recent
أخبار ساخنة

اعادة التدوير رئة جديدة لحماية كوكب الارض من الاختناق

اعادة التدوير رئة جديدة لحماية كوكب الارض من الاختناق
 
 

 
بقلم - أشرف أيوب سيدهم 

 
يُعبّر مصطلح تدوير المخلفات عن إعادة تصنيع النفايات، وصناعة منتجات أخرى بدلاً من استعمال موادَّ خامٍ جديدة، بحيثُ يتمّ جمعُ النفايات، وتجهيزها ثمّ معالجتها لتصبحَ منتجاً جديداً يُطرح مرّة أخرى في الأسواق، ومن أكثر المواد شيوعاً العلب المعدنية، والزجاج، والورق، والخشب واللدائن، كما تُساعد عملية إعادة تدوير المخلفات في تقليل كمية النفايات في المدافن، والتقليل من تلوث الهواء، وتنقسمُ عملية تدوير المخلفات إلى قسمين: 
التدوير الداخلي، وهو الأكثر شهرة في المصانع بحيثُ تتمّ إعادة تدوير المخلفات الناتجة من عملية التصنيع بحدّ ذاتها، مثل جمع القطع النحاسية الناتجة من عملية تصنيع أنابيب النحاس، وإعادة صهرها وصناعة أنابيبَ نحاسية مرّة أخرى، أمّا عن التدوير الخارجي، فيمثل عمليةَ جمع النفايات البالية، مثل الصحف، والعلب المعدنية، وغيرها، ثمّ معالجتها لصناعة منتج جديد. أنواع تدوير المخلفات تبدأُ عمليةُ إعادة التدوير بجمع المخلفات من أماكن رمي النفايات في الطرق، ثمّ يتمّ نقلُها إلى أماكن إعادة التدوير، لمعالجتها
أهمية إعادة التدوير للإنسان والمجتمع تعود فائدة إعادة التدوير على الإنسان والمجتمع من خلال ما يأتي التقليل من أضرار حرق النفايات فالتخلّص من النفايات عن طريق حرقها يُولّد جزيئات مُلوِّثة ورماد ما بعد الاحتراق الذي يحتوي عادةً على عدّة معادن ثقيلة تؤثّر سلبًا على الإنسان، إذ إنّ إعادة تدويرالنفايات تُخفّف من حدّة هذه الأمور، وتُحسّن من جودة المياه والهواء الحفاظ على الموارد الطبيعية تُساعد إعادة التدوير على إدارة الموارد الطبيعية، مثل: المواد المعدنية، والمياه، بشكل مستدام، كي تستفيد منها الأجيال القادمة، فهي تمنع إهدار مخزون الموارد الطبيعية دون داعٍ، وذلك من خلال الاستفادة الكليّة من المنتجات التي يتمّ الحصول عليها من الموارد الطبيعية التقليل من تبعات الصناعة يحتاج تصنيع المواد الخام والمنتجات من الصفر قدرًا كبيرًا من الطاقة، إضافةًَ إلى الأضرار الناتجة عن التلوث، مثل: تجمّع الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، على عكس إعادة التدوير التي تحتاج إلى كميات طاقة مُنخفضة لا تُلوّث البيئة، ممّا يُوفر على الإنسان الوقت، والقوة العاملة والمصادر اللازمة لمعالجة التلوث الحدّ من الأضرار الصحية يعتقد العلماء أنّ المادة الكيميائية المسبّبة لاضطرابات الغدد الصماء والموجودة في بعض المخلّفات البلاستيكية، والتي تصل بسبب سوء إدارة النفايات إلى الكائنات البحرية في المحيطات، وتتغذّى عليها وتتراكم بيولوجي داخلها تُسبّب في رفع معدلات وفيات هذه الكائنات، كما ينتقل تأثيرها إلى أعلى السلسلة الغذائية لتصل للإنسان، ممّا يُسبّب له العديد من المشكلات الصحية والأمراض تعزيز الاقتصاد إنّ ازدهار مجال إعادة التدوير يخلق فُرص عمل لمئات الآلاف من الأفراد برواتب ممتازة .



