تَكَايَا Takaya جيهان فايز
كتبت - منال خليل
- أخذنا الفضول والجوع إلى جرعة
من الفن إلى
زياره تكَايَا ... أستقبلتنا إنسانة ذات ابتسامة من القلب تملك عيونا تلمع فناً ووجوداً وحياة ... تنقل إلينا طاقة نور بصوت مرحب ترتدي ألوان مبهجة وكأنها خارجة من إحدى تلك الأعمال الدرامية التي حولت الجدران من حولنا إلى متحف ذو عبق وعطر تشعر به من خلال أعمال غير متوقعة... تلك الرائعة هى الفنانة جيهان فايز بمعرضها المقام حاليا بجاليري النيل ( تَكَايَا Takaya ) موتون 2
- معرض ذو طابع مختلف كما لو انه حالة درامية تحملنا لمنطقة فنية ولونية بعيدة عن العادي والمألوف فى أعمال غاية في الثراء الفني والتقني تحمل الكثير من الفلسفة والطابع الخاص جدا للفنانة التي تمتلك من الموهبة الفطرية وكذلك الممارسة والدراسة العلمية الكثير جدا مما ينعكس على كل أعمالها الفنية، فكل عمل ينقلك بداخل تفاصيله لتتذوق فن وتصوير وملامس غنية وخاصه بها وحدها ...
تجعلني دائماً في حالة تساؤل ورغبة في المرور بيدي على المسطح الفني لأتعايش مع الحالة الفنية ككل .. أشعر دائما بأن أعمالها ذات عبق خاص ، أعمال متحفية واضح جدا فيها الجهد الفني والحسي والوقت أيضاً ...
تنقلنا الفنانة الرائعة من خلال اكثر من ثلاثين عمل فني إلى تكايا صوفية مختلفة الشخوص نرى فيها الارستقراطي والعوام المفكر والجائع بلهفة سواء للثقافة
او للطعام الذي صورته بأعمالها بشكل مختلف .. اسم المعرض والاعمال وماخلفهم جعلوني ابحث عن أصل التكايا لاربط بين تكاياها الرائعة .
و المُتُون في نسخته الاولى والذي تم اقامته منذ عامين كما وضحت لنا الفنانه دلالاته وابرزته في معرضها كنصوص قديمة موجزة , كثيفة المبنى والمعنى ,عميقة المغزى والدلالة ... المحملة بتراتيلها الفنية الرائعة التفاصيل..
- من قبل ان اشاهد المعرض وانا احاول أن اجمع خيوط وقد تُهنا فيها بين اعمالها بمتون الأول ثم تكاياها المتفردة ولما اختيار هذا الاسك...
فالتكيّة، هي الكلمة التركية المسايرة للخانقاه وللزاوية،" بالتركية تعني الاتكاء أوالأستناد إلى شيء للراحة والاسترخاء ومن هنا تكون التكيّة بمعنى مكان الراحة والأعتكاف، ويعتقد المستشرق الفرنسي "كلمان هوار" أن الكلمة أتت من "تكية" الفارسية بمعنى جِلد .
والواقع أن التكيّة أخذت تؤدي الوظيفة نفسها التي كانت تقوم بها الخنقاوات
أي أنها خاصة بإقامة المنقطعين للعبادة من المتصوفة، كما أنها قامت خلال العصر العثماني بدور آخر وهو تطبيب المرضى وعلاجهم وهو الدور الذي كانت تقوم به البيمارستانات في العصر الأيوبي والمملوكي، إلا أنه مع بداية العصر العثماني أهمل أمر البيمارستانات وأضيفت مهمتها إلى التكايا.
- ولقد تطور دور التكايا فأصبحت خاصة بإقامة العاطلين من العثمانيين المهاجرين من الدولة الأم والنازحين إلى الولايات الغنية مثل مصر والشام، ولهذا أطلق «التكية» ومعناها مكان يسكنه الدراويش و أتباع الطرق الصوفية .
ومن أشهر التكايا العثمانية في القاهرة التكية السليمانية التي أنشأها الأمير العثماني سليمان باشا عام 950هـ بالسروجية، والتكية الرفاعية 1188هـ ببولاق، وهي تخص الطريقة الرفاعية الصوفية، ولعل من أشهر التكايا العثمانية والتي ما زالت مستخدمة إلى الآن ...
- ومابين التكايا الحقيقية وحكايات " تكايا الفن والخيال" والإبداع الخاص الذي جعلتنا الفنانة المتميزه جدا أن نعيشه
فقالت :
"لم تكن التكايا مليئة برائحة الطعام وفقط ولم تكن تهدف إلي اسكات أصوات البطون وإيواء الأجساد الباردة . بل كانت التكايا مليئة بالأحداث والأصوات والصور والروائح والأحاديث والرؤي ، وعنوانا للتجليات الصوفية ومركزا لتطوير الفكر والموسيقي والشعر وأحد مراكز الترقي الروحي والعبادة الخالصة ،وإيقاعات الأجساد النحيلة المتمايلة علي أصوات حفيف الأقدام وهمهمات العارفين وتضرعات الخائفين الآملين .فالتكايا كالمرايا عكست علي صفحاتها الكثير من
( متون) تاريخنا فكانت المأوى للعارفين والصالحين "
زار المعرض العديد من مريدي فن الفنانة جيهان فايز والكثير من الفنانين التشكيلين وقد وصفت المعرض الفنانة راندة فخري :
الفنانه جيهان فايز اعادت صياغة الواقع و تجريده من مسلماته و فرضياته الي عالمها الرحب التعبيري التجريدي .. حين يتضافر الخيال و الحس بالقدرات التصويرية المحنكة في اللون و التكوين و الاختزال..
هنا تتجلي طاقات الاشكال و العناصر لتتخلص من كل قيودها فتكتسب ابعادا جديدة موازية لكينونتها ولكن بفرضيات جيهان و قوانين عالمها العامر " كتكاياها" بالتكوينات المتراكبة بإحكام .
وجدير بالذكر ان الفنانة جيهان فايز
استاذ التصوير بكلية الفنون جامعة المنيا واقامت العديد من المعارض وحاصلة على العديد من الجوائز ولها مقتنيات لدى العديد داخل مصر والخارج وكذلك الهيئات ووزارة الثقافة المصرية.
" تكايا " معرض يستحق المشاهدة بجاليري النيل بالزمالك.