السر وراء الرقم ( 7 ) رحلة في تاريخ الحضارات والديانات لاكتشاف أسرارها المذهلة
السر وراء الرقم ( 7 )
كتبت - دكتورة ميرنا القاضي
الباحثة في علم المصريات والشرق الأدنى
يعتبر الرقم 7 من أكثر الأرقام انتشاراً في الحضارات والديانات المختلفة، حيث يحمل دلالات ومعاني مختلفة تعكس الأمور الغريبة التي تحيط برقم 7،التي لم يحمل رقم من الأرقام الرمزية كماحملها الرقم 7 في مختلف العصور الإنسانية. فهذا الرقم خواص كثيرة فاقت كل الأعداد لأنه كان رمز الأمر الكامل واسع الأفق عميق المعاني، لعب دوراً مهماً في السحر والمعتقدات الدينية. إنه الرقم الذي يغري، انه استثنائي وذو شمولية.
إنه عدد التمام لأنه تام لا يتجزأ. إنه الرقم الأعظم، له قوى عظيمة، وأعظم قوة يمثل كل ما هو عظيم وكبير في الحياة. يمثل الكفاية والإملاء والكثرة والوفرة والكيلة والكمال. الرقم العجيب والأعجوبة. المميز والمكرم إنه كمال الرقم. عدد لا ينقسم على ذاته، عدد كامل يساوي مجموع أجزائه، عدد خال من الحركة ,عدد عذروي .
منذ آلاف السنين، فالقدماء آمنو بأنه يحكم ايقاع الحياة و أنه رمز للكمال، و الأديان السماوية التي ارتبطت به بصورة مذهلة لا يمكن تجاهلها
وأيضاً ظهر الرقم 7 بكثرة في المعتقدات والميثولوجيا القديمة، إذ اعتاد الأقدمون على الحديث عن البحار السبعة وعن السبعة الأرواح التي يمتلكها القط وعن النجمة السباعية التي ترمز لإله الشمس عند السومريين والبابليين.
هذا الرقم العجيب المميز، والذي أراه مفضلا على سائر الأرقام ولهذا يبحث الكثير عن السر وراء رقم 7..الرقم الذي يحمل سراً عظيماً منذ تاريخ البشرية.
وفي هذا المقال، سوف نستكشف دور الرقم 7 في بعض الحضارات والديانات المختلفة، حيث سنبحث عن مدى تأثيره على ثقافاتها وطقوسها.
كذلك، سنستكشف دوره في تاريخ الأديان والحضارات لرقم 7 المفعم بالأسرار، والذي يتميز بمكانة خاصة عند أصحاب الحضارات القديمة، وآمنت كثير من الشعوب القديمة به بوصفه رقمًا مقدسًا، واعتبروه رمزًا للكمال، وهو أيضًا حاضر بشكل لافت في الديانات الإبراهيمية.
ففي العقائد المندائية القديمة، ظهر الرقم 7 في الاعتقاد الشائع بأن روح المتوفى تمرُّ بسبع بوابات لتطهيرها قبيل الخلود.
وفي اليهودية:يعد الشمعدان أو ما يعرف بـ«المينوراه» رمزًا من الرموز القومية والدينية المقدسة لدى شعب إسرائيل، وهو عبارة عن درع مجزأ إلى سبعة فروع حاملة للشموع، وكان اليهود يحتفلون باليوم السابع للعبادة، وبالسنة السابعة، وكانت أعياد الفطير والمظال سبعة أيام، وكانت الذبائح فيها سبعة, وكان الدم يرش على المذبح في يوم الكفارة سبع مرات.
كما ذُكر في العهد القديم أنه قد حَذر الله نوح قبل الطوفان، ثم أنزل المطر بعد سبعة أيام، وبعد سبعة أيام من الطوفان أرسل نوح الغراب والحمامة.
الرقم سبعة في المسيحية
الأسرار السبعة المقدسة «سر المعمودية، سر الميرون، سر الأفخارستيا، سر التوبة والاعتراف
سر مسحة المرضى، سر الزيجة، سر الكهنوت» والخطايا السبع المميتة «الشراهة، الكسل
الغرور، الشهوة، الغضب، الانتقام، الحسد».
وتؤمن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بأن هذه الأسرار لازمة تماما للكنيسة العامة وبعضها لازم لجميع المؤمنين للخلاص، كما يشير رقم 7 إلى الذبائح الخمسة في العهد القديم، مضاف إليهم العصفورين اللذان كان يقدمهما الأبرص للتطهير.
وفي العهد الجديد سؤال القديس بطرس الرسول للسيد المسيح عن مدى الغفران للآخرين قال: «هل إلى سبع مرات»، فكان رد السيد المسيح له المجد «لا أقول لكَ إلى سبع مرات، بل إلى سبعين مرة سبع مرات». (متى 18: 22).
الرقم 7 في الإسلام
فيُحدِّثنا القرآن الكريم ذكر عدد السموات بأنه سبعة والأراضين أيضا سبعة، كما أن أيات سورة الفاتحة سبعة، وحديث النبي أن الله سيظل في ظله يوم القيامة سبعة، وتتكون لفظة التوحيد
(لا إله إلا الله محمد رسول الله) من سبع كلمات. وفرائض الحج وواجباته سبعة، ويطوف المسلم حول الكعبة سبعة أشواط، ويسعى بين الصفا والمروة سبعة أيضا، وفي النهاية يرمي الجمرات على سبع دفعات، كل دفعة سبع جمرات.
وفى حلم فرعون الذى فسره يوسف كان عدد البقرات سبع، وعدد السنابل سبعة.
يأمر الرسول بالصلاة عند سن السابعة.
تكبيرات العيدين 7 في الأولى.
وتكرر ذكره في القرآن :
{أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً} {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ
يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ}، { وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ
سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً}.
اذا لا يمكن اعتبار الرقم سبعة، مثل أي رقم آخر كونه يمتلك خصوصية أدركتها ايضا الحضارات القديمة واعتبرته رقما يرمز إلى الكمال، وآمنت بهذا الاعتقاد شعوب الشرق الأقصى، مثلما آمنت به شعوب ما بين النهرين والمصريين القدماء والإغريق، واعتبروه رقما مقدسا، كما نسبوه إلى الشمس وقوى النور.
اما الإغريقيون القدماء أسموه بالرقم المثالي ايضا لأنه عبارة عن مجموع أضلاع المثلث (3)
و المربع (4) اللذان يعتبران من الأشكال الرياضية المثالية.
أن أقدم ظهور للرقم سبعة كان من خلال المدونات السومرية/ البابلية المختلفة في القصائد والملاحم والأساطير التي تعتبر غنيةً بهذا العدد فلا يكاد نص إلا ونجد السبعة تتخلله على سبيل المثال المعابد السبعة والوحوش السبعة والعاصفة ذات الرياح السبعة و البحار السبعة و الأبواب السبعة للجحيم و حكماء السماء السبعة Apkallu وهم رسل يستخدمهم الإله لنقل المعلومات غالباً ما كانوا يظهرون برأس طائر واجنحة و أحياناً يرتدون زي السمك،وفي قصة الفيضان لملحمة جلجامش الآشورية-البابلية استمرت العاصفة لمدة سبعة ليالي وستة أيام وفي اليوم السابع إرسل حمامة للبحث عن اليابسة.
وكان الرقم 7 هو الرمز المصري لأفكار الكمال والمثالية والإيجابية أو التأثير.لقد تم استخدام سبعة آلاف برميل من الجعة الحمراء لخداع سخمت كي تكف عن قتل البشر في قصة رع وغضبه على البشر ورغبته في إبادتهم.
وكان يحرس الإلهة إيزيس في رحلتها للبحث عن أجزاء جسد زوجها أوزوريس سبعة عقارب.
دامت المجاعة لسبع سنين
الحد الأدنى الذي فاض به النيل حتى تنتهي المجاعة كان سبعة أذرع والحد الأقصى كان ثمانية وعشرين (سبعة مضاعفة لأربعة أمثالها)
مزق الإله ست جسد أخيه أوزوريس لـ 14 قطعة أي سبعة مكررة مرتين.
رمز المياة (حرف النون) يحتوي سبعة تعرجات
رمز الذهب (نوب) يحوي سبعة أشواك تحته إذا ذكرت رقم 7 فى الحياة المصرية القديمة، فربما عليك التفكير فى مجموعة مكونة من 7 أشياء
العدد هرم سقارة المُدرج سبعُ درجات.
أيامُ الخلق سبعة.
سلّم الصعود إلى عرش الإله سبعة.
رقم سبعة رمز الأبدية لدى المصريين القدماء
حفل تسمية يقام للأطفال في اليوم السابع
ولهذا علي خطي الأجداد قد اختيار يوم 7/ 7 للاحتفال تحديدًا عن غيره من الأيام طبقًا للعادات والتقاليد الخاصة بأهل النوبة، منذ قديم الأزللحبهم وتفاؤلهم الشديد بهذا الرقم أصبح عيدًا لهم بعدما اعتمدته منظمة اليونسيكو يوما عالميا للنوبة.
ويعرف رقم 7 برمز الخير والعطاء والتضحية لدى النوبيين، “المولود بيتخطي عليه 7 خطوات، ونزول الطفل المولود لمياه النيل في اليوم السابع لميلاده، وغيرها من الأمور التي تخص العادات والتقاليد النوبية والتي لم تتغير حتى الآن.
حقيقه الرقم "7"لغز يثير التفكير والتأمل خاصة وأن له سيرة حياة تاريخية طويلة منذ عهد العقل الخرافي في الحضارات القديمة؛ لكن مما لا شك فيه أنه رقم له دور كبير في التركيب الكوني الإلهي المعُجز، فالله تعالى خالق كل شيء؛ ومعجزة الكون تتجلى في دقة إبداع خلقه فهو القائل في محكم التنزيل:
{وخلق كُلَّ شيْءٍ فَقَدَّرَهُ تقْدِيرًا}
خلق الله تعالى الكون في ستة أيام وفي اليوم السابع على العرش استوى.
7 يظلهم الله بظله يوم القيامة.
عدد مرات الطواف حول الكعبة 7
عدد مرات السعي 7
سورة الفاتحة أهم سور القرآن الكريم
عدد آياتها 7
عدد مرات المشي للحجاج في الصفا والمروة أثناء أداء فريضة الحج والعمرة 7.
أُمرَ سيدنا نوح بإحضار سبعة أزواج من كل حيوان إلى الفلك.
أيام الأسبوع 7
ألون الطيف للمطر 7.
يعرف العالم البحار 7 .
7 أنواع اساسية من النجوم.
تهاجر الطيور بسرب على شكل 7
في الفلك 7 كواكب تم رصدهم
الجنين في بطن أمه لا يكتمل نموه إلا في الشهر السابع.
هناك 7 حواس للإنسان حاسة السمع، البصر، الشم، اللمس، الذوق، حاسة إدراك الزمن، حاسة إدراك الوضع في المكان.
عدد أبواب الجحيم سبعة.
دورة القمر حول الأرض 28 يوماً و هي مجموع 7+7+7+7.
عدد قارات العالم 7 قارات.
عجائب الدنيا بسبعة
إن فهم دور هذا الرقم في ثقافات مختلفة يساعد على فهم أكبر لتطور هذه الحضارات والديانات
ويمكن أن يساعد في توضيح العلاقات بينها.
لذلك، فإن دراسة هذا الموضوع تعد مهمة للغاية
وتستحق الاهتمام والبحث المستمر.