كما أنّه وسيلة لجذب اهتمام العديد من الشركات التي تعتمد على إعادة تدوير بعض المواد التي تستخدمها في مُنتجاتها، وتوفير دخل جيّد، نتيجة بيع المواد المُعاد تدويرها بالإضافة إلى انخفاض تكلفة المنتجات المصنّعة من مواد معاد تدويرها، كما أنّ التخلّص من المواد المعاد تدويرها أوفر وأسهل على المجتمعات من التخلص من النفايات العامة، إلى جانب أنه يحدّ من تكلفة مكبّات النفايات الحدّ من نزوح المجتمعات يُؤدي زيادة الطلب على المواد الخام إلى زيادة تصنيعها والبحث عنها وبالتالي تلويث الأنهار وإتلاف الأراضي خلال عمليات البحث والتصنيع لتلك المواد، وقدّ تُضطر المجتمعات الفقيرة أو تلك التي تعيش في الغابات وعند ضفاف الأنهار لترك مأواها، بسبب ما حصل لأراضيها من دمار.تعزيز التنمية المجتمعية وذلك من خلال جعل تقليل النفايات أولويةً لنمو المجتمع، عن طريق تُوفير المجتمعات لبرامج إعادة التدوير، ودعم الصناعات المُستدامة التي تعتمد على المواد المُعاد تدويرها لإنشاء المنتجات، فإعادة التدوير عنصر مهم لإيجاد مجتمع مُتماسك.

 

 
 
مخاطر حالية وتهديدات قادمة
في مارس 2018، شهد العالم تجمع هائل لأكثر من 79 ألف طن من البلاستيك غطت مساحة 1.6 مليون كيلومتر مربع في المحيط الهادئ حسب دراسة "ساينتفيك ريبورتس"، وهي مساحة أكبر 400% من حجم دولة مثل ألمانيا.


وحسب دراسة أجرتها مجلة "لانسيت" الطبية، هناك أكثر من 9 ملايين شخص يموتون كل عام بسبب التلوث والأبخرة السامة الناتجة عن النفايات بأنواعها.
وأشارت الدراسة إلى أن 6.5 مليون شخص ماتوا بسبب أمراض القلب والسكتات الدماغية وسرطان الرئة ومشاكل الجهاز التنفسي الأخرى الناتجة عن التلوث بشكل رئيسي .


وتتنوع المخاطر الصحية لسوء إدارة النفايات بين أمراض تصيب الأطفال والأمراض المعوية، مثل الكوليرا والتهابات العين والجلد، ومشاكل الصحة التنفسية الحادة، وتوقف نمو الأطفال، بالإضافة لإتاحة بيئة خصبة للكائنات المسببة للأمراض وانتشار الأمراض المعدية، وفقاً لتقرير مؤسسة "Waste-aid" البريطانية المعنية بالبيئة.


وفي دراسة لمنظمة الصحة العالمية، يموت نحو 1.7 مليون طفل تحت سن الخامسة، لأسباب تتعلق بالتلوث البيئي، مضيفة أن الدول الفقيرة والمتوسطة الدخل هي الأكثر تأثراً بنسب الوفيات العالية، إذ يبلغ عدد الوفيات نحو 7.3 مليون حالة سنوياً، أغلبها بسبب التلوث البيئي الذي تعاني منه تلك الدول، خاصة دول جنوب شرق آسيا ودول غرب المحيط الهادئ.


ويعتبر التلوث الناتج عن سوء إدارة النفايات السبب الرئيسي في تهديد صحة المليارات من الكائنات الحية وليس البشر فقط، فضلاً عن تهديد النظام الإيكولوجية للأرض، حسب تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.



وفي تحذيرات من البرنامج الأممي، ذكر التقرير أن تلوث الهواء سيزداد بنسبة 50% بحلول عام 2050، كما توقع تقرير آخر للبرنامج صادر مطلع العام الماضي
 أن التلوث الكيميائي الناتج عن النفايات الإلكترونية والصناعات الكيمائية سيتضاعف بحلول عام 2030، إن لم تتخذ الحكومات خطوات جادة نحو التعامل مع تلك الكوارث البيئية.
google-playkhamsatmostaqltradentX