قصة الضرير الذي أنار حياة جميع المكفوفين في العالم
ساراتو محمد
لويس برايل Louis Braille
مطور "طريقة برايل" للمكفوفين
وهي طريقة تمكن المكفوفين من القراءة
عن طريق حاسة اللمس. تُكتب الحروف
أو الرموز بارزة على الورق، ليستطيع المكفوفين القراءة بسهولة.
برايل الذي استخدم أنامله في تذليل طريق العلم للمكفوفين والذي قضى عمره في خدمتهم ، تم اختيار الرابع من يناير للإحتفال بيوم برايل العالمي من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الإعلان عن هذا اليوم في نوفمبر عام ٢٠١٨م.
وتم الإحتفال به لأول مرة عالمياً، في ٤ يناير عام ٢٠١٩م. وتم اختيار هذا التاريخ حتى يواقف يوم ميلاد لويس برايل.
ولد لويس برايل في الرابع من يناير عام ١٨٠٩م. في مدينة كوبفراي شرق باريس عاصمة فرنسا. كان برايل في طفولته وسم جداً وعينه زرقاء.
كان والده لديه ورشة حداده، لصنع سروج الخيل وكان يحب برايل كثيراً ويأخذه معه إلى الورشة ليلعب حوله وهو يعمل.
وفضول الطفل وحب الإستطلاع لديه جعله يحاول تقليد والده فأمسك بواحدة من الأدوات التي يستخدمها والده وقطعة من الجلد وظل يضرب بالأداة على قطعة الجلد حتى فلتت الأداة من يده وجرحت عينه جرح شديد وعميق تسبب الجرح في تدمير عصب العين اليسرى حاول الطبيب المعالج أن يسفره إلى باريس لإجراء عملية جراحية على يد جراح عيون، لكن كانت عينه متضررة جداً وفقد البصر في العين اليسرى ومع مرور الوقت إنتقل الإلتهاب إلى عينه اليمنى، وفقد البصر تماماً.
قبل أن يكمل عامه الخامس حزن الطفل حزن شديد ودخل في اكتئاب وكان دائما يسأل والده لماذا حدث لي هذا بعد ما كنت أرى مثلكم. وكان الأب يواسيه ويحاول دائماً دعم الطفل وصنع له بيده عصا لتساعده في الحركة وكان دعم الأب والأقارب للطفل له تأثير في حياة برايل
ومستقبله.
دخل برايل المدرسة وكان متفوق جداً في الرياضيات والعلوم والجغرافيا وكان الأب يحاول جاهداً مساعدة الطفل بكل الطرق. وقظ ألحقه بمركز العزف ليتعلم عزف البيانو وأيضاً كان متفوق في عزف البيانو.
في سن العاشرة فاز برايل بمنحة للدراسة في المعهد الملكي للشباب المكفوفين بباريس ، فرح جداً برايل بالمنحة ولكن تبدل فرحه إلى حزن عندما عاش في المعهد لأن المعاملة كانت سيئة وكان إهمال المكفوفين في هذا الوقت سائد وكان يقدم للطلاب خبز وماء فقد ولكن برايل تغلب على كل هذه الأمور وتأقلم مع الوضع الجديد وكان كل اهتمامه التحصيل الدراسي وبالفعل وكالعادة تفوق على كل زمايله في المعهد.
كان في المعهد آلة كاتبة تكتب بحروف بارزة ليقرأوا الطلاب من خلال لمسها وهذه الطريقة لم تكن كافية في التعلم وكان لها مشكلات فنية كثيرة وكان في المعهد أربع عشر كتاب فقط مكتوب بهذه الطريقة.
وقام برايل بقرائتهم وكان يشعر بالحزن من الإهمال للمكفوفين في المعهد ولكن هذا الحزن لم يكسره وكانت بداخلة إرادة قوية لمساعدة المكفوفين وكان لديه دافع لإبتكار طريقة جديدة تساعدهم في التعليم.
عندما وصل برايل لعامه الخامس عشر كانت فكرة ابتكار طريقة جديدة للقراءة
مازالت تراوده وتهيأت له الأسباب للحصول على الفكرة بزيارة ضابط الجيش الفرنسي بييرلسكي للمعهد وقال له أنهم ابتكروا طريقة سرية للمراسلات في الجيش وهي عبارة عن حفر الحروف بشكل بارز على الورق، بحيث إن شكل كل حرف لا يزيد عن اثنتى عشر نقطة ولكن برايل رأى صعوبة في فهم هذه الطريقة وفكر في ابتكار طريقة جديدة أسهل في الفهم وفي التعامل مع الحروف.
قام برايل بعمل عدة معادلات رياضية وتوفق في تقليل عدد نقاط الحروف إلى ست نقاط بدل اثنى عشر نقطة وسميت هذه الطريقة بأسمه "طريقة برايل" وفي نفس العام كام بتأليف أول كتاب له مكتوب بهذه الطريقة وتوالت كتاباته
وشملت هذه الطريقة الرموز الرياضية والحروف الموسيقية.
وفي عام ١٨٢٩م عندما بلغ عامه العشرين تم تعيين برايل مدرس بالمعهد لكن لم يتم اعتماد طريقته في الكتابة وبالرغم من محاولاته العديدة لإعتمادها إلا إن تم رفضها والمثير في الأمر أنه من أجل أن يستطيع الكتابة بنفسه قام باستخدام إبرة تشبه الإبرة التي كانت السبب في فقدان بصره وهو طفل استمر برايل بالعمل كمدرس في المعهد. ولكنه كان يشعر بالحزن لعدم اعتماد طريقته بالرغم من أنها ستوفر كثير من الوقت للمكفوفين وظل يدرس للطلاب بهذه الطريقة حتى انتشرت بالرغم من عدم اعتمادها رسمياً.
وفي يوم من الأيام كانت أحد طلابه تعزف البيانو على أكبر مسارح باريس ومن شدة جمال المقطوعة وقف الجمهور وسقف لها بشدة لمدة دقائق قامت الفتاة وقالت للجمهور أنا لا أستحق كل هذا التقدير والفضل يرجع إلى أستاذي الذي علمني بفضل ابتكاره العظيم وهو الآن يرقد على فراش المرض وحيداً ، أثرت الفتاة بكلامها في الجمهور وأخذ الموضوع إهتمام إعلامي واسع والجميع تكلم عن ابتكار برايل وتوالت الحملات الإعلامية عن الموضوع وذهب أصدقاء برايل إليه يخبروه بالأخبار السارة ، فقال لهم لقد بكيت ثلاث مرات في حياتي
الأولى عندما فقدت بصري
والثانية عندما اكتشفت حروف الكتابة وهذه هي المرة الثالثة وأنا الآن سعيد لأن حياتي لم تذهب هباءً ورحل لويس برايل في السادس من يناير عام ١٨٥٢م عن عمر يناهز الثالث والأربعين متأثر بمرض السرطان وتم اعتماد طريقته عام ١٨٥٤م.