فضائل مصر في القرآن والسنة
كتب د. عبد الرحيم ريحان
تتميز مصر بالعديد من الفضائل فى القرآن والسنة يحدّثنا عنها اليوم الدكتور إسماعيل حامد إسماعيل الباحث فى التاريخ والحضارة الإسلامية مشيرًا إلى أن مصر وردت في القرآن الكريم في خمسة مواضع باسمها صراحة "وَقَالَ الذي اشتراه مِن مِّصْرَ" يوسف 21، "قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ" الزخرف 51، "أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا" يونس 87|، "اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ" البقرة 61
كما وردت في أكثر من أربعين موضعًا مجازًا، أو باسم إحدى بقاعها الشريفة أو احدى مدنها أو جبالها أو أنهارها، ويوجد بها الوادي المقدس طوى والبقعة المباركة، ومصر أكثر دولة ورد اسمها في التوراة والإنجيل والقرآن، حيث وردت في التوراة وحدها قرابة الألف مرة باسمها وفي وصف مصر تقول التوراة (كجنة الرب كأرض مصر) وفي الإنجيل (مبارك شعبي مصر) وبمصر سكن الكثير من الأنبياء ودفنوا بأرضها المباركة
وحسب بعض المصادر سكن مصر أكثر من عشرين نبيًا منهم (إدريس وإبراهيم وإسماعيل ويعقوب ويوسف والأسباط وشعيب والمسيح وسليمان وارميا ولوط والياس عليهم السلام) وقيل دانيال ولقمان ... وغيرهم كثيرون
وأقام بمصر آلاف الصحابة والتابعين وكبار العلماء والأئمة، ودعا لها النبي يوسف بالأمن الأمان "ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ" يوسف 99
وكانت بمصر أول قبلة على الأرض قبل بيت المقدس "وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً" يونس 87
ونوه الدكتور إسماعيل حامد إسماعيل إلى أن مصر هي خزائن الله في الأرض قال النبي يوسف لملك مصر "قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ" يوسف 55، وبمصر نزل أول طعام من السماء للبشر لموسى وقومه وهو المن والسلوى
وتحدث القرآن عن الصالحين من المصريين فى مصر القديمة "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" التحريم 11
وتحدث القرآن عن الرجل الصالح مؤمن آل فرعون الذي نصر موسى وآمن به
وقال بعض المفسرين كان نبيًا رسولًا ، ومن مصر المراة الصالحة (ماشطة بنت فرعون) التي شم النبي ريحها الطيب في الجنة في رحلة المعراج، وتحدث القرآن عن زوجة العزيز/قيل زليخة وإيمانها بيوسف رغم كل ما حدث ثم تزوجت منه وأنجبت له ولدين
وتحدث القرآن عن المصريين من سحرة فرعون الذين آمنوا بموسى وكانوا بالآلاف " فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ" الشعراء 46 وهذا يؤكد أن التوحيد كان موجودًا فى مصر القديمة
وفي حديث (الإسراء والمعراج ) شاهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعة أنهار أصلها من الجنة منها نهران ظاهران هما نهر النيل والفرات، وفي (صحيح مسلم/باب توصية النبي بأهل مصر) قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه (استوصوا بأهل مصر خيرًا فإن لهم ذمة ورحما)، وتزوج الأنبياء من مصر منهم أنبياء الله إدريس وإبراهيم وإسماعيل ويوسف وموسى وسليمان ومحمد صلى الله عليه وسلم
وبأرض مصر نزل أول وحي من السماء وبمصر نزل أول كتاب من السماء لموسى لهداية الناس وهو (التوراة)، وبأرض مصر وعلى (جبل سيناء) تجلى الله تعالى لموسى وكلمه وصار موسى بفضلها (كليم الله ) في أرض سيناء
وعلى جبل سيناء يأمر الله عيسى عليه السلام أن يعتصم بهذا الجبل والمؤمنون في الأرض أيام فتنة يأجوج ومأجوج، وهذا الجبل رفعه الله لموسى وقومه كأنه ظلة "وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" الأعراف 171
وإلى مصر جاء السيد المسيح طفلًا وأمه البتول السيدة مريم مطاردين من ملك اليهود وتربى المسيح بها حتى مات هذا الملك الطاغية وهو قول الله تعالى "وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ" المؤمنون 50
والسيدة هاجر زوج النبي إبراهيم و أم إسماعيل هي (جدة العرب) وأمهم كانت امرأة صالحة من أرض مصر، ومارية القبطية المرأة الوحيدة التي تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم من خارج أرض الحجاز والوحيدة التي أنجبت مع السيدة خديجة
ومارية أم إبراهيم و كانت من نساء مصر وبفضلهما أوصى النبي بأهل لمصر لأن لهم ذمة (مارية) ورحمًا (هاجر)
وقال نوح عليه السلام في دعائه لمصر ولحفيده
(مصرايم) جد المصريين ( اللهم بارك فيه وفي ذريته وأسكنه الأرض المباركة التي هي أم البلاد وغوث العباد واجعل نهرها أفضل أنهار الدنيا واجعل فيها أفضل البركات ) ومن هذا الدعاء أصل لقب أم الدنيا أو أم البلاد، ومصر هي التي حمت الإسلام والمسلمين من غزوات الصليبيين على يد حاكم مصر صلاح الدين الأيوبي، وحمت مصر الإسلام من خطر المغول على يد حاكم مصر السلطان سيف الدين قطز