اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

المصرى القديم عرف الطب الوقائي واستخلص العقاقير

 المصرى القديم عرف الطب الوقائي واستخلص العقاقير





كتب - د . عبد الرحيم ريحان


أكدت دراسة أثرية للدكتورة هناء سعد الطنطاوي الآثارية بوزارة السياحة والآثار معرفة المصرى القديم للطب الوقائى

استعان المصرى القديم بالعلاج الطبي (العقاقير) والعلاج الروحي (الإيمان) وهي ما عرفت باسم (الرقى والتعاويذ السحرية)، فسمى ما لا يراه من الفيروسات باسم (العفاريت)، فمن ضمن ما قال في تلك الحالة (تعويذه لطرد التي في رأسي وفي رقبتي وفي كتفي وفي لحمي، وفي جسمي هذا وفي أعضائي).



وتتضمن بردية إيبرس رقم 763 ذكر لأعراض الزكام، حيث ربط الطبيب المصري القديم بين هذا المرض وآلام الجسم، وتأثيره على الأنف والعينين وأن الحضارة اليونانية بحثت أكثر حول دور البرد، وقالوا أن سببه هو عدم التوازن بين السوائل التي تخرج من الفم والأنف وهو ما يسبب البرد، وكان العلاج بتدليك الأنف إلى أن جاء عالم أحياء إنجليزي يسمى (Leonard Hill) عام 1900، وقال إن البرد يأتي نتيجة لتغير الحرارة نتيجة الحركة المفاجأة من مكان دافئ إلى مكان بارد، إلى منتصف القرن العشرين واستطعنا من خلال الميكروسكوبات التعرف على الفيروسات، وأن ما يسبب دور البرد البسيط هذا فيروس يسمى (راينو فيروس)، وأن الإنتقال من مكان دافىء لبارد يعمل على قلة المناعة في الجسم وبالتالي يستطيع الفيروس الدخول للجسم وينشط داخله، ويهاجم خلايا الرئة ولكن من حكمة الله أن تأثير هذا الفيروس على الصحة تأثير ضعيف لا يؤذي بشكل خطير، ولكنه له فائدة كبيرة جدا، وهي أنه يعلم جهاز المناعة أن يتحصن بصورة أكبر ضد فيروسات أكثر فتكًا منه.



وهناك دراسة أخرى للدكتورة مريم عاطف الآثارية بوزارة السياحة والآثارعن استخدم المصري القديم الماء في الطقوس الدينية حيث كان الماء في الفكر الديني هو العنصر الذي خرجت منه الحياة وقد صورت النقوش منظر التطهير بأن المصريين كثيرًا ما يستبدلون لون صورة الماء الذي ينساب من إناء بسلسلة تتكون حلقاتها من الرمز الذي يُصور الحياة عند المصريين.



ويوضح مدى حرص المصري القديم على غسل وطهارة الفم فقد كان من عادة المصريين القدماء غسل وتطهير الفم كل صباح، وكان الماء المستخدم في مضمضة الفم يُذاب فيه قليل من ملح النطرون وكان غسل الفم بالماء بهذه الطريقة يتم قبل تلاوة أي صلاة أو أقوال مقدسة وغسل القدم وعلي صلاية الملك نعرمر نري الكاهن الأكبر والذي يقف خلف الملك يحمل إناء ماء التطهير في يده اليمني بينما يحمل صندلي الملك في يده اليسري، وهذا يدل علي أهمية غسل وطهارة القدم أثناء أداء الشعائر الهامة بالإضافة إلى طهارة الذراعين كذلك يراعي قص الأظافر وغسل الوجه والرأس ويوضح هذا أهمية أن يُطهر الماء الشخص كله وليس ساقيه وذراعيه فقط، فكان علي الشخص أن يغسل وجهه وعينيه وأنفه وفمه وأذنيه وشعر رأسه ورقبته، وربما كرر عملية الغسيل عدة مرات حتي يضمن النظافة والطهارة، وربما كان عليه أثناء تأدية هذه الشعائر أن يقوم بتلاوة عبارات الرجاء لتقبل هذه الشعائر وإكسابه الطهارة المرجوة وبالتالى فإن المصرى القديم عالج أمراضه بالنظافة وتقوية المناعة واستخدم الطب الوقائي بجانب الطب العلاجي.



وأن التقبيل كان ممنوعًا في مصر القديمة حتى بين الرجال وبعضهم وكانوا يرون أن الاستحمام ضرورة من ضروريات الحياة اليومية، كما حرص على وجود دهانات وزيوت عطرية للتجميل، كما حرص على غسل يديه قبل وبعد الوجبات، ويدل على ذلك كثرة ما عثر عليه من أدوات الإغتسال من الطشت والأبريق، فكان يستخدمون لغسل أيديهم الماء المخلوط بالنطرون، وأوضحت مناظر الدولة الحديثة على تقديم زوج من المنادي (مناشف معقودة)، لتجفيف الأيدي كما حرص على غسل الفم وتطهيره لإعطائه رائحة زكية، واستخدم لذلك المياه المخلوطة بالنطرون كما مضغوا الكندر (لبان)، والينسون.



