فنون الخيامية جزء من تراث مصر الأصيل
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
دراسة للباحثة زينب محمد عبد الرحيم المتخصصة فى الفولكلور والثقافة الشعبية عن فنون الخيامية وهى حرفة من أقدم الحرف اليدوية التراثية التى عرفها الإنسان منذ عصر مصر القديمة حيث كانت تصنع منها الخيام وأيضا تدخل فى صناعة بعض الملابس الخاصه بالملوك و النبلاء
فن الخيامية هو فن تطريز القماش على القماش بمعنى أن الحرفى يقوم بطباعة الرسمة ( الأصطامبة ) على قطعة القماش الأساسية و بعد ذلك يستخدم قطع قماش صغيره متعددة الألوان والأحجام حتى يملأ هذه الرسمة و نحصل فى النهاية على لوحه فنية رائعة أبدعها الفنان الشعبي من خياله ووجدانه وهذا الخيال ليس بعيدًا عن حياته و ثقافته الشعبية الذى نشأ وتربي بين أحضانها بل يظهر كل هذا المخزون الثقافى من خلال الموتيفات سواءً كانت مصرية قديمة و قبطية أو إسلامية
أو حتى من الفولكلور والحياة الشعبية
أو من بعض المناظر الطبيعية .
وتشير الباحثة زينب محمد عبد الرحيم إلى استمرار هذه الحرفة التى ظلت محافظة على كيانها فى أرض مصر حتى العصور الإسلامية وتعتبر هذه الحقبة من أكثر الفترات أزدهارًا لهذه الحرفة اليدوية الجميلة وكانت كسوة الكعبة قديمًا فى مصر تصنع بأيدى الحرفيين المصريين وكانت تطرز بأسلوب الخيامية فى عمل جماعى يدوى من أفخم ما يمكن، وكان يوضع على المحمل فى موكب متجهًا إلى مكة المكرمة لكسوة الكعبة المشرفة ويوجد فى متحف النسيج نموذجًا من كسوة الكعبة، وأيضًا فى متحف الصيد بقصر محمد على بالمنيل هيكل عظمى لجمل وبجواره الهودج الخاص بمحمل كسوة الكعبة الشريفة.
وتوضح الباحثة زينب محمد عبد الرحيم أن العصر المملوكى شهد إنشاء ربع خاص بالحرفيين وأصبح بمثابة مركز صناعى لهم فى ذلك الوقت وتسمى هذه المنطقة تحت الربع فى باب الخلق بمحافظة القاهرة بالقرب من سبيل نفيسة البيضاء هذه السيدة الجليلة التى ساهمت بشكل أساسي فى إنشاء منطقة تحت الربع حتى ينعم الحرفيين بمكان خاص بهم يبدعون ويصنعون حرفهم اليدوية التى تميز بها المصرى منذ ألآف السنين و نجد فى منطقة تحت الربع شارع يسمى الصناديق مخصص للخيامية .
تعطى منتجات الخيامية روح من البهجة والسرور بسبب كثرة الألوان المستخدمة فى القطعة الفنية مثل صوان الأفراح يصنع من الخيامية وأيضًا قديمًا المسرح الصغير للأراجوز كان من منتجات الخيامية وفيما يخص رقصة التنورة المصرية المستلهمة من الرقصة المولوية تصنع هذه التنورة أيضًا من الخيامية حيث يتم تطريز التنورة باستخدام (شغل الخيام) حيث تستخدم عدة ألوان من القماش تحاك على قطعة القماش الأساسية طبقًا للشكل المراد تصميمه على التنورة وهذه الألوان الزاهية أكثر ما تميزت به التنورة المصرية.