اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

تسنيم الفنيني " النفس المتعبة والبادية "

 النفس المتعبة والبادية






النفس المتعبة والبادية

  بقلم : تسنيم الفنيني



كوخ من خشب من طابقين إن كنت في الطابق الأول غرقت قدماي في ماء لا أعلم مصدره وإن كنت في الثاني امشي على حواف اصابعي خشية أن يهوي بي إلى الأسفل ومن معي. 



دخان يأتي من الخارج يخنقني ويحجب النظر،  أما الداخل ففيه من هوام وآفات الريف ما الله به عليم. 



يقول أحدهم:

قضاء الله لا يردّ على أحد وكلنا يقضي ديون طفولته في رشده فمن ضاق صدره دون سبب وشعر بالألم دون داعٍ فليعلم أنه دين نسيه هو ولم ينساه الديان. 



إن قلة الحيلة تغمر صاحبها باليأس، هذا الكوخ الخشبي منذ دخلته لم أنم فيه إلا لماماً( قليلاً) والصبح فيه يشق عباءة الليل ببطء .



الحياة البدائية جميلة جداً ، خصوصاً إذا اجتمعت في تلك البادية ببساطة الناس وهدوئهم ، لا أنكر أن الطبيعة جميلة في البادية وأنها مكتنزة بالروعة في كل زوايها لكن لمن يزورها زيارة فقط أما للعيش فيها لمدة من الزمن فهذا صعب جداً. 



قد تَشُقُ على نفسك ، قد تُنْهَكَ روحك تتسرب طاقة جسدك ، وتظل روحك عليلة، ويتخلل قلبك اللوعة والحنين لكل ماضي عشته حتى وإن كان سيء .



 المغزى من هذا هو أن هذه الحياة ستكون أيضاً في يوم من الأيام ذكرى لك وقد تكون هي الأسوء لكن عندما تتذكرها ستتذكر كم أنها  تحمل في طياتها الكثير من العظات والعبر والذكريات الجميلة ولا ننسى أنه نحن من نجعل المكان جميلاً ونملأه زهوراً ورياحين و مناظر جميلة.


 والبدايات إن لم تكن هكذا فليست بدايات العظماء، فثق بفضل الله وكرمة وأنه يثيب الناس عما بغم فيزيح حزنك بفرج عظيم ورضى جزيل و أن يرضى الله عليك فهو شعورٌ لا يمكن أن يوصف، دثارٌ يحيط بقلبك في ليلة برد، أو وميض من الضوء يسافر في عروقك، أو ملاك من ملائكته يتسلل إلى روحك ويحضنها مثل صديق قديم.

google-playkhamsatmostaqltradent