" حافية القدمين "
بقلم الكاتبة / منال خليل
ببدء الشتاء من عام جديد ....
كانت تجلس على طرف الجانب الأيسر من الفراش بجانب الشرفة المطلة على البحر والشجرة الوحيده أسفل الشرفة ... رائحة عطر مسك الليل تتسلل عبر الهواء معلنه استداره اكتمال القمر ... إيذاناً ببدء اول خيوط فجر بعامها الجديد
كانت ترتدي بيجاما حريريه مفتوحة الصدر ذات لون وردي يزينها الكثير من الزهور بلون وجنتيها
شعرها بلون الشيكولاته مسترسل على كتفيها وقد كان يغزوه بعض من الفضة
هواء الغرفة ممزوج بعطر العود مع رائحة البحر وصوت موجاته .. مع صوت موسيقى كلاسيكيه خفيف
كانت أنتهت من ممارسة طقوسها الخاصة قبل أن تأوى لمخدعها ... لتبدء بطقوس أخرى
- رفعت قدميها الصغيرتين فوق الفراش، وهى تطمئن لثبات لون الطلاء وجماله على أظافرها .. ثم تناولت دفتر المذكرات والقلم لتسطر اول كلمات بعامها الجديد ودونت :
عام مضى حاسم وكان يسبقه اعوام صارمة القسوة على القلب ... حققت فيها بعض من أحلامى وتنازلت عن البعض الآخر هذا العام ان طال بى ..
فلن أقسوا على نفسي به ... بل سأطلق عنان التمنى وأتشبث بأطراف نجوم التفاؤل والشغف ...
- على يقين أن القدر سيجلب لى أشياء جميلة وأشخاص مُحبة رحيمة ... تليق بى وبقلبى
سأنتقي القادم من وفى حياتي جيدا
ليبقوا معنا دائماً بلا غياب .. أشخاص تطيب معهم سماوات قلوبنا وكل الحياة ويعلوا معهم صوت الحب ... الأمل ورشاقة الأكتفاء
- كما اتمنى وجود رِفاق تحلو بهم الروح وتستكين ... أشخاص تمحو قسوة وجوه من رحلوا عمداً عنا من الذاكرة
ليظلوا عالقين رهن أدراج الذكريات .
- طوت دفتر المذكرات ووضعته جانباً ... وغادرت الفراش متجهة صوب الشرفة حافية القدمين على أرض باردة وبقلب دافئ لتفتح ذراعيها وكأنها ستعانق السماء والبحر وهى ترسل قبلات إلى أقرب موجة وهى تبتسم قائلة :
ما أرحمك يا الله وما ألطفك بى .
