recent
أخبار ساخنة

سميحة عبد الكريم عاصي ... تكتب "هااا هنا ميزان المحبة "

 هااا هنا ميزان المحبة...





بقلم : سميحة عبد الكريم عاصي


من الجماليات وأعظم النعم شخص يصونك عن تمزيق نفسك لوماً وتأنيباً، بل يسبقك إليك فهماً وأحتواء، يصونك من مسامير الوسوسة التي تنبت في رقة قلبك.


أن يضعك في دعائه، أن تكون محور سجوده، أن تدخل في ثنايا الدعوات

 أو يذكرك لسانٌ فرقت بينكما المسافات

  وسرقت منكما اللحظات.



والجلال في أن يلهم الله قلب أحدهم داعيًا لك وهو لا يعرفك، إنما يعرف منك الأثر  يدعو لك كأنك منه، جزءٌ عظيمٌ لا ينفصل،لا يعلم عنك إلا خطاك، سبحان الذي جعل من الدعاء محبات، ومن السجود أسرار فيا ربّ «اجعلني مباركاً أينما كُنت»



ما أجمل أن تُحب من جمعتكَ بها شُغوف الفكر والدين، ما أجمل أن تنصحها بالتقوى وتدُلك هي على العفاف في كل صراحةٍ وقوة، ما أجمل أن تسيرا إلى الله بتعاليمه فالأرض دار بلاء واختبار فالحبيبة الحقة تقود محبوبها لأفق السماء وتربطه بلغة الوحي وتحثه على التوق إلى الله.



ما أرفع أن يجتمع قلبك بأنثى طاهرة لا تمدك إلا بالنصح ولا تهديك إلا سبيل الراشد، أنثى قوية روحها رقيقة الطبع لطيفة المجلس واسعةُ الفكر همها البحثُ عن سعادتك وغايتها رضى الله.



لقد وصف الحب الحقيقي أنه "حب أفعالٍ لا حب أقوال" وأفضل طريقة للتعبير عن الحب الحقيقي أن تبرهن على مشاعرك بالأفعال والسلوك لا بالكلام فقط على الرغم من أهمية التعبير اللفظي عن المشاعر وأن تحب الشريك كما هو: عندما يحاول الشريك تغيير شريكه فهو في أزمة حقيقية، لأن حبه للشريك في هذه الحالة منقوص ومشروط الحب الحقيقي هو أن تتقبل الطرف الآخر كما عرفته وكما هو، وأن تحب جوهره الذي لا يمكن تغييره، وألا تحاول تغييره.



تحدثنا كثيراً، عن الحب في حين أننا لا نعرف عنه شيئاً، فالمُحب لا يشارك شعوره إلا مع من ذاق مرارة الهوى وحلاوته، وجرَّبَ ويلاته ولذَّاته، فالحب مصدره سامي فهو في أشدِ مصداقيته تتكسرُ أمامه حواجز المادة وتنهار أمامه بنية المصلحة الذاتية.



والحب في التصور القرآني إنما هو شعور روحين أنهما من الله وإليه فهو التقاء على تقوى الله والعفاف وصون النفس البشرية عن التخبط في الشهوات، فيبدو أن الحب في التصوّر القرآني له بُعد أعمق في تربة الإنسان، إنه نفحةٌ من الله يجب أن تدركها أرواحُ المتحابين وهو من هنا أكبر من التقاء جسدي ظاهري فهو هنا تضحية وبذل وصبر على الزلات والأخطاء، وهذه الروح في التصور القرآني لابد أن تكون متبادلة.



دعوني الآن أسألكم ما هو الحب ؟ هل هو قوة ؟ وإن كان كذلك، فهل هو قوة أقوى

 من الحياة والموت، وأعلى من السماء وأعمق من البحر كما يقول البعض ؟ 

أم هل الحب إحترام ؟ وعندئذٍ فلا سبيل إلى مزجه بالخوف.

google-playkhamsatmostaqltradentX