recent
أخبار ساخنة

توظيف الآثار له أصول

 توظيف الآثار له أصول





كتب - د . عبد الرحيم ريحان


نشر موقع طلاب كليات الآثار على الفيسبوك صورتين لقاعة فى حرم السلطان حسن قيل أنها قاعة أفراح، وبناءً عليه توجه حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان سؤالًا إلى وزارة السياحة والآثار هل هذه القاعة ستكون مخصصة لكتب الكتاب فقط دون حدوث ضجيج وما يصاحب الأفرح من استخدام سماعات عالية وأضواء تؤثر على الآثار؟ غير أن طبيعة الأفراح نفسها تتنافى مع حرمة ووقار موقع للآثار الإسلامية، فإذا كانت الإجابة بأنها قاعة أفراح بالمعنى المتعارف عليه فإن حملة الدفاع عن الحضارة ترفض هذا وتطالب بإزالتها.



ونوضح أن الآثار الإسلامية يمكن توظيفها كبيت للفنون والآداب، قاعات مؤتمرات وندوات تؤجر بالساعة، بيت للموسيقى العربية مثل قصر بشتاك بشارع المعز لدين الله الفاطمى، مسرح لعرض الفنون المسرحية التراثية والاحتفالات فى المناسبات الوطنية والدينية وعرض الفنون الشعبية خاصة فى ليالى رمضان مثل قصر الغورى وقصر الأمير طاز، فنادق تراثية لها طبيعة خاصة فى شكل الحجرات والمطاعم والسرفيس والخدمة ويمكن تحويل قصر الأمير محمد على بالمنيل إلى فندق تراثى عالمى وهناك فنادق لها شهرة عالمية كانت قصورًا تاريخية تستقبل رؤساء الجمهوريات فى اليونان وفندق ماريوت فى مصر، ويجب أن يكون النشاط متوافق مع طبيعة الأثر سواءً كان أثر مصرى قديم أو يونانى وروماني 

أو مسيحى أو إسلامي.



وبخصوص الفنون والموسيقى عامة فى حرم الآثار وليس داخل الأثر هى نوع من الدعاية المستحبة للآثار بشرط أن تكون مرتبطة بطبيعة الأثر وطبيعة المحافظة الموجود بها الأثر فمثلًا فى أسوان تقدم فنون ورقصات النوبة الشهيرة فى العالم كله وفى الأقصر تقدم فنون ورقصات التحطيب والمسجلة تراث عالمى لامادى باليونسكو والرقصات الشعبية المرتبطة بالأقصر ومحافظة قنا كلها وقد عبّر عنها بشكل مبهر فيلم غرام فى الكرنك وقدمت فرقة رضا مجموعة رقصات وأغانى خالدة بخلود هذه الآثار وما زالت أغانيه ورقصاته مشهورة حتى الآن.



وفى مدن القناة تقدم رقصات وموسيقى البامبوطية وفى سيناء الفنون البدوية بكل أشكالها وفى مطروح الموسيقى والأغانى المميزة لها والذى جسدها على حميدة والكثيرون من مطربى المنطقة وهكذا تكون الفنون مرتبطة بالمنطقة.





كما يشترط أن تكون مرتبطة بطبيعة الأثر فلو كانت آثار مصرية قديمة تقدم فنون أوبرالية كما حدث فى أوبرا عايدة وفنون وموسيقى مصرية قديمة والتى ظهرت فى احتفالات افتتاح طريق الكباش وعشقها المصريون وبدأ بعض الفنانيين المشهورين فى إحياء هذا الفن وغيره ولو آثار مسيحية تكون الفنون مرتبطة بالاحتفالات الخاصة والموالد المرتبطة بمسار العائلة المقدسة والمسجلة تراث عالمى لامادى باليونسكو وفى الآثار الإسلامية تقدم الأغانى الشعبية والمسرحيات المرتبطة بشهر رمضان والحج وتقدم المأكولات والمشروبات المرتبطة بذلك.



يأتي إلينا السياح من شتى بلاد العالم  من أجل ثقافتنا وعاداتنا وتقالينا وليست ثقافته وهو الأكثر عشقًا للحضارة والثقافة المصرية ولكن ما يحدث من ضجيج وموسيقى غربية مهما كان العائد منها فهى نوع من التلوث الثقافى والسمعى والبصرى الذى يتنافى مع الأثر واحترام خصوصيته كما يقلل من احترام العالم لتراثنا وآثارنا ولا تبهرنا إشغالات الفنادق لأننا لم نجرّب عرض ثقافتنا وفنوننا لنرى كم العائد منها واكتفينا بالفنون الصاخبة التى تسئء إلينا وإلى حضارتنا.



وترفض الحملة كل مظاهر التلوث السمعى والبصرى والموسيقى الصاخبة داخل 

أو فى حرم المواقع الأثرية لتأثيراتها السلبية على الأثر من الأضواء والضجيج

وكيف لنا أن ننتهك حرمة آثارنا فى الوقت الذى يتعامل معها كل جنسيات العالم باعتبارها حرمًا مقدسًا.

google-playkhamsatmostaqltradentX