حوادث السيارات الجنونية
مصباح محمد
تفقد الأوطان أرواح شبابها دفاعاً في الحروب والغزوات ولكننا نفقد شبابنا في حوادث السرعة الجنونية التي تسببت في وفاة وإعاقة الكثيرين والشباب خاصة وتعددت الأسباب وأهمها السرعة التي تحصد الموت وتبقي الحسرة.
وفي سبيل الحد من السرعة قامت إدارات المرور في الدولة بوضع كافة السبل والأحكام لردع السائقين المتهورين سواء عن طريق القوانين التي تم تحديثها مؤخراً والغرامات التي طبقت عليهم أو الأحكام الأخرى التي ساهمت في تقييد فئة كبيرة.
وتفاعلاً مع شعار أسبوع المرور
(معاً للحد من الحوادث المرورية) انتشرت الفعاليات في جميع أنحاء الدولة لتوعية الجمهور وتثقيفهم مرورياً ونشر كافة السبل والرسائل الإعلامية عبر وسائل الإعلام والتي تهدف للحد من الحوادث المرورية وتخفيفها لتفادي الخسائر البشرية فكم من أم فقدت ولدها وكم من أخ فقد أخاه وكل ذلك كان سببه الحوادث المرورية .
يمثل تجاوز السرعة المحددة على الطرقات، السبب الأول والرئيسي لوقوع الحوادث المرورية، فالسرعة الزائدة تفقد سائق المركبة القدرة على تقدير ظروف الطريق فبعد أن يتعدى السرعة المحددة والمعقولة لا يستطيع السيطرة على مركبته وتزايد فرصة وقوع حادث مروري.
وأظهرت دراسات علمية قامت بها مؤسسات الأبحاث العلمية "SRF" أن انخفاض السرعة بمعدل 10كم/ساعة يقلل من احتمال حصول الحوادث المرورية 20% وعدد الإصابات 30% وعدد الوفيات 40% إذا ألتزم جميع السائقين بحدود السرعة القانونية.
وتؤدي السرعات العالية على الطرق إلى نتائج سلبية على حسابات مستخدمي الطريق في أخذهم الاحتياطات التي يتطلبها الحذر إثناء دخولهم أو تجاوزهم
أو قطعهم للطريق ، حيث يتعدى سائق المركبة السرعة المعقولة دون مراعاة لظروف الطريق من انعطافات وانحدارات فيفوق تقديرات مستخدمي الطريق الآخرين من سائقي ومشاة.
الإسراع في الليل
ومن أسباب وقوع الحوادث قيادة المركبة بسرعة في فترة الغسق مساءً
(وقت حلول الظلام) وصباحاً (بداية النهار) وهاتين الفترتين من أهم ما يجب الاهتمام بهم حيث إنهم الفترتين والتي تتطلب من السائق إعادة التوافق بين الأنوار والظلام والأشياء مع محاولات العينين التكيف مع درجة الإنارة المتغيرة ومن الطبيعي أنه في الظلام الكامل تختفي كثير من الإرشادات وعلامات الطريق التي يعتمد عليها السائق في ضوء النهار ويقتصر مدى الرؤية على مسافة صغيرة نسبياً
وهي المسافة المضاءة بالأنوار الأمامية للمركبة وفي مثل هذه الحالة تكون هناك صعوبة للسائق نظرا لقصر مدى الرؤية وتزداد المشكلة في حالة إجهاد السائق أثناء القيادة في الظلام وثبت علمياً أن الإنسان كلما كبر في السن احتاج إلى أنوار أكثر ليرى بوضوح وتتضاعف الخطورة كلما كانت أنوار المركبة ضعيفة أو تتراكم عليها الأتربة والأوساخ وهذه الحالة لا تساعد السائق على الرؤية السليمة كما أنها تعمل على توزيع الأشعة بشكل عشوائي غير منتظم مما يشكل مشكلة للسائق وللسائق المقابل كما وأن استخدام تظليل قوي على زجاج المركبة يحد بصر السائق ويسبب اختلافا في رؤية الأشياء ويؤدي الي الحوادث .