وعمل المصري القديم على تقوية المناعة فعرف فوائد الأطعمة، والتي منها البصل والثوم، والتي نعرف مدي فوائدهم في رفع المناعة، كما أنها تساعد على قتل العديد من الميكروبات كالميكروب السبحي، وميكروبات الدفتيريا والدوسنتريا، وميكروب السل، إضافة إلى مادة الكلوكونيل التي تعادل الأنسولين بمفعولها في تجديد نسبة السكر في الدم وفيتامين سي.



كماعرف المصريون القدماء الأسبرين ذلك العقار العجيب الذي عده العلماء من أعظم الاكتشافات الحديثة وأكثر الأدوية استخدامًا، وأرخصها ثمنًا. فكانوا يستخلصونه من ورق الصفصاف، وذلك لأنه يحتوي على حمض الساليسيليك

وهناك دراسة أثرية للباحثة سهيلة عمر الرملى المتخصصة فى الآثار المصرية القديمة تؤكد على استخدام المصرى القديم للعقاقير النباتية والحيوانية للعلاج ومستحضرات تجميل وأن المصرى القديم حرص على تطويع الطبيعة لخدمته واستثمار كل ما فيها من نبات وحيوان ومعادن كما برع في علم الكيمياء و تصنيع العقاقير الدوائية لعلاج مختلف الأمراض كما جاء فى بردية ايبرس و بردية اودين وهما من أهم البرديات الطبية المكتشفة حتى الآن كما وصل المصرى القديم الى صناعة المستحضرات الدوائية كالحبوب والأقراص واللبخات والمنقوعات والحقن الشرجية والمستخلصات الكحولية من الخمور والمراهم والدهانات والزيوت المركبة والقطرات والششم والعجائن والأبخرة حيث تم وصفها بالتفاصيل في البرديات الدوائية من طريقة تحضير وشروط الصناعة و الاستخدام.





واستخدم المصرى القديم العقاقير النباتية المحلية والمستوردة من العراق وسوريا وأهمها نبات الجميز حيث استخدمت عصارته اللبنية في علاج الأمراض الجلدية و بالأخص مرض (الصدفية ) عن طريق خلط عصارة الجميز مع بعض مركبات الحديد و مواد كيميائية أخرى و تكون على شكل مرهم موضعى كما استخدموا بعض مستخلصات شجر السنط كدواء قابض لبعض أمراض النساء وخلطوا الخروع بالكحوليات لعلاج تساقط الشعر والقشرة والحنة و البخور و المستكة والحلبة لإزالة التجاعيد كما استخدمو الخس في زيادة الخصوبة وعلاج العقم لدى الرجال وعرفوا نبات الخشاش و استخدم في الطب كمخدر وزيت (الحبة السوداء) لعلاج آلام المعدة والمغص والإسهال و الصبار لتخفيف الجروح.



كما استخدم العقاقير المعدنية حيث استخدم الحديد كخليط مع الأعشاب للأمراض الجلدية وصنع الأدوات المستخدمة معمليًا وكان معدن النحاس سهل التعدين واستخدم بالأخص أكسيد النحاس الأخضر (الملاكيت) في صناعة الكحل فهو مطهر للعين ومعالج للأمراض الرمدية كما استخدام في علاج القروح الجسدية و غيرها من الاستخدامات مذكورة في البرديات الدوائية واستخدام الجبس في (اللصق – تجبير الكسور  تحضير الملاط – تخفيف الأوزان ) واستخدام أشياء من جسم الحيوان في العقاقير و العلاج حيث صنع من دهون 

و شحوم الحيوانات المختلفة كالأبقار والثيران والخراف والخنازير كريمات لترطيب البشرة و دخل دمج الدهن مع المساحيق المختلفة لعمل مستحضرات الجميل كما نسميها اليوم (كريم الأساس – الروج) و أيضا المراهم العلاجية للجروح الالتهابات كما تبين من رسومهم داخل المقابر استعمال المصريون ثلاثة أنواع من اللحم الحي لإيقاف النزيف واللحم النيِّئ واللحم المتعفن إذ كانوا يتركون اللحم معرَّضًا للجو حتى تنمو عليه الفطريات ثم يجففونه ويعطونه منقوعًا كدواءٍ لمَن يحس بمرض الصدر وهذه الظاهرة تشبه في كثير تلك الظاهرة التي لاحظها العالم ( فيلمنج )عندما ترك شوربة اللحم في الجو فنما عليها نوعٌ من النبت قضى على الميكروبات السبحية ومن هنا كانت النقطة الأولى للكشف عن البنسلين وجميع أنواع المضادات الحيوية فكان السبق في هذا لأجدادنا القدماء.



كما دلت البرديات على أهمية كبد الحيوان في العلاج و كان يستخدم ( نيِّئًا وجافًّا ومشويًّا ومسحوقًا) وأيضا استخدامه مرهم للعيون لاحتوائه على فيتامين (أ) كما أيضا عالجوا به حالات الاجهاض وقد وصفَتِ البرديات المصرية القديمة أهمية كبد الحيوان فى علاج العيون وعلاج حالات الإجهاض ولم يكن هذا عن طريق الصدفة بل عن معرفة و ملاحظة الدورة النسائية وتكوين البويضات كما استخدموا النخاع الحيوانى لتنعيم وفرد الشعر و هو ما نسميه الأن (كرياتين – بروتين ) و ما شابه ذلك .


google-playkhamsatmostaqltradent