التصميمات المبتكرة للكتابات القديمة
رؤى من القرن الحادي والعشرين
كتب - د . عبد الرحيم ريحان
اشتهرت مصر على مر تاريخها بثراء روافدها الثقافية والتراثية منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى وقتنا الحاضر، ومن أهم الروافد الثقافية هو تاريخ الكتابة والنقوش القديمة التي انتشرت في أماكن عدة من أرض مصر.
وفى هذا الإطار ألقى الدكتور أحمد منصور، مدير مركز دراسات الخطوط بمكتبة الإسكندرية محاضرة بقاعة ملك جبر بمدرسة الإنسانيات والعلوم الاجتماعية، قسم الفنون، برنامج التصميمات المطبوعة، الخميس 23 فبراير الجارى حضرها لفيف من الطلاب من كافة الأقسام.
وأشار الدكتور أحمد منصور فى محاضرته إلى فكرة استخدام الكتابات في إلهام الكثير من المصممينوالفنانين وفئات كثيرة أخرى في إثراء وتشكيل انتاجهم الفني في التصميمات المطبوعة، والتصوير والنحت والحفر، والعمارة، والتصميمات الداخلية وكذلك الخارجية، والرسومات الجدارية بالإضافة إلى ذلك ألقت المحاضرة الضوء على الأفكار المبتكرة لاستخدام النقوش والكتابات القديمة في النصب التذكارية الأخرى، إلى جانب عرض تجربة رائدة للمملكة العربية السعودية بإعلان عام 2020 "عام الخط العربي"، والأفكار والرؤى المستحدثة في تصوير الخط العربي.
وعرض الدكتور أحمد منصور فيلم "رحلة الكتابة في مصر" التي أنتجته مكتبة الإسكندرية، والذي يرصد الكتابات القديمة في مصر عبر تاريخها، والتي يمكن أن تشكل الثروة البصرية والمخزون الفني للمصورين والفنانين، ومن ثم إطلاق خيالهم الإبداعي.
كما عرض نماذج من معرض "اكتب واحكي"، والذي نظمه المعهد الفرنسي بمصر ومكتبة الإسكندرية، بمناسبة مرور 200 عام على فك رموز حجر رشيد، حيث تقوم فكرة المعرض على كيفية استغلال الفنانين للحروف والرموز والأشكال لمد خيط بين اللغات والأشكال التي كانت مستخدمة من الإنسان على مر العصور والتعبير عن الربط بينها لتحويلها إلى شكل من أشكال السرد الفني ذي المفهوم المطلق، إذ يتم دمج الكتابة التصويرية والخطية، والرمزية، والصوتية، والكتابات المقطعية. كما عرضت المحاضرة بعض النماذج من معرض "Art Cairo"، والذي استوحى فيه الفنانون بعض الرموز الفنية من عصور ما قبل التاريخ وطوروها لتصبح عناصر زخرفية.
ونوه الدكتور أحمد منصور إلى نقده الموضوعى لبعض نماذج استخدام الكتابات والنقوش القديمة في الشعارات
والتصميمات المختلفة، وخاصة الشعارات الخاصة بالهوية البصرية للمدن المصرية وبعض الملاحظات التي كان يجب أن يتم تجنبها.، إلى جانب عرض نماذج مشجعة من حيث المضمون والتصميم
إذ تعتمد على اختيار النص الصحيح وتشكيله بجودة عالية تعكس أهمية النقوش القديمة (مثل الحائط الخارجي لمكتبة الإسكندرية، وكذلك الحائط الخارجي لبيت مصر في فرنسا).
وألقى الضوء على متحف تاريخ الكتابة في فرنسا (في مدينة فيجاك مسقط رأس شامبليون)، وكذلك استخدام الكتابات في الألعاب الحديثة والفضاء الرقمي.
من الجدير بالذكر أن الدكتور أحمد منصور، هو مدير مركز دراسات الخطوط بمكتبة الإسكندرية، حاصل على جائزة الدولة التشجيعية عام 2007 عن كتاب "مطبعة بولاق". وهو باحث في علم المصريات ومجال تاريخ الطباعة وتاريخ الكتابة.
ألقى العديد من المحاضرات في الجامعات المصرية والمراكز البحثية الدولية. كما شارك في مؤتمر وورشة عمل
"جرانشان-مصر: الإبحار عبر المجتمعات" والتي عقدت في الجامعة الأمريكية في القاهرة أكتوبر 2016.