يانسون والحلبة والقرفة والخروب مشروبات مستمرة منذ عصر مصر القديمة
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
دراسة أثرية للدكتور محمود المحمدى عبدالهادى دكتوراه فى الإرشاد السياحى تلقى الضوء على المشروبات المتوارثة منذ عصر مصر القديمة.
ويؤكد الدكتور محمود المحمدى عبدالهادى أن اليانسون كان من المشروبات الذى حرص المصرى القديم على شرابها يوميًا لما فيه من شفاء الجسد واعادة انتعاشه فضلا على علاجه لأمراض كثيرة وهو مثل باقي المشروبات التي يعشقها المصريين مثل الشعير و الحلبة والبردقوش والقرفة والخروب وعرف اليانسون في اللغة المصرية القديمة باسم "انست" وذكر في بردية ايبرس في الوصفة 235 علاج وإنعاش القلب وايضا في الوصفة رقم 267 لعلاج المثانة وإدرار البول وأيضا ذكر لعلاج آلام المعدة وآلام الاسنان.
ويضيف الدكتور محمود المحمدى عبدالهادى أن بذور اليانسون طاردة للريح ومهضمة ومهدئة للسعال والصداع وعلاج نزلات البرد وايضا تعمل على ادرار لبن الأم ولهذه الأهمية للينسون في علاج الكثير من الأمراض، جعله المصريين أهم الأعشاب التي تستخدم كمشروبات وتم تحويلة من شراب علاجي الى شراب يومي يستمتع به المصريين.
وينوه إلى أن الحلبة عرفت في اللغة المصرية القديمة باسم "حمارت" وكانت تستخدم في صناعة الخبز تطحن مثل الشعير ولكن عرفها المصري القديم في الوصفات الطبية فقد ذكرت في الوصفة رقم 801 ببردية ايبرس انها تساعد على الولادة ويجب على السيدة الحامل ان تشرب الحلبة طوال اليوم الذي يسبق الولادة، حيث انها تساعد على الولادة وتعمل على ادرار اللبن في ثدي الأم ومنذ تلك الوصفة وجميع النساء المصريات يتناولن الحلبة قبل وبعد الولادة والتي تعرف بـ "المغات" لدى المصريين.
واستخدم المصريون القدماء الشعير كمرهم لعلاج اثار الجروح والحروق حيث أنها تعمل على ازالة تلك الآثار التي تخلفها الجروح والحروق وأيضا علاج التجاعيد التي تسببها الشيخوخة كما عرف المصرى القديم الشعير حيث كان يصنع منه الخبر وأيضا كان يصنع منه مشروب الجعة التي عرفت باسم "حنكة" أي البوظة في الوقت الحاضر، وعثر على الشعير في تابوت الملك أمنتحتب الأول وايضا استخدم كرمز لبعث المعبود ايزوريس معبود الموتى لدى قدماء المصريين، وكانت بذور الشعير تستخدم في صناعة المولت أي المادة التي تعمل على التفاعل في عملية التخمير.
وذكر اسم الشعير في الوصفة رقم 51 من بردية ايبريس فقد استخدم كشراب للقضاء على ديدان المعدة وعلاج للإمساك واستخدم ايضا في بردية هارست في الوصفة 219 كعلاج للكسور، واستخدم في علاج الحروق في بردية ايبريس في الوصفة رقم 509
وكان للشعير دور في الكشف عن نوع الجنين أي ما يعرف بالسونار الحديث حيث ذكر في بردية برلين في الوصفة رقم 199 انه يجب على المرأة احضار سلة بها شعير وسلة أخرى بها قمح وتقوم المرأة بترطيبهما كل يوم ببولها فإذا نما الشعير سوف تلد المرأة ذكر وإذا نما القمح سوف تلد أنثى.