نصب تذكاري بالمدخل الجنوبي لمدينة رشيد التاريخية شمال قرية الجدية، وهذا النصب التذكاري عبارة عن قاعدة مربعة يعلوها بناء منشوري الشكل يعلوه صاري وذلك وفقًا للتقرير العلمى بالصورة الذى أرسله للحملة عالم الآثار الإسلامية الدكتور محمود درويش أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآداب جامعة المنيا وصاحب المؤلفات العديدة عن تاريخ وآثار مدينة رشيد
وأشار الدكتور محمود درويش إلى أن هذا النصب يمثل استفزازًا لمشاعر كل مصري واستهانة بتاريخ وعظمة تراث رشيد التاريخي والحربي والمعماري.
وأنه تم تجاهل الفنانين والمعماريين والمصممين البارعين برشيد، حيث خرج علينا أحد الهواة بهذا التصميم المسخ ليتوسط أحد ميادين المدينة فى موقع شهد الانتصار المصري العظيم لأبناء رشيد على جيش الإمبراطورية البريطانية
وأضاف الدكتور محمود درويش أن المسئولين برشيد أوضحوا أن هذا الشكل سوف ينفذ من محاكاة التصميم لتاريخ رشيد الحضاري والأثري كنوع من المشاركة المجتمعية من قبل أحد أبناء مركز رشيد ماديًا
ونوه إلى أن هذا الشكل لا يمثل محاكاة تاريخ رشيد الحضاري والأثري بأى شكل من الأشكال، وليس من حق صاحب المشاركة المجتمعية أو حتى الرسمية أو أي شخص مهما كانت صفته أن يفعل ما يشاء في مدخل مدينة ذات طرز معمارية يقدرها العالم كله ولم نجد رائحة لها في هذا التصميم الغريب وأن هذا غير مقبول خاصة بمدينة رشيد العظيمة التي تضارع أعظم مدن الدنيا تاريخًا وتراثًا وهذا غير قابل للجدل أو النقاش .
وأكد الدكتور محمود درويش أن الموقع المزمع إقامة إقامة النصب به هو الحد الجنوبي لتلال أبو مندور الأثرية المسجلة في عداد الآثار الإسلامية منذ عام 1987، وحيث أن تلال أبو مندور التي تقع في جنوبي مدينة رشيد، هي بقايا مدينة بولبتين التي كانت مدينة مزدهرة في عصر مصر القديمة، وكان بها معبد كبير (معبد بولبتينوم) الذي كان يضم نسخة من القرار الذي أصدره مجمع الكهنة للملك بطليموس الخامس عام 196ق.م (حجر رشيد)، الذي اكتشفه الفرنسيون في قلعة قايتباي، ولكنها بدأت في الاضمحلال بعد بناء الإسكندرية وتحول التجـارة إلى الفرع الكانوبي، واستمرت تمثل نطاقًا مسيحيًا حتى الفتح الإسلامى لمصر، وقد كانت نواة إنشاء المدينة الإسلامية (رشيد) التي تمتد في الشمال وينسب اسم التلال إلى العارف بالله "محمد أبو مندور" الذي أقيم مسجده على شاطئ النيل شرقًا
كما أن هذه المنطقة والتي تمتد من مسجد العباسي شمالًا وقرية الجدية جنوبًا هي ميدان المعركة التي وقعت في إبريل 1807 بين أبناء رشيد والجيش البريطاني والتي استطاع فيها أبناء رشيد سحق الجيش البريطاني وأوقعوا به هزيمة نكراء سجلها التاريخ بحروف من نور، كما دارت في هذه المنطقة رحى المعركة الحاسمة بين الجيش البريطاني وأبناء رشيد الذي رووا بدمائهم رمال هذه المنطقة عندما احتل الإنجليز تلال أبو مندور وركّبوا عليها المدافع ليضربوا رشيد بالقنابل وعسكر معظم الجيش غربي رشيد وجنوبيها وأخذ يحاصرها في 17 أبريل ويضربها بالمدافع إلّا أن أهالي رشيد استطاعوا أن يقهروا جيش الامبراطورية البريطانية في معركة سجلها التاريخ، وصارت ذكراها عيدًا قوميًا لمحافظة البحيرة.
ومن هذا المنطلق تطالب حملة الدفاع عن الحضارة المصرية الدكتورة نهال بلبع نائب محافظ البحيرة بإصدار تعليمات بإزالة هذا المسخ والتشويه لمعالم المدينة والتوجيه للمسؤولين عن تجميل المدينة بوضع اللمسات الجمالية والرؤية البصرية للمدينة تحت إشراف الجهاز القومى للتنسيق الحضارى المنشأ بقرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 37 لسنة 2001 والذى يعمل وفق قانون رقم 119 لسنة 2008 ومن مهامه طبقًا للمادة 27 للفصل الأول من الباب الثانى " الأعمال التى تحقق القيم الجمالية والحضارية للشكل الخارجى للأبنية والفراغات العمرانية والأثرية وأسس النسيج البصرى لكافة المناطق الحضرية بالدولة والطابع المعمارى والعمرانى مع الحفاظ على مواقع وعناصر البيئة الطبيعية.
ومن مشروعات تنسيق الموقع الأعمال التى توضع أو تثبت أو تنشأ أو تزرع فى الطرق والميادين والشوارع والحدائق والفراغات العامة، أوعلى جوانبها لأغراض وظيفية أو جمالية مثل أعمدة الإضاءة والمقاعد وسلال المهملات والنافورات والأشجار والنباتات والإعلانات واللافتات.
ويمكن لمحافظة البحيرة طلب إشراف الجهاز القومى للتنسيق الحضارى على أعمال الرؤية البصرية فى ضوء المادة 30 ونصها "يجوز للجهاز القيام بإعداد مشروع تنسيق حضارى للتطوير والارتقاء بمناطق معينة والإشراف على تنفيذه وأن يتقاضى مقابلًا لهذا العمل يحدده مجلس إدارة الجهاز، وذلك بالاتفاق مع الجهة صاحبة المشروع، ويكون المقابل الذى يتم تقاضيه ضمن موارده".