اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الحقد الحضاري وراء التشكيك في أصول الحضارة المصرية

 الحقد الحضاري وراء التشكيك في أصول الحضارة المصرية





كتب د. عبد الرحيم ريحان


تعودنا على التشكيك في أصول الحضارة المصرية ليس من الأجانب فقط بل من غير المتخصصين من المصريين وقد خرج علينا أحد المحامين عام 2010 ليصدر كتابًا تحت عنوان "الفراعنة لصوص حضارة" ما زالت أفكاره تتناقلها المواقع واليوتيوب حتى الآن والذى إدّعى أن المصريين القدماء سرقوا حضارة قوم عاد الموجودة بمصر ونسبوها لأنفسهم وكانت من ضمن حججه تمثال أبو الهول مدعيًا أنه كان مغطى بالرمال وقت اكتشافه، مما يعنى أن هناك رياح عاصفة غطته بالرمال وهو نفس أسلوب عقاب قوم عاد وبالتالي فقوم عاد هم بناة الحضارة المصرية كما يدعّى وقد سرقها منهم قدماء المصريين، هذا بالإضافة إلى الادعاءات بكائنات فضائية أو شعوب أخرى قامت ببناء الأهرامات وأبو الهول وهذا ناتج عن حقد حضاري على الحضارة المصرية القديمة.





وبخصوص تمثال أبو الهول نؤكد أنه لا علاقة له بقوم عاد ولا نبي الله إدريس وكل الادعاءات بأن أحد ملوك الفرعنة هو نبي من الأنبياء مثل ادعاءات أن إخناتون نبى الله موسى أو شطحات وخرافات عن مومياء معينة هي لنبي الله يوسف وغيرها من التخاريف لزوم الشهرة فلا أساس علمي لها بالمرة.



إختلف المؤرخون في أصل أبوالهول وأن فكرة اتخاذ الأسد عنصرًا أساسيا في تكوين شكل أبوالهول للتعبيرعن القوة بدأت في مصر منذ عصر ما قبل الأسرات، واتخذه ملوك وحكام المقاطعات رمزًا للتعبير عن الحاكم القوى ونسب أبو الهول إلى الاسم المصري القديم جوجون أي مبعث الرعب وبوهول أي مكان المعبود هول، وأقدم اسم أطلق على أبوالهول وهو روتى المرتبط بإله الشمس الذي رمز له بصورة أسد رابض وفي الدولة الوسطى أطلق عليه شسب عنخ أي التمثال الحي، وهو ما نقله هيرودوت إلى اليونانية باسم سفنكس الذي انتشر بهذا الاسم في جميع اللغات، وصنع أبوالهول الموجود في الجيزة الملك خع إف رع - خفرع 2625- 2600 قبل الميلاد ليتحدى به كهنة عين شمس.





وصنع معظم ملوك الدولة الحديثة لأنفسهم تماثيل على شكل أبوالهول ووضعوها أمام معابدهم لحراستها، ثم انتقلت فكرة أو عقيدة أبوالهول ورمزه إلى مختلف البلاد الآسيوية واليونان وروما في عصور الهكسوس وبابل وآشور، وأصبح لكل منها طابع مميز واختلف الرأس الآدمي فيها فعبر عنه كهنة آمون في "طيبة" الأقصر برأس كبش والذي انتقل بدوره إلى البابليين والآشوريين أو رأس امرأة، كما ظهر في اليونان وروما بعدها ظهر فى تماثيل ملكات مصر مثل تي وحتشبسوت ونفرتاري.






بناة الأهرامات

ونؤكد أن قدماء المصريين هم بناة الأهرامات وبناة كل حضارتهم أول حضارة علمت العالم الكتابة والطب والهندسة وغيرها من العلوم.



وقد عثر على بردية قديمة في وادي الجرف، كشفت الكثير عن كيفية بناء هرم خوفو، أكبر الأهرامات المصرية وظل حتى العصور الوسطى أكبر هيكل صنعه الإنسان على الأرض وذكرت البردية أحد المشرفين على فريق يضم 40 من العمال المشاركين في بناء هرم خوفو، شرح فيها أنه تم بناء سدود ضخمة لتحويل مجري ماء النيل باتجاه قناة متجهة إلى موقع بناء الهرم، من منطقة طرة إلى منطقة الجيزة سارت في تلك القناة قوارب خاصة لنقل الأحجار.



أوضحت البردية أن آلاف العمال، بالاستعانة بمعماريين ومهندسين رفيعي المستوى للإشراف على البناء نقلوا 170 ألف طن من الأحجار الجيرية عبر نهر النيل بقوارب خشبية ربطت مع بعضها بالحبال، ثم سارت في شبكة قنوات وصلت إلى قاعدة الهرم.



وإن العالم الأثري، مارك ليهنر، اكتشف دليلًا على وجود مجرى مائي تحت هضبة الجيزة، وقال إن العلماء حددوا حوض القناة الرئيسية التي يعتقد أنها كانت منطقة تسليم الأحجار الأولية في هضبة الجيزة.



وهناك علماء أجلّاء اكتشفوا مدينة العمال الذين بنوا الأهرامات، وهناك باحث فرنسي اكتشف ميناء خوفو بوادي الجرف على الساحل الغربي لخليج السويس، وجد به وثائق كامله لبناء الهرم الاكبر تمثل مجموعة من البرديات أكدت أن المصريين هم بناة الأهرامات، وأن الهرم لم يُبنى بالسخرة، وذكرت كميات التعيين اليومي، وكميات الطعام التى كانت تأتي للعمال، وكيفية نقل الأحجار من المحاجر.



ونشير إلى بعض الحقائق الأثرية التى لا تقبل الشك وهى أن الملك خوفو هو أول من أمّن العمال ضد البطالة في التاريخ واتسم عصره بأنه أزهى عصور الدولة القديمة، وقد استفاد من أوقات البطالة البعيدة عن موسم الحصاد والرى والزراعة، وهى مواسم العمل في مصر القديمة، ليقوم العمال بأعمال قومية عظيمة وأعمال إنتاجية ساهمت في الازدهار الاقتصادى في كل مناحى الحياة

الملكة كليوباترا.



وبخصوص ما أثير مؤرخًا عن مسلسل نتفليكس الوثائقي Queen Cleopatra، وتصوير كليوباترا ببشرة سوداء إنه من واجبنا جميعاً الدفاع عن حضارتنا بكل قوة والرد علي الشائعات والتصدي لأي محاولة سرقة أو تزييف لتاريخ مصر العظيم.



أوضح الآثارى محمد حمادة مؤسس فريق أحفاد الحضارة المصرية لنشر الوعى الأثرى فى ربوع مصر أن المصريين القدماء كانوا أصحاب بشرة قوقازية وقمحاوية ليسوا أصحاب بشرة سوداء واتضح ذلك في التماثيل والجداريات وفي بعض مقتنيات الملك توت عنخ آمون وكان يتم تصوير أسرى الحروب فقط بالبشرة السمراء وهم تحت الأقدام وتم تصوير ذلك فى مقتنيات توت عنخ آمون أسفل العصا وفى الحذاء.





أمّا العرق الأسود فى مصر القديمة لم يظهر سوي في الأسرة الخامسة والعشرين عام 788 ق.م وحكموا مصر لعدة سنوات وهي أسرة مصرية قديمة نشأت في كوش في نباتا ثم غزوا وسيطروا على مصر تحت قيادة پيي (المعروف باسم بعنخي من قبل) وملوك الأسرة الخامسة والعشرين حكموا لنحو ثلاثٍ وسبعين سنة في مصر من 744 ق.م. حتى 671 ق.م.، والأسرة الخامسة والعشرون لم يكن لها صلة بالحضارة المصرية القديمة إطلاقًا بدليل أن المباني في هذة الفترة كانت تلال وليست أهرامات أو ما شابهه في الحضارة المصرية .



وتابع الآثارى محمد حمادة  بأنه في عام 2017 أجري معهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري في توبينغن بألمانيا دراسات بإجراء تسلسل الحمض النووي علي دراسة 83 مومياء في منطقة أبو صير بالفيوم وأكدت الدراسة إن المصريين القدماء أصحاب بشرة قوقازية .



وأيضاً الملكة كليوباترا نفسها فهي من أصول مقدونية والمعروف أن النساء في الأصول المقدونة شقراوات، وهناك عملات تم العثور عليها داخل معبد تابوزيريس ماجنا غرب مدينة الإسكندرية في رحلة البحث عن مقبرة كليوباترا لم نجد بها أي سمات سمراء، كما أن النقش الوحيد للملكة كليوباترا مع نجلها قيصرون علي واجهة معبد حتحور في دندرة لا يوجد به أي سمات لأصحاب البشرة السوداء.

google-playkhamsatmostaqltradent