"الأساليب العلمية لتوثيق التراث الثقافى والطبيعى"
كتاب جديد
للدكتور / محمد معتمد
بقلم : د . عبد الرحيم ريحان
صدر عن دار العالم العربى كتاب "الأساليب العلمية لتوثيق التراث الثقافى والطبيعى" للدكتور محمد معتمد مجاهد أستاذ ترميم وصيانة الآثار- وكيل كلية الآثار لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بكلية الآثارجامعة الفيوم .
يتضمن الكتاب طرق التسجيل والتوثيق العلمي الدقيق لمراحل الكشف الأثري والذى يمثل الذاكرة الحقيقية لهذا العمل، فعملية التنقيب في الواقع تمثل تدمير للطبقات التي لا يمكن إعادتها إلى طبيعتها الأولى وأي خطأ في تسجيل هذه الطبقات وما تحتويه يمكن أن يدمر حقبة من تاريخ أمة وحضارتها .
وتتنوع وسائل التسجيل العلمي الدقيق للموقع ومكتشفاته الأثرية، ما بين تدوين المذكرات اليومية والتصوير الفوتوغرافى لحفظ سجلات مرئية للخنادق المحفورة طبقة طبقة على طول سير الحفائر، كل ذلك إلى جانب المخططات والخرائط المساحية للموقع بهدف وضع تصور تأريخي واضح لموقع التنقيب، وذلك بعد تحليل كل كتب اليوميات والسجلات والصور والخرائط المختلفة، كما ينبغي وجود مواكبة أو توافق ما بين الدراسة الميدانية وتسجيل المعلومات وتوثيقها على أن يتم ذلك بأحدث الطرق العلمية التي من شأنها خلق منهجية علمية ثابتة وتطوير نوعية البحث العلمي لخدمة علم الآثار وهو ما يعرف بإدارة البيانات الرقمية.
ويعد تسجيل وتوثيق المقتنيات المتحفية بإستخدام التقنيات المختلفة ذو أهمية قصوى سواء فيما يخص العرض المتحفي أو التخزين المتحفي أو الترميم،ولعمل قاعدة بيانات تستفيد منها الأجيال الحالية والقادمة.
ويرصد الكتاب كيفية التوثيق العلمى الجيد والصادر في الوقت المناسب لتسهيل استعادة وترميم التراث الثقافي العمراني والحضارى والطبيعى، ففي حال وجود وثائق جيدة، فإن فرادى المباني المدمرة تمامًا نتيجة النزاعات المسلحة، ومجمعات المباني وأحياء بأكملها يمكن إعادة بنائها بعد فترة طويلة من تدميرها .
كما أن تسجيل ظروف ما قبل النزاع يعد أمرًا جوهريًا في الحفاظ على الذاكرة الجمعية لمدينة أو مكان كبيئة معيشية وحتى في الظروف السياسية الصعبة
أو العدائية يمكن استخدام الوثائق من أجل التعاون وحشد الدعم لاستعادة التراث المفقود.
ويقوم المنهج العلمى لهذا الكتاب على تقسيمه إلى أربعة فصول، محتوياتها كما يلى:-
تناول الفصل الأول الطرق والأدوات المختلفة المستخدمة فى أعمال التسجيل والتوثيق، سواءً الطرق التقليدية أوالطرق الحديثة (التقنيات الرقمية) لتسجيل وتوثيق الآثار، كما تضمن هذا الفصل بعض تقنيات وأجهزة المسح ثلاثية الأبعاد المستخدمة فى عمليات التسجيل والتوثيق
وتناول الفصل الثانى تسجيل وتوثيق الحفرية الأثرية ومستخرجاتها، كما تناول الفصل الثالث تسجيل وتوثيق مقتنيات المتاحف والمخازن، وسرد لبعض مشاريع توثيق مقتنيات المتاحف والمخازن، أمّا الفصل الرابع فتناول توثيق التراث الثقافى والطبيعى، وتضمن توثيق المواقع والمباني الأثرية والتاريخية، والتسجيل والتوثيق للمقابر الأثرية، والتوثيق للتراث الطبيعي
وشمل هذا الفصل أيضا تطبيقات حقلية لبعض أعمال التوثيق للتراث الثقافى والطبيعى.
ويذكر المؤلف أن الأسباب التى دفعته لتأليف هذا الكتاب هو حاجة المكتبة العربية الماسة لكتاب علمى شامل يتناول تقنيات تسجيل وتوثيق التراث الثقافى والحضارى، وحاجة القائمين على حماية هذا التراث الماسة لذلك، نظرًا لما يتعرض له هذا التراث الضخم من مخاطر عديدة تهدد بدماره واندثاره بشكل سريع، وعدم قدرة الجهات المعنية على إجراء أعمال الترميم والحفظ لكل هذا التراث وبنفس السرعة التى يتعرض فيها للتلف والفقد.
لذلك فإن هذا العمل العلمى الهام يعتبر لبنة فى سبيل الحفاظ على التراث الثقافى من خلال توضيح وتحديد النهج والأدوات والطرق العلمية الصحيحة لإجراء أعمال التسجيل والتوثيق له قبل أن يضيع.