سحر الصحراء الغربية
سحر الصحراء الغربية
بقلم : دكتورة / ميرنا القاضي
الأربعاء 22 فبراير 2023م 10:40 PM
عندما ننظر إلى تاريخ الصحراء الغربية نجد أنها منطقة غنية جدا بالطبيعة الأخاذة والآثار، والقلاع والحصون والقصور القديمة التي عاصرت الكثير من الحضارات التي تحمل عبق الماضي البعيد
سوف آخذكم للاستمتاع بسحر الصحراء الغربية بجبالها ووديانها والتعرف على بعض المحميات وكذلك القلاع والحصون.
تعتبر الصحراء الغربية من اغنى صحارى شمال افريقيا،تغطي الصحراء مساحة 680.650 km2 أي ثلثي مساحة مصر.يصل إرتفاعها إلى 100 متر في هضبة الجلف الكبير إلى أقصى الجنوب الغربي من البلاد، على الحدود المصرية السودانية - الليبية.
الصحراء الغربية هي منطقة قاحلة غير مأهولة عدا سلسلة من الواحات الممتدة على شكل قوس من سيوة، في الشمال الغربية، حتى الخارجة في الجنوب.
لكن الصحراء الغربية لم تحظ بالاهتمام الكامل ، وهي في نظر الباحثين صحراء الخير الواعد لما تحتويه من ينابيع وآبار ومعابد ومقابر وآثار إسلامية ومسيحية وبحيرات وكثبان رملية وجبال. ووديان التي يتوق إليها كل زائر ، حتى أطلق عليها الإغريق اسم "جزر الرحمة" التي يسودها السكون الصامت والهدوء الخاشع.
فساكن الصحراء يعيش حياته متأملا في الأفق، زاهداً في مشاهد الدنيا، غارقاً في التأمل، متصوف ، لا يحجب عنه الرؤيا بنيان ولا عمران، لتعطي إحساسا عميقاً ينهل من دفئ الطقس والكثبان الرملية
ما يجعلنا نتساءل عن هذا التمازج بين الجغرافيا وغريزه الإنسان؟!
تحتوي الصحراء الغربية على حوالي 40 مليون شجرة زيتون و 45 مليون نخلة بالإضافة إلى الواحات المليئة بالينابيع والآثار التي كانت تهم القدماء المصريين
بحيث عينوا لها حاكما من حكام الاقاليم.
وتدل نقوش معبد ادفو ان الملك ارسل حملة تأديبية الى حاكم سيوة عندما تلكأ في ارسال الجزية من زيت الزيتون والتمر. ويعتبر العصر الذهبي للواحات ايام الاسرتين الخامسة والسادسة، ويدل على ذلك مقابرهم، ومعابدهم ومدنهم في قرية بلاط بالواحات الداخلة.
وفي العصر البطلمي والروماني تزايد الاهتمام بالواحات أو بالمدن الحدودية في الصحراء الغربية على وجه الخصوص
لما يواجهه موقعها من خطر خارجي على العكس من الصحراء الشرقية الأقل تعرضا للهجمات بسبب وجود البحر الأحمر.
فالصحراء الغربية كانت معرضة للهجوم من الجنوب والغرب والشمال فبالتالي لأحكام السيطرة عليها كان الأمر يستوجب الاهتمام ببناء عدد كبير من المباني العسكرية، سواء القلاع الحصون أو في بعض الأحيان معسكرات للجنود.
حيث تعج الصحراء الغربية المصرية بالمناطق الحافلة بالمباني العسكرية، ومن الممكن تأريخ معظم تلك المناطق الحصينة العسكرية إلى ما بين القرن الثاني، وحتى قبل الفتح العربي أي امتدت في الفترة الرومانية والبيزنطية.
هناك 312 موقعًا أثريًا في الصحراء الغربية ، و 10 محميات طبيعية ، إذا تم تسويقها جيدا، ستجعل مصر على رأس الدول الأثرية في العالم.
حيث تنتشر الكثبان الرملية والوديان والواحات والهضاب والوديان الجبلية في الصحراء الغربية ، فهي تحتوي على العديد من الظواهر الطبيعية والجيولوجية والثقافية ، فضلاً عن التنوع البيولوجي المذهل في مملكتى الحياة البرية والبحرية.
على سبيل المثال ، إذا ذهب المرء إلى واحة الخارجة ، فإن أول ما يصادفه هو درب الأربعين ، الذي يربط مصر بالسودان عبر الصحراء.
وما حوله من مناظر جميلة من الكثبان الرملية، وكذلك بقايا عظام الجمال التي تدل على ان هذا الدرب كان دربا حيويا للتجارة وهمزة الوصل بين مصر والسودان وبالذات تجارة البخور والصندل والعطور والابانوس وسن الفيل وسمي بدرب الاربعين نظرا الى قطع المسافة في اربعين يوما من مصر الى السودان والعكس
وبالقرب من واحة الخارجة، على شمال درب الاربعين، يوجد معبد الالهة ايزيس وفي الطرف الجنوبي من درب الاربعين يوجد اقدم حضارة في افريقيا في سهل النبطة فوق معابد ابو سمبل، ووجدت هناك اقدم ساعه فلكيه في العالم،نبتا بلايا سبق وتحدثت عنها وكذلك هناك بعض القلاع والحصون التي بنيت على اطلال معابد مصرية قديمة واستخدمها الاغريق والرومان وكذلك بقايا كنيسة ترجع الى القرن الرابع الميلادي، واذا سرنا الى الشمال، هناك معبد قصر الزيان والغويطة وبقايا قرية روما، وهناك متحف يحوي آثار الوادي الجديد واهمها تمثال حاكم الواحات.
أما في نهاية درب الاربعين، على الناحية الشمالية، فهناك اكبر واضخم معبد في الوادي الجديد الذي شيده داريوس الاول والثاني للإله آمون رع وزوجته موت وابنه خنسو، وهذا المعبد تم بناؤه من أجل روح 50 الف جندي من جنود قمبيز الفارسي ابتلعتهم رمال الصحراء عندما ارسلوا لتحطيم معبد الوحي 'آمون رع' بسيوة.
وهناك مدينة الداخلة وبعد ذلك مدينة القصر الاسلامية العتيقة وإلى الشمال نجد اثرا من 300 مقبرة في المزوقة لآدميين وحيوانات
(بيتي اوزيس - بيد باست)
كشف عنها الدكتور احمد فخري
وسوف أقدم لكم بعض القلاع والقصور
في الصحراء الغربية مثل :
_ قصر باريس
هو عبارة عن حصن روماني مهدم مبني من الطوب ويقع في واحة الخارجة في مصر. يعود تاريخ بناء الحصن إلى الفترة الرومانية بين القرنين الثالث والرابع الميلاديين. الطيني.
_ قصر اللبخة
هو عبارة عن مستوطنة رومانية قديمة تقع في واحة الخارجة في مصر. يتألف الموقع من بقايا حصن ومعبد ومقبرةكبيرة.
_ قصر الفرافرة
هو عبارة عن مخزن حبوب أثري يعود للفترة الرومانية بين القرنين الأول والثالث للميلاد. يقع القصر في واحةالفرافرة في مصر.
_ شونة الزبيب
هي هيكل معماري مصنوع من الطوب ويقع في أبيدوس في محافظة الوادي الجديد مصر. بني الهيكل على يد ملك من الأسرة المصرية الثانية (خع سخم وى)
_ أم الدبادب
هو عبارة عن مستوطنة رومانية قديمة تقع في واحة الخارجة في مصر. يضم الموقع بقايا قلعة قديمة بالإضافة إلى مدافن محفورة بالصخر.
_ قصر الغويطة
هو قلعة قديمة تقع في واحة الخارجة في مصر. تضم القلعة داخل جدرانها بقايا معبد قديم كان مكرساً لآلهة طيبةالقديمة.
_ قرية القصر
هي قرية تقع في الواحات الداخلة في مصر. يعود تاريخ القرية إلى الفترة الرومانية في القرن الأول الميلادي حيث يوجد في القرية بقايا معبد قديم لكن أهميتها الحقيقية كانت في عهد الأيوبيين في القرن الثاني عشر الميلادي.
_ قصر الجب
أو عين الجب هو عبارة عن حصن روماني مهدم يقع في واحة الخارجة في مصر. يعود تاريخ بناء الحصن إلى عهد الإمبراطور الروماني دقلديانوس في القرن الرابع الميلادي.
_ قصر البرموني
هو عبارة عن مستوطنة رومانية قديمة تقع في واحة الخارجة في مصر. يعود تاريخ المستوطنة إلى الفترة الرومانية في القرن الثالث الميلادي. تشتمل البقايا الأثرية في الموقع على آثار قلعة رومانية مربعة الشكل مصنوعة من الطوب الطيني بالإضافة إلى مأوى وبرج للحمام.
_ دير المنيرة
هو عبارة عن مستوطنة رومانية قديمة تقع في واحة الخارجة في مصر، ويعود تاريخها إلى عهد الإمبراطور الروماني دقلديانوس في القرن الرابع الميلادي. تتكون المستوطنة . أثرية كبيرة كانت تستخدم كحامية عسكرية في العصور القديمة بالإضافة إلى معبد مبني من الطوب الطيني. قلعة من
_ قصر دوش
هو معبد بطلمي قديم يقع في واحة الخارجة في مصر. يضم الموقع أيضاً بقايا قلعة رومانية بنيت خلال فترة حكم الإمبراطور دوميتيان في القرن الأول الميلادي
_ قصر الزيان
هو معبد قديم يقع في واحة الخارجة في مصر. لقد كان هذا المعبد مكرساً لثالوث الآلهة القديمة من طيبة و هي وموط وخونسو. لقد بني المعبد في العهد البطلمي وتم توسيعه وزخرفته في العهد الروماني.
_ قصر الجب
أو عين الجب هو عبارة عن حصن روماني مهدم يقع في واحة الخارجة في مصر. يعود تاريخ بناء الحصن إلى عهد الإمبراطور الروماني دقلديانوس في القرن الرابع الميلادي.
_ قصر النسيمة
أو عين النسيمة هو عبارة عن مستوطنة رومانية قديمة تقع في واحة الخارجة في مصر. تشتمل الآثار في الموقع الذي يعود تاريخه للقرن الرابع الميلادي على بقايا حصن مسور مبني من الطوب الطيني بالإضافة كنيسة قديمة.
_ قصر الضباشية
هو عبارة عن مستوطنة رومانية قديمة تقع في واحة الخارجة في مصر. تشتمل الآثار في الموقع الذي يعود تاريخه للقرنين الثالث والرابع الميلاديين على بقايا معبد كبير مبني من الطوب الطيني بالإضافة إلى برج للحمام.
_ زاوية أم الرخم
هي موقع أثري يقع على الساحل الشمالي في مصر على بعد 20 كم غرب مرسى مطروح خلال فترة حكم رمسيسس الثاني كان الموقع يتألف من مدينة محصنة تمثل الحد الغربي للسيطرة المصرية في ذلك الوقت.
أما المحميات والوديان فلو قطعت تلك الصحراء من الحدود السودانية باتجاه البحر المتوسط، فأول ما تقابل من محميات هى محمية الجلف الكبير التى تبلغ مساحتها ٤٨٥٢٣ كيلومترًا مربعًا، وتضم عناصر طبيعية منها: جبل العوينات
النيزك، وادى صورة، وكهف المستكاوى
وادى عبدالملك، وادى بخيت ووادى حمرا
ورغم أن المنطقة جافة في معظمها إلا أن الرسومات المجسدة على صخورها لأشكال الحياة تدل على مرورها بعصر جيولوجى مطير شهد معيشة النعام والزراف والغزلان ونمو أشجار الأكاسيا (السنط) وأشجار المرو.
والمحمية الثانية هى محمية نيزك جبل كامل، وتعد الأولى من نوعها بين المحميات الطبيعية المعلنة في مصر والخامسة عشر على مستوى العالم؛ لأنها تحوى أجزاء من نيازك سقطت من السماء، وهو ما يضفى عليها قيمة علمية عالمية كبيرة.
والواحات البحرية، وهى محمية للأثر الطبيعى بمحافظة الجيزة ومساحتها ١٠٩ كم٢، وتضم ثلاث مناطق هى: الدست والمغرفة، جبل الإنجليز (منديشة) الصحراء السوداء، يمثل منخفض الواحات البحرية أحد المنخفضات الرئيسية بالصحراء الغربية ويقع بين محميتى سيوة في الشمال الغربى والصحراء البيضاء في الجنوب، وترجع أهميتها العالمية لما يتم فيها من أبحاث علمية بعد اكتشاف حفريات ثانى أضخم ديناصور في العالم
وما يوجد فيها من ثروات طبيعية وحضارية وثقافية.
أيضًا وادى الريان: وهى محمية مساحتها ١٧٥٩كم٢، وتكتسب مكانة سياحية متميزة لكونه المكان الوحيد الذى يجمع بين البيئة الصحراوية والساحلية، حيث الكثبان الرملية الناعمة جنبًا إلى جنب البحيرات المائية والمحميات البرية الحيوانية المليئة بالذئاب والثعالب والغزلان.
وهناك محمية بحيرة قارون، ومساحتها ١٣٨٥ كم٢، وتقع في الجزء الشمالى الغربى بمنخفض وادى الريان، وتعتبر من أقدم البحيرات الطبيعية في العالم وهى البقية من بحيرة موريس القديمة.
أيضًا قبة الحسنة، محمية مساحتها كيلو متر مربع وتتميز بتركيب جيولوجى معقد، وهو جزء من تركيب أكبر معروف باسم تركيب أبورواش الذى يرجع إلى عملية تحدب حديث في أواخر العصر الكريتاسى أدت إلى تكوين سلسلة معقدة من القباب والمقعرات، وتوجد واحة سيوة وهى محمية ومساحتها ٧٨٠٠
كذلك منطقة العميد وهى محمية صحراوية مساحتها ٧٠٠ كم٢، تقع على الساحل الشمالى الغربى بالسهل الداخلى، على بعد ٨٣ كم غرب مدينة الإسكندرية وتبعد نحو ٢٠٠ كم عن مدينة مطروح شرقًا، كما تمتد بطول نحو ٣٠ كم على ساحل البحر المتوسط بعمق نحو ٢٣،٥ كم إلى الجنوب من الساحل.
وأخيرًا منطقة السلوم البحرية، وهى محمية بحرية بمحافظة مطروح ومساحتها ٣٨٣ كم٢ في الركن الشمالى الغربى على الحدود المصرية مع ليبيا ويقع الجزء البحرى منها في المياه الإقليمية المصرية بالبحر المتوسط، بالإضافة إلى جرف السلوم وجزء ساحلى يمتد لمسافة نحو ٥٠٠ متر بعمق النطاق الساحلى، وهى أول محمية بحرية خالصة مضافًا إليها شريط برى ساحلى يحيط بها لحماية الأنظمة البرية والساحلية.
اما درة الصحراء الغربية فهي الصحراء البيضاء 'كانيون مصر'
سميت بالصحراء البيضاء لأنها تمثل مساحة شاسعة يغطي اللون الأبيض معظم أرجائها، وتبلغ مساحتها الإجمالية 3010 كيلومترات مربعة، وتحتوي الصحراء على العديد من التشكيلات التي حدثت نتيجة لعاصفة رملية عرضية في المنطقة، من أبرزها صخرة ضخمة طباشيرية تشبه الانفجار النووي
وتكوينات أخرى على شكل فطر عش الغراب وغيرها من الأشكال الأخرى.
من بين المناطق التي ارتبطت بقصص غريبة وأحداث غير مألوفة في الصحراء البيضاء؛ منطقة «عين السرو» التي تقع في الصحراء الغربية بسحر من نوع خاص، وهو سحر لا يقتصر على جمال المكان والمناظر الطبيعية فيه، لكنه مرتبط بالماء الموجود في العين، والذي يرتفع لمن يحتاجه حتى يشرب ويحصل على حاجته منه ثم يختفي مرة أخرى. السحر الذي تتمتع به، وهو ما يجعلها معلماً سياحياً بارزاً يستقطب السائحين من مختلف دول العالم، الذين يحرصون على مشاهدتها على الطبيعة والتعرف الى سر مياهها عين السرو وهي عين جوفية تضم مياهاً عذبة
عن غيرها من العيون الجوفية المماثلة حيث تظل العين جافة ولا يظهر ماؤها
إلى أن يقترب منها أي كائن، سواء كان انساناً أو حيواناً أو طائراً، فيبدأ الماء في الظهور والارتفاع حتى يتمكن القادم من الشرب والاغتسال والحصول على حاجته من الماء، وبعد أن ينصرف مبتعداً يعود الماء إلى جوف الأرض مرة أخرى لتبدو العين جافة وتستمر على هذا الحال حتى يقترب منها شخص أو حيوان من جديد فتعاود الظهور. ولذلك اعتبر كثيرون أن العين مسحورة أثارت القصص المتداولة حول ما بها من سحر فضول العلماء في الجيولوجيا وعلوم الأرض، محاولين إيجاد تفسير علمي لهذه الظاهرة الفريدة، وتوصلوا إلى أن الأرض في تلك المنطقة تتمتع بطبيعة خاصة تجعلها أشبه بالإسفنج التي تضم في باطنها مخزن مياه جوفية وكلما تم الضغط على الأرض والمشي حول العين السحرية تخرج المياه المخزنة في باطنها تدريجياً
مما يجعلها جزءًا من المنظر الطبيعي غير الاعتيادي في الصحراء الغربية.
اجعل زيارتك للصحراء الغربية تجربة فريدة من نوعها ودع نفسك تنغمس في سحر صحرائها ولن تندم علي ذلك
هذا ما تعدك به مساحات الصحراء الشاسعة
لاستكشاف المناظر الطبيعية المختلفة ذات الأشكال الجيولوجية الرائعة.