اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الأوقاف المصرية باليونان هل تم استثمارها؟

 الأوقاف المصرية باليونان هل تم استثمارها؟





كتب - د . عبد الرحيم ريحان


أسعدنى الحظ بالإقامة فى اليونان لمدة عامين أثناء دراستى للعمارة والفنون البيزنطية بجامعة أثينا عام 1997 وكان لى حظًا بالتجول فى معظم مدن اليونان من جزيرة كريت جنوبًا إلى سالونيكى شمالًا ودخلت كثير من المواقع الخاصة بالأوقاف المصرية ووجدت مخطوطات متناثرة يحافظ عليها اليونانيون بشدة باعتبارها تراثًا هامًا وقابلتنى أحدى السيدات وعرضت علي باعتبارى مصرى وأنا لا أملك من الأمر شيئًا استثمار الأوقاف المصرية هناك كفنادق ومراكز خدمات حيث أن أكبر وأهم فندق فى أثينا لاستقبال كبار الشخصيات هو قصر يونانى قديم فهم يعتزون بالتراث والقصور القديمة.





ولكنى وجدت دراسة أثرية للدكتور أحمد أمين أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة الفيوم تحت عنوان " عمائر محمد على باشا بمدينة كاڤالا "قواله" باليونان: أوقاف مصرية فى أراضى أوروبية ترصد الأوقاف المصرية باليونان من منشئات محمد على باشا بمدينة قولا شمال اليونان وقد اعترفت حكومة اليونان عام 1984 بملكية هذه الأوقاف لمصر وحقها فى إدارتها، ومن هذا الدراسة نعرض لهذه الأوقاف ونوجه عدة أسئلة إلى وزارة الأوقاف هل تم بالفعل استثمار كل هذه الأوقاف؟ وأى نوع من الاستثمار؟ وما هى الحالة المعمارية والفنية لها وهل تحتاج لأعمال الصيانة والترميم؟ ولماذا لم تتوافر معلومات عن هذا الاستثمار لمشاركة الشباب فى التنشيط السياحى والكتابة عنها مما يساهم فى تعزيز العلاقات المصرية اليونانية ؟ ونتمنى الرد لأهمية الموضوع القصوى باعتباره تراث مصرى خارج أرضها.





ولد محمد على باشا أو محمد على الكبير والى مصر ومؤسس الأسرة العلوية التى حكمت مصر و السودان  150 عام من 1805 إلى 1953 ودفن بمدينة قولا وقد أنشأ له السلطان العثمانى محمود الثانى (1808-1839م) وقفًا بمدينة قولا، وتعد منشآت محمد على باشا الأوقاف المصرية الوحيدة المتبقية خارج مصر وتتمثل فى مجمع معمارى ضخم يعرف باسم الإيمارت (1817-1818/1820-1821م) مجموعة معمارية دينية – تعليمية – خيرية  اجتماعية، ومنزل بحديقة (مؤرخ بـأواخر القرن 18م) ويشرف هذا المجمع المعمارى على بحر إيجة أمّا المنزل فيقع على بعد أمتار قريبة من المجمع، ويشرف على ميدان يتوسطه تمثال ضخم لمحمد على باشا تبرعت به الجالية اليونانية بمصر ويُعرف الشارع المؤدى إلى المنزل حتى الآن بشارع محمد على، ويعلو علم مصر كلا المبنيين إشارة للملكية المصرية.





وكلمة "الإيمارت" هي دار إطعام الفقراء مجانًا وهو أحد مبان المجمع المعمارى لكن غلب اسمه على المجمع ككل لدوره الخدمى والاجتماعى البارز والمجمع يشتمل على مسجدين ومدرستين وكتَّاب ودار المرق (إيمارت أو عمارت لإطعام الفقراء) ومكاتب إدارة الوقف على مساحة 4160 متر مربع  وظل يقوم بإطعام الفقراء مجانًا حتى عام 1923





يتكون منزل محمد على من طابقين وحديقة كبيرة ويشغل مساحة 330 متر مربع ويستخدم الآن كمتحف مفتوح والمجمع والمنزل تم ترميمهما إثر مناقصة عالمية من وزارة الأوقاف المصرية عام 1998 وتم تأجيرهما بعقد لمدة 50 عامًا لإعادة توظيفهما كفندق عالمى ومزار سياحى ويستخدم الإيمارت فندق 5 نجوم.


google-playkhamsatmostaqltradent