" إلى أن نلتقي "
بقلم الكاتبة / منال خليل
- كل شيء جميل معك
التنزه بالحديقة والإتكاء على الشجر
سماع الموسيقى وعناق أيادينا في الطرقات ...
مداعبة الزهرات على جانبي طريق نهايته أنت
العدو خلف الأحلام التي لن تحدث
قميصك المعلق على الشماعة ومعطف المطر
رائحتك التي مازالت عالقة بالوسادة
هناك علبة سجائر فضية ومطفأة على الطاولة المستديرة بجانب فراشك ... بها بقية من أعقاب سجائر
- على منضدة المطبخ بجانب النافذة المغلقة هناك كوب شاي فارغ إلا من آثار فمك وفنجان القهوة وبعض من أوراقك ... مدون عليها رحيل الأمنيات
- كل شيء كان ومازال ... جميل معك
حتى هذا التراب وذاك الحجر .....
- كل التفاصيل بالبيت نواطق بحضورك وإن غاب وصَمت الجسد
- كل شئ جميل معك، عدا ذلك القفل وهذا الباب الحديدي، الذي يحاول أن يفصل بيننا ولكن روحينا تخطوا تلك الماديات ... رغم قسوتها
- كل شئ جميل معك، يفوح بعطر المحبة والشوق ...
عدا تلك الدموع الجارحة ككسر الزجاج والتي أحارب أن أبقيها رهينة عيني حتى لا ازعجك
- كل شئ جميل معك، حتى الرهبة والضعف الذي أصاب قلبي وروحي المرتجفة
- أمس كان يوما قاسيا جداً ... لقاء جائر فقدت فيه كل شئ دفعة واحدة
لقاء كاشف، عاري الحقيقة أو ملئ بكل الحقيقة
- عندك .... أرى الحياة بحجمها وقيمتها الحقيقية والممتلئة بالزيف
- عندك ... تنقشع كل الغواشي عن القلب والروح وتتجلى البصيرة عن أصل وكل الغوالي
- عندك فقط وفي الوقت الأستثنائي الذي أقضيه معك،
أفكر فيما مضى والمعنى الصحيح لما هو آت
في تلك المحطة القصيرة وطريق المرور
وكيف يكون لنا العبور !!!!
- عندما ندرك أنها مجرد محطة في مسار الترحال..
أحمل على ظهري حقيبة السفر على أن تكون جاهزة بكل الإجابات على أسئلة ذلك الاختبار المسمى بالحياة
هنا ندرك أن كل هذا العدو والرغبة في امتلاك كل الأشياء وتلك الحروب والمجازر بلا معنى ولا قيمة
فنكف عن إهدار الوقت والنفس في كل الأمكنة ، ومع كل أحد ...
- عندما ندرك قيمة الوقت المسموح لنا في هذه الحياة
فنكف عن إهدار ما تبقى منها في أي شي ومع أي شخص
- أيا العزيز، أمس مضى بكل هذة المعرفة
و اليوم شعرت بأنني واضحة أمام نفسي وبأني في حاجة للكثير من الأشياء بجانب حقيبة ظهري ... كي أعبر من تلك المحطة او لكي أتعايش في فترة العبور
- اليوم وجدتني أيضاً أتمنى وفي حاجة لأن نتبادل الأدوار وأن أتوسْد انا قلبك قليلاً ..
أن أتناول معك فنجان القهوة وقطعة من الشيكولاتة
- أيا العزيز، اليوم تمنياتي لم تفارقني رغم البعاد و إفتراق الطرق
مهما أخذتك مني الغيوم والسحابات وجرفتك الأمواج .. - أعلم بأنك ستعود وسنعود،
لربما ستفتقد العناق وذلك العِراك، لربنا ستفتقد قُبلة السماح وهدنة السلام وتأتي ..
- سأحلم بتلك العودة سأحلم بضحكة عيناك ولحظة الضمة ورائحة السلام
وحتى ذلك اللقاء لك أن تطمئن بأنك لن تغيب عن مدى الروح أبداً
وبأن قلبي لك دوماً الأرض عندما ترغب في طَي كل الطرقات هرباً لتحتمي بصدري،
سيكون صدري هو المرفأ
ستكون روحي هي البوصلة إن ضللت يوماً أو خذلك الطريق ...
فضوء حبي ونياط قلبي وصوت الطيور بالسماء همُ السبيل ...
فقط لأني لا أستطيع الذهاب معك في تلك الرحلة بعد